رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

اللواء محمود خلف: القوات المسلحة تعرضت للظلم في حرب 67.. والشعب بطل انتصار أكتوبر الأول

فيتو



  • الجيش المصرى لم ينحنِ يوما رغم مرارة الهزيمة في 67 
  • القوات المسلحة استغلت «سنوات النكسة» لإعادة الحسابات 
  • عناصر الصاعقة والاستطلاع كانت تعبر خط بارليف يوميا وتنفذ عمليات فدائية موجعة للعدو داخل سيناء


تحتفل مصر خلال الأيام المقبلة بالذكرى الـ45 لنصر أكتوبر المجيد، ذلك الحدث التاريخي الذي سيظل خالدا ما بقى الإنسان على ظهر الأرض، تمر السنوات تلو السنوات ولا يزال لهذه الملحمة أسرار وتفاصيل تفيض بها ذاكرة الأبطال الذين أدوا واجبهم تجاه وطن كرمه الله عز وجل بذكره في القرآن الكريم، خاضوا الحرب بجسارة نادرة فاجأت العالم كله وأدهشته.

قدم المقاتل المصري الشجاع على الجبهة بطولات عظيمة، القادة، الضباط، الجنود.. الكل كان مشروع شهيد من أجل إنقاذ التراب الوطني من دنس العدو الإسرائيلي المتغطرس، عاش الوطن بفضل هذا عزيزًا كريمًا حتى اليوم.. وفي كل عام يتذكر الجميع رجالًا صدقوا ما عاهدوا الله عليه.

وتبقى حرب السادس من أكتوبر المجيدة، واحدة من أهم صفحات التاريخ المصري، ورغم مرور 45 عامًا على يوم النصر، إلا أن الأسرار والحكايات والتفاصيل، لا تزال محتفظة بحماسها وروعتها، لا سيما وإن جاءت على لسان واحد من أبطالها. 

اللواء محمود خلف، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، أحد أبطال حرب أكتوبر، لا يزال يذكر التفاصيل الكاملة لـ«يوم النصر»، ليس هذا فحسب لكنه يحمل في ذاكرته أيام «النكسة» والسنوات التي تلتها وكان الحوار التالي: 

* بداية.. سنوات ست سبقت حرب أكتوبر، بدأت من العام 67 «النكسة» كيف تعامل الجيش مع هذه السنوات؟
القوات المسلحة بالكامل ظُلمت في هذه الحرب التي خلفت كثيرا من الخسائر في الأرواح والمعدات، لكنها لم تنحنِ يوما، وعقب الضربة بأيام قليلة وجهت القوات المسلحة ضربات موجعة للعدو الإسرائيلي داخل سيناء، أبرزها استهداف القطار الذي وضعت إسرائيل على متنه أسلحة الجيش المصري التي تركها خلفه في سيناء، حيث قامت مجموعات من الصاعقة بتفجيره بمن فيه من عساكر وضباط، وأذكر أن الانفجارات تلك خلفت حالة من الرعب داخل كل جندي إسرائيلي على أرض سيناء. 

وقد وضعت القيادة العسكرية المصرية التحديات أمامها لمعالجتها، التي تتمثل في تحطيم أسطورة خط بارليف الذي ظلت إسرائيل تستعرض قوته وإمكانياته طوال 6 سنوات بأنه أكبر مانع صناعي لا يستطيع أحد عبوره إلا بإسقاط قنابل ذرية عليه، ومصر لا تمتلك هذه القنابل، مع الأخذ في الاعتبار أن عناصر الصاعقة والاستطلاع كانت تعبره بشكل يومي وتنفذ عمليات فدائية موجعة للعدو داخل سيناء.

كما بدأت القيادة العسكرية في إقامة حائط الصواريخ لمنع القوات الجوية «اليد الطويلة» لإسرائيل من العبور إلى الضفة الغربية واستهداف المدنيين كما حدث في مدرسة بحر البقر ومصانع أبو زعبل. 

ودرست القوات المسلحة نقاط ضعف العدو بدقة ودون تهويل وبعمل استخباراتى هائل، وبدأت التخطيط لاستغلالها أفضل استغلال لتحقيق النتائج المرجوة وعلى رأسها الانتصار في الحرب.

* حدثنا عن خطة الخداع الإستراتيجي؟
القوات المسلحة والقيادة السياسية برئاسة الرئيس الراحل محمد أنور السادات استطاعوا إقناع العدو الإسرائيلي أنهم لن يستطيعوا شن حرب شاملة لتحرير سيناء، فمصر ليس لديها الإمكانيات العسكرية والتسليح الذي يساوي أو يوازي حجم السلاح المتقدم الذي تمتلكه إسرائيل وقتها، وبدأ «السادات» بخداعهم بأنه يمكن أن يقوم بمناوشات للتأثير على المعنويات فقط ولا يملك أن يحارب، وأعطت القوات المسلحة للعدو من المظاهر التي تؤكد له صحة التقارير بأن مصر لن تحارب.

* بصفتك كنت قريبًا من الأحداث.. كيف تحطم خط بارليف رغم التجهيزات الكبيرة التي أعدتها إسرائيل؟
بفضل الأفكار والتخطيط الجيد انهار خط بارليف الذي يعد أكبر ساتر ترابى صناعى في التاريخ خلال 6 ساعات فقط، حيث استطاعت عبقرية سلاح المهندسين العسكريين إنهاء أسطورة «الخط الذي لا يقهر»، فتمكنت مجموعة الضفادع البشرية من إغلاق فتحات «النابالم» قبل الحرب مباشرة واستخدمت خراطيم المياه في مواجهة الساتر الترابي الذي انهار أمام العبقرية المصرية.

وأشعلت الضربة الجوية المطارات ومحطات الوقود وأنظمة الدفاع الجوي للعدو وكان الوضع كأنه «يوم القيامة»، كما حققت الضربة نتائج مذهلة حيث دمرت خطوط الدفاع الأمامية للعدو وحققت إنجازًا كبيرًا تمثل في تدمير شبكات الاتصال الداخلي والخارجي بالقوات الإسرائيلية الموجودة في سيناء، وبالتالى أصبحت إسرائيل لا تعرف ماذا يحدث في سيناء وعلى الجبهة الشرقية للقناة وظلت لمدة 24 ساعة لا تعرف ماذا حدث وما موقف قواتها حتى اكتمل عبور قوات المشاة وبناء رءوس الكباري وعبور المعدات الثقيلة للضفة الشرقية لتبدأ المرحلة الثانية وهي القتال المتلاحم.

كما أن عامل الوقت مهم للغاية وحاسم في المعركة مع العدو الإسرائيلي، وبشكل عام حرب أكتوبر بها دروس كثيرة من تاريخنا، إلا أن الدرس الأكبر المستفاد من انتصار أكتوبر هو قوة الشعب وإرادته، حيث كان الشعب هو صاحب الإنجاز الحقيقي في تلك المعركة.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"...
Advertisements
الجريدة الرسمية