رئيس التحرير
عصام كامل

3 أيام رئاسية شاقة في روسيا.. توقيع اتفاق الشراكة الشاملة والتعاون الإستراتيجي.. زيادة حجم التبادل التجاري.. تسريع وتيرة العمل بمحطة الضبعة.. إنشاء المنطقة الصناعية الروسية.. عودة رحلات الطيران

فيتو

اختتم الرئيس عبد الفتاح السيسي، زيارته الرسمية لروسيا حيث وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي، الإثنين الماضي، إلى موسكو في زيارة رسمية إلى جمهورية روسيا الاتحادية استغرقت 3 أيام.


واستهل الرئيس السيسي زيارته لجمهورية روسيا الاتحادية باستقبال تيجران ساركسيان رئيس المفوضية الاقتصادية للاتحاد الأوراسي، الذي يضم في عضويته دول روسيا، وكازاخستان، وقيرغيزستان، وأرمينيا، وبيلاروسيا.

العلاقات
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي على أهمية العلاقات التي تربط بين مصر ودول الاتحاد الأوراسي على المستوى السياسي والتاريخي والثقافي والاقتصادي، معربًا عن تطلع مصر لتنمية وتطوير هذه العلاقات في مختلف المجالات، في ظل التوجه الإستراتيجي لدى مصر لتعزيز العلاقات مع دول الاتحاد الأوراسي بما يحقق المصلحة المشتركة للجانبين.

وأشاد الرئيس بمستوى التعاون بين مصر والاتحاد الأوراسي في ضوء قرب انعقاد الجولة الأولى للمفاوضات بين الجانبين للتوصل إلى اتفاق تجارة حرة، بما يساهم في زيادة ومضاعفة معدلات التبادل التجاري وتنمية الاستثمارات المشتركة، وبما يحقق المصلحة المشتركة للجانبين، خاصة في ضوء تطوير البنية التحتية في مصر، لا سيما في مجالات الغاز والكهرباء والطاقة والموانئ وشبكة الطرق الحديثة، بالإضافة إلى ما توفره اتفاقيات التجارة الحرة التي تربط بين مصر والدول العربية والأفريقية والأوروبية من أفضلية لنفاذ السلع المصدرة من مصر، الأمر الذي من شأنه توفير كافة سبل النجاح للاستثمارات الأجنبية.

الاتحاد الأوراسي
وأعرب رئيس المفوضية الاقتصادية للاتحاد الأوراسي عن تقدير الاتحاد لمصر ولعلاقات التعاون البناء بين الجانبين، مشيرًا إلى حرص الاتحاد الأوراسي على تعزيز هذه العلاقات والانطلاق بها إلى آفاق أرحب، مؤكدًا الحرص على بدء المفاوضات مع مصر للتوصل لاتفاق تجارة حرة بين الجانبين، خاصة في ضوء ما يلمسونه من تقدم على صعيد نجاح برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري، وكذلك ما تتمتع به مصر حاليًا من استقرار.

وأوضح تيجران ساركسيان أن الاتحاد الأوراسي يهدف إلى تعزيز الروابط التجارية بين الدول الأعضاء به، وتعزيز حرية نقل السلع والخدمات ورءوس الأموال والأيدي العاملة، فضلًا عن تنسيق السياسات في مجالات التجارة والطاقة والصناعة والزراعة والنقل، وهو الأمر الذي ينعكس على القيمة المضافة للتعاون بين الاتحاد الأوراسي والدول الأخرى من خارجه.

النصب التذكاري
وزار الرئيس السيسي النصب التذكاري بموسكو حيث قام الرئيس بوضع إكليل من الزهور على قبر الجندي المجهول.

وعقب ذلك، قام الرئيس بزيارة لمجلس الفيدرالية الروسي، وهو الغرفة الأعلى في البرلمان الروسي، حيث يشكل مع مجلس الدوما الهيئة التشريعية لروسيا الاتحادية، وكان في استقباله "فالنتينا ماتفيينكا" رئيسة المجلس وقياداته.

مجلس الفيدرالية
وأجرى الرئيس مباحثات موسعة مع "ماتفيينكا" وقيادات مجلس الفيدرالية، أعرب خلالها عن تقديره لزيارة المجلس وإلقاء كلمة أمام قياداته ونوابه، معربًا عن التطلع لأن تمثل هذه الزيارة نقطة انطلاق لتنمية وتطوير علاقات الصداقة بين مصر وروسيا، لا سيما في بعدها البرلماني.

العلاقات المصرية الروسية
وأشاد الرئيس بالعلاقات المصرية الروسية وما شهدته من تطور خلال السنوات الخمس الأخيرة في مختلف المجالات، بما في ذلك التنسيق والتشاور السياسي المتبادل بين البلدين في العديد من الملفات الإقليمية والدولية، معربًا عن حرص مصر على دفع وتعزيز علاقات التعاون والشراكة بين البلدين على كافة المستويات بما فيها التعاون على المستوى البرلماني.

وأعربت رئيسة مجلس الفيدرالية الروسي من جانبها عن تقديرها وقيادات ونواب المجلس لمصر قيادة وشعبًا، واعتزاز بلادها بعلاقات الصداقة التاريخية التي تجمع بين الشعبين المصري والروسي، مؤكدة أن دعوة الرئيس للحديث أمام المجلس تنبع من التقدير العميق لمصر وللرئيس كرجل دولة بارز ذي رؤية إستراتيجية نجح في ترسيخ الاستقرار في مصر.

وأكدت رئيسة مجلس الفيدرالية الروسي حرص روسيا على تعزيز العلاقات الثنائية وتفعيل أطر التعاون المشترك بين البلدين، مشيدة في هذا الإطار بالخطوات المتخذة لإنشاء المحطة النووية بالضبعة، وكذلك المنطقة الصناعية الروسية في منطقة محور قناة السويس. 

دور مصر المحوري
وأشادت "ماتفيينكا" بدور مصر المحوري في الشرق الأوسط وجهودها لاستعادة الاستقرار والأمن وتسوية الأزمات القائمة بالمنطقة، فضلًا عن تصديها الحاسم للإرهاب على كافة المستويات، منوهة بجهود مصر التنموية، وأكدت حرص روسيا على مساندة مصر في تلك الجهود بما يلبي طموحات الشعب المصري نحو التنمية والازدهار.

وشهد اللقاء بحث سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين ودفعها نحو آفاق أرحب خلال المرحلة المقبلة، في ضوء علاقات الصداقة المتميزة التي تربط بين البلدين.

كما التقى الرئيس السيسي مع رئيس الوزراء الروسي ديميتري ميدفيديف وأجرى الرئيس مباحثات موسعة مع رئيس الوزراء الروسي، حيث أعرب الرئيس في مستهل المباحثات عن تقدير مصر لحفاوة الاستقبال الروسي.

وأشاد بعلاقات الصداقة المصرية الروسية الممتدة منذ ٧٥ عاما وما بلغته من مستوى متقدم على مختلف الأصعدة في السنوات الخمس الأخيرة وهو ما ينعكس على حجم وطبيعة مشروعات التعاون العملاقة التي يضطلع البلدان بتنفيذها حاليًا، ومن بينها إقامة محطة الضبعة النووية لتوليد الكهرباء، ومشروع إقامة المنطقة الصناعية الروسية بمحور قناة السويس، والتي تعد المنطقة الصناعية الروسية الأولى خارج أراضي روسيا، وما تمثله من شراكة جديدة تتخطى مرحلة الاستثمار والتبادل التجاري لتصل إلى مراحل التصنيع المشترك.

الروابط التاريخية
وأعرب الرئيس عن تقدير روسيا لمصر على المستويين الرسمي والشعبي، واعتزازها بالروابط التاريخية التي تربط بين البلدين الصديقين.

وأشاد رئيس الوزراء الروسي بخطوات إصلاح الاقتصاد المصري والمشروعات التنموية الكبرى الجاري تنفيذها، مؤكدًا حرص روسيا على مساندة جهود مصر التنموية ودعمها في كافة المجالات من خلال تبادل الخبرات والاستثمار المشترك.

كما أشاد "ميدفيديف" بالدور الذي تقوم به مصر على صعيد ترسيخ الاستقرار في الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب ودعم الحلول السلمية للأزمات القائمة بالمنطقة كونها أكبر دولة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط.

وتناول اللقاء عددًا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كما شهد تباحثًا حول عدد من ملفات التعاون الثنائي، خاصة في المجالات الثقافية والسياحية وتوطين الصناعات والتعاون في مجال السكك الحديدية والطاقة وزيادة التبادل التجاري.

أوضح الرئيس أن الاستثمارات والصناعات الروسية لديها فرصة كبيرة حاليًا للتواجد في السوق المصري للاستفادة من البنية التحتية الحديثة في مصر والنفاذ منها إلى الأسواق الأفريقية خاصة في ضوء رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي عام ٢٠١٩ واتفاقيات التجارة الحرة التي تجمع مصر مع مختلف التكتلات الاقتصادية الإقليمية، مؤكدًا الترحيب الشعبي في مصر بالتعاون مع روسيا وزيادة استثماراتها وأنشطتها التجارية.

مباحثات على مستوى القمة
كما عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي مباحثات على مستوى القمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمدينة سوتشي حيث استهلها الرئيس الروسي بالترحيب بالرئيس السيسي في روسيا صديقًا عزيزًا، معربًا عن تقدير بلاده لمصر قيادة وشعبًا، ومشيدًا بالعلاقات المتميزة التي تربط بين مصر وروسيا، ومؤكدًا حرص بلاده على مواصلة الارتقاء بتلك العلاقات وتجديد الشراكة الإستراتيجية بين البلدين من خلال توقيع الرئيسين على اتفاق الشراكة الشاملة والتعاون الإستراتيجي، خاصة وأنه يتزامن مع احتفال البلدين الصديقين باليوبيل الماسي لبدء العلاقات الدبلوماسية بينهما التي أقيمت عام ١٩٤٣.

كما أعرب الرئيس الروسي عن تقدير بلاده لدور مصر في الشرق الأوسط كركيزة للاستقرار والأمن والسلام.

ووجه الرئيس السيسي وجه الشكر للرئيس الروسي على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مشيرًا إلى المباحثات المثمرة التي أجراها خلال اليومين الماضيين مع كبار المسئولين الروس وكذا زيارة المجلس الفيدرالي الروسي وإلقاء كلمة أمامه، مما يعكس خصوصية العلاقات المصرية الروسية ومدى تميزها.

العلاقات بين البلدين
وأشاد الرئيس بالانطلاقة القوية التي شهدتها العلاقات بين البلدين على مدى الأربعة أعوام الماضية، معربًا عن اهتمام مصر بتطويرها وتنميتها في كافة المجالات، ومشيرًا في هذا الصدد إلى أن توقيع اتفاق الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين يعد تتويجًا لمستوى العلاقات المتميزة بين البلدين، وتقنينًا للتعاون القائم بين مصر وشركائها الدوليين.

وشهدت المباحثات تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، حيث أشاد الرئيسان بتنامي حجم التبادل التجاري بين البلدين ووصوله نحو ٧ مليارات دولار لأول مرة.

محطة الضبعة النووية
كما أعرب الرئيسان عن رضاهما عن مستوى تقدم خطوات إنشاء محطة الضبعة النووية لتوليد الكهرباء باعتبارها أحد أهم الإنجازات في تاريخ العلاقات بين البلدين، وأشادا كذلك بتوقيع الاتفاقية الخاصة بإنشاء المنطقة الصناعية الروسية في شرق بورسعيد في مايو الماضي، والتي تمثل نقلة حقيقية في العلاقات الاقتصادية المصرية الروسية تتيح توطين الصناعة، موجهين الجهات المعنية في البلدين للعمل على سرعة تنفيذ هذا المشروع الواعد.

كما نوه الرئيس بوتين إلى عودة الطيران المباشر بين القاهرة وموسكو، مشيدًا بمستوى التعاون بين البلدين في هذا الصدد، ومعربًا عن تطلعه لعودة رحلات الطيران بين باقي المدن الروسية والمدن المصرية الأخرى في أسرع وقت.

التعاون الثقافي
وعلى صعيد التعاون الثقافي بين البلدين، اتفق الرئيسان على إعلان عام ٢٠٢٠ عامًا ثقافيًا بين مصر وروسيا، بحيث يشهد العديد من المناسبات الاحتفالية التي تعكس التواصل الثقافي والحضاري والفني بين البلدين والشعبين الصديقين.

كما تمت مناقشة سبل تعزيز التعاون بين روسيا والقارة الأفريقية في ضوء رئاسة مصر المرتقبة للاتحاد الأفريقي لعام ٢٠١٩.

القضايا الإقليمية
وتطرقت المباحثات إلى مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث توافقت وجهات النظر البلدين بشأن أهمية دعم جهود التسوية السياسية في سوريا، ومواصلة العمل على القضاء على الجماعات الإرهابية، ودعم مؤسسات الدولة، وتوسيع مناطق خفض التوتر، بهدف تهيئة الظروف المناسبة للمفاوضات السياسية، بما يحافظ على وحدة الأراضي السورية ويلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري الشقيق وينهي معاناته الإنسانية. 

وقد أشاد الرئيس الروسي في هذا الصدد بالدور الإيجابي الذي تقوم به مصر في تسوية الأزمات القائمة بمنطقة الشرق الأوسط.

وتطرقت المباحثات بين الرئيسين كذلك إلى تطورات الأوضاع في ليبيا، حيث أوضح الرئيس لنظيره الروسي رؤية مصر للحل السياسي في ليبيا وجهودها من أجل توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، لتمكينها من القيام بمهامها على نحو فعال، وأكد الرئيس أن الاشتباكات الأخيرة في طرابلس أوضحت خطورة الاعتماد على الميليشيات في توفير الأمن، الذي يجب أن يكون مهمة حصرية للقوات الأمنية النظامية والجيش الوطني، مؤكدًا أهمية التزام المجتمع الدولي بالتنفيذ الكامل لمبادرة المبعوث الأممي "غسان سلامة" للحل في ليبيا بجميع عناصرها.

القضية الفلسطينية
كما توافقت وجة نظر البلدين بشأن القضية الفلسطينية، حيث تم تأكيد ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، على أساس حل الدولتين ووفقًا لحدود عام ١٩٦٧ ولأحكام القانون الدولي ومبادرة السلام العربية.

مكافحة الإرهاب
وتم خلال المباحثات أيضًا مناقشة جهود مكافحة الإرهاب، في ضوء ما يمثله من خطر كبير على المنطقة والعالم، حيث أكد الرئيس أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي لحصار ظاهرة الإرهاب على كافة المستويات، سواء فيما يتعلق بتمويل الجماعات الإرهابية وتزويدها بالسلاح والعناصر الإرهابية، مستعرضًا نتائج العملية الشاملة سيناء ٢٠١٨ والنجاحات الكبيرة التي حققتها في مكافحة الإرهاب.

وفي ختام المباحثات، قام الرئيسان بالتوقيع على اتفاقية تجديد الشراكة الشاملة والتعاون الإستراتيجي، كما شهدا توقيع وزيري خارجية الدولتين على مذكرة تفاهم لآلية المشاورات السياسية والإستراتيجية بين وزارتي الخارجية في البلدين، وتلى ذلك المؤتمر الصحفي المشترك بين الرئيسين. 

المؤتمر الصحفي
وبعد انتهاء المؤتمر الصحفي المشترك، أقام الرئيس بوتين مأدبة غداء رسمية على شرف الرئيس، وأعقب ذلك توجه الرئيسان لحلبة سباق السيارات في مدينة سوتشي حيث تفقدا مجموعة من أحدث سيارات شركة AURUS.
الجريدة الرسمية