رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

جعفر عبد الكريم: «غرباء أم أصدقاء» يكشف وضع العرب واللاجئين في ألمانيا

فيتو

شرح خلفيات الإشكاليات السائدة في العالم العربي للألمان ليس بالمهمة السهلة، لكن الصحفي الحاصل على عدة جوائز جعفر عبد الكريم خاض غمار هذه المهمة في كتاب له.. DW التقته وتحدثت معه عن كتابه وأشياء أخرى.


اليوم يصدر كتابك "غرباء أم أصدقاء: ماذا تفكر الجالية العربية وكيف تشعر وتتحرك". كيف نشأت الفكرة لإصدار هذا الكتاب؟ ماذا تريد إيصاله للقارئ من خلال هذا الكتاب؟

الفكرة جاءت لأنني أسافر لإنتاج برنامجي الحواري شباب توك عبر الكثير من البلدان العربية ـ في العراق وكردستان العراق والسودان وموريتانيا ولبنان والمغرب وقطر ومصر والأردن. 

وقمت بتغطية مختلف الموضوعات التي تجد هنا في ألمانيا أيضًا اهتمامًا كبيرًا. وبما أنني أسلط الضوء كثيرًا في ألمانيا على الجالية العربية، لأن لدى فرصة التواصل وتفهم الناس الذين يريدون أن يفهموا من هؤلاء الناس. ما هي ثقافتهم وما هي الخلفية التي يتوفرون عليها، وأردت من خلال الكتاب تلخيص ما يهم اليوم الناس، وأخذ القارئ عبر رحلة استكشافية في العالم العربي.

ألقي الضوء مثلًا على ناشطة حقوقية شابة من الأردن وعلى مثليي الجنس الذين يناضلون من أجل حقوقهم وكذلك كيف هو وضع المهاجرين واللاجئين العرب في ألمانيا، والتحديات التي يواجهونها في الحياة اليومية إذا أرادوا أن يصبحوا جزءا من المجتمع الألماني.

الكتاب يتكون بالأساس من عدة حكايات شخصية لأشخاص التقيتهم في البلدان العربية وألمانيا. ما هي الحكاية التي أثارت اهتمامك شخصيًا؟

عندما التقيت امرأة في السودان كانت ضحية لتشويه الأعضاء التناسلية، أغضبني هذا كثيرًا. فقد تعرضت لشيء ضد إرادتها يجعلها تتألم طوال حياتها. 

وما ترك انطباعًا قويًا في نفسي: هي امرأة شابة التقيتها في الأردن تعلم النساء الأخريات رياضة فنون الدفاع عن النفس حتى يدافعن عن أنفسهن ضد التحرش الجنسي أو إذا ما تم تهديدهن، وبالنسبة إليَّ هناك موضوع محوري وهو أنه للشخص الحق في العيش كما يريد. ولا أحد يحق له فرض أي نمط حياة على الآخرين.

أنت تعيش في ألمانيا وتقوم بتغطية إعلامية لصالح العالم العربي وعن أحداث تحصل فيه. كيف تحافظ على التواصل مع الأحداث في عين المكان؟ كيف ترصد الأشياء التي تحرك نفوس الناس هناك؟

من خلال تحركي المستمر في المنطقة، فمن خلال برنامج شباب توك أنا موجود مرة واحدة تقريبًا في الشهر في بلد عربي. وهذا أعتبره مهمًا للبقاء على مستوى التكافؤ مع الناس في عين المكان، حيث وقائع حياتهم، وليس الحديث عن الناس، بل التحدث إليهم مباشرة. وهذه كانت نقطة مهمة بالنسبة إليَّ في الكتاب الحديث مع الناس في عين المكان.

في كتابك تتحدث عن لقاءات في العالم العربي وفي ألمانيا.. والكتاب موجه لجمهور يتكلم الألمانية. كان لدى الإحساس بأن الكتاب يلقي جزئيًا نظرة انتقادية على البلدان العربية وثقافتها أكثر من ألمانيا. أليس هناك خطر أن يعطي هذا قوة دفع للقوى اليمينية الشعبوية والمتطرفة؟

هذا لا أجده في الكتاب، حاولت عن قصد عدم القيام بمقارنات في الكتاب بين بلدان مختلفة أو تقديم تقييم، وليس القول بأن هذا البلد أفضل من ذاك. فالعنوان الفرعي للكتاب هو "بماذا تفكر الجالية العربية وبماذا تشعر وما يحركها".. لا أقوم بالمقارنة، بل تبيان الواقع وحقيقة الحياة.

كيف يمكن التغطية لصالح جمهور ألماني حول مشكلات داخل الجالية العربية دون المساهمة في وصمة العالم العربي والناس من أصول عربية؟

أنشغل يوميًا بهذا الأمر. يهمني القول بوضوح إنه لا توجد الدول العربية والعرب، بل هناك حكايات وآراء مختلفة. عندما أسلط الضوء على نساء يخضعن بسبب التقاليد أو الدين للرجل، فإنني أواجه الانتقاد من مسلمين محافظين. وعندما أتحدث عن العنصرية تجاه مهاجرين عرب، فإنني أحصل على خطابات كراهية من يمينيين شعبويين. يهمني ألا أتأثر بهذه المعطيات.

أريد مزاولة الصحافة التي أؤمن بها، بمعنى القيام بتغطية عادلة وتقديم الحجج والتحري جيدا ومنح صوت للأشخاص الذين ليس لهم صوت.. وهنا يجب أن أتوقع حصول انتقاد من جميع الجهات وكذلك تهديدات. لا يحق لنا الكف عن الحديث بانتقاد عن الجالية العربية، لأن ذلك قد يستغله اليمينيون الشعبويون.

جدير بالذكر أن الصحفي ومقدم البرامج جعفر عبد الكريم يصل ببرنامجه الحواري شباب توك إلى جمهور بالملايين في العالم العربي، كما أنه يعمل ككاتب عمود لدى مجلة "شبيغل" وصحيفة "دي تسايت".

Advertisements
الجريدة الرسمية