رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

اللواء علي حفظي: الجنود مسلمين وأقباطا رفضوا الإفطار أثناء حرب العاشر من رمضان

فيتو

  • الاتحاد السوفييتي لم يكن يمدنا بما نحتاجه من سلاح متطور
قال اللواء علي حفظي أحد أبطال حرب أكتوبر إن سيناء هي قلب مصر النابض، الذي ارتوي بدماء أطهر الشهداء من خيرة شباب البلد على مر العصور، مشيرا إلى أن جنود القوات المسلحة لن يتوانوا لحظة عن الدفاع عن أرضها ضد أي عدو، وأوضح أن الجندي المصري ضرب أروع الأمثلة في حرب أكتوبر ومعظم الجنود مسلمين وأقباطا رفضوا الإفطار في رمضان، وأثبتوا للعالم أنهم خير أجناد الأرض، مشيرا إلى أن المصريين لن يتنازلوا عن القضاء على الإرهاب، وتطهير مصر من كل العناصر الإرهابية، وأشار حفظي إلى براعة الجندي المصري في حرب أكتوبر، مشيرا إلى أنه كان يدافع عن الدبابة ويواجه دبابات العدو بجسده.. وإلى نص الحوار:

* في حرب أكتوبر كنت مسئولا عن التخطيط لمجموعات المخابرات خلف خطوط العدو حدثنا عن هذه المجموعات؟
بعد 67 بدأت مصر في إعادة بناء القوات المسلحة من الصفر، لأننا وجدنا إسرائيل تستخدم أحدث الأسلحة، ونحن أسلحتنا قديمة وبالية فبدأنا تحديثها وشراء أسلحة جديدة لمجابهة آلة القتل الإسرائيلية، وكان أهم مصدر سلاح لنا هو الاتحاد السوفييتي الذي أمدنا بالعديد من الأسلحة التكتيكية، وحرمنا من الأسلحة الإستراتيجية، وهي تقل 10 مرات عن السلاح الذي تمد أمريكا به الجيش الإسرائيلي، وأهم هذه الأسلحة هو الرادارات والأقمار الصناعية وأجهزة التجسس، فاخترعنا أجهزة تجسس مصرية 100%، وهي الإنسان المصري نفسه، وبدأنا عام 69 بتكوين مجموعات من عناصر المخابرات، وتدريبهم تدريبا عنيفا على المشي من 20 إلى 30 كم في عمق سيناء، والحصول على معلومات وتصويرها عن تحصينات العدو وتحركاته في اتجاه الجبهة الشرقية واحتياطي الذخيرة والوقود وحجم القوات الموجودة في كل موقع وتسليحهم، وكانت هذه المهام تستمر لمدة 20 يوما بالتعاون مع بدو سيناء الأوفياء، الذين قدموا لنا الكثير في هذه المهام حتى وصلنا للحدود الإسرائيلية، وكنت ضابط التخطيط المسئول عن هذه المجموعات التي جعلت سيناء كتابا مفتوحا أمام أجهزة التخطيط بالقوات المسلحة، وهذه المجموعات ظلت في سيناء قبل الحرب وبعدها، حتى إن عددا كبيرا منهم ظل في العمق الإسرائيلي لأكثر من 6 شهور كاملة بعد العبور يوم 6 أكتوبر.

* هل ترى أن عبد الناصر السبب في هزيمة 67 كما يدعي البعض؟
عندما أسمع اسم عبد الناصر أقف وأؤدى التحية العسكرية، لأن عبد الناصر هو الشخص الوحيد الذي خلص مصر من الاستعمار منذ فجر التاريخ، وما لا يعرفه الكثيرون أن مصر لم يحكمها مصري أبدا منذ عهد الفراعنة إلا بعد ثورة 23 يوليو، أما الأخطاء التي حدثت في عهده فلم يكن هو السبب فيها؛ لأنه كان يعشق مصر، ويؤمن أن عظمة مصر في قوتها وقيادتها لمن حولها، وهذا حلمه الذي حطمه الاستعمار الخارجي، وحاول تكسير عظامه بشتى الطرق، سواء بعدم تمويل السد أو بالعدوان الثلاثي علينا الذي لم يستمر بسبب المقاومة، فوجدوا زرع إسرائيل كشوكة في ظهره وظهر العرب حتى لا تقوم لهم قائمة هو أسلم طريقة، وساعدوا إسرائيل بكل قوة على احتلال الأراضي العربية وسيناء في 67، ومع ذلك لم يسمح المصريون لها بالبقاء، وحاربناها وأعطيناها ومن يمولها ويقف وراءها درسا قاسيا، كان له أثر كبير على الجيش الإسرائيلي وجنوده الذين لن يفكروا بالدخول في مواجهة أبدا مع الجيش المصري مهما حدث؛ لأن حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر كانت رسالة واضحة للعالم بأن المصريين لن يفرطوا مرة أخرى في أي شبر من وطنهم، ولن يسمحوا للاستعمار مرة أخرى بعدما وصلوا إلى حكم أنفسهم بأنفسهم.

* كيف حارب الضباط والجنود وهم صائمون وحققوا النصر؟
الجيش المصري عقيدته الدينية واضحة سواء مسلمون أو مسيحيون والديانتان تقدران الشهادة، وكان الجنود يتسابقون إلى العبور وهم صائمون، ولديهم أمل الاستشهاد أو النصر؛ لأن شهر رمضان من أعظم الشهور عند الله، والكل كان يرحب بالحرب غير عابئ بالصوم أو الحر، فالجهاد في سبيل الله من أجل الوطن واجب، ومعظم الذين شاركوا في الحرب رفضوا الإفطار سواء مسلمون أو أقباط، برغم أن القيادة أعطت أوامر بالسماح للقوات المشاركة بالإفطار في رمضان أثناء الحرب، فلا أحد يعلم كيف يستطيع تناول الأكل عندما تدور رحى الحرب، لكن الجندي المصري أصر على الصوم، لذلك هو يستحق لقب خير أجناد الأرض.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ"فيتو"
Advertisements
الجريدة الرسمية