رئيس التحرير
عصام كامل

الجواسيس يشعلون حرب الأعصاب بين بريطانيا وروسيا.. «تقرير»

فيتو

تصاعدت حدة الخلافات بين بريطانيا وروسيا، اليوم الأربعاء، عقب انتهاء المهلة التي منحتها لندن إلى الجانب الروسي للكشف عن المتورط في محاولة اغتيال الجاسوس "سيرجي سكريبال" البالغ من العمر (66 عاما)، وابنته يوليا (30 عاما).


 العقيد الجاسوس



أصيب الجاسوس البريطاني السابق سيرجي سكريبال البالغ من العمر 66 عاما وابنته يوليا، 30 عاما بالإغماء، بعد تعرضهما لمادة مشبوهة ونقلا إلى أحد المستشفيات أمس وهما يرقدان حاليا في قسم العناية المركزة في المستشفى.

وسكريبال هو عقيد سابق في المخابرات العسكرية الروسية جندته المخابرات البريطانية MI6. وكان قد حكم عليه بالسجن في بلاده لمدة 13 سنة بعد انكشاف أمره وإلقاء القبض عليه عام 2006.

وأطلق سراح سكريبال في إطار أكبر صفقة تبادل جواسيس بين الغرب وروسيا منذ نهاية الحرب الباردة عام 2010 بعد أن أصدر الرئيس الروسي حينذاك ديميتري ميدفيديف عفوا عنه.

 تهديد جونسون



ويوم 6 مارس الماضى، قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إن بريطانيا سترد بقوة إذا تأكدت شكوكها بأن روسيا سممت جاسوسا سابقا في بلاده يوم الأحد.

وأضاف جونسون أمام مجلس العموم البريطاني أن محنة تسميم سيرجي سكريبال وابنته يوليا تذكر بتسميم الكسندر ليتفينينكو في عام 2006. لكنه قال أنه من السابق لأوانه التوصل إلى استنتاجات محددة.

وانتقدت السفارة الروسية في لندن نشر أنباء عن الحادثة ودعت إلى وقف التغطية الإعلامية السلبية عن روسيا.

وكانت رئيسة الوزراء تيريزا ماي أمهلت روسيا حتى نهاية أمس الثلاثاء لتفسير كيف جرى استخدام غاز «نوفيتشوك» للأعصاب، الذي طوره الجيش السوفيتي، على الأراضي البريطانية.

ومع الساعات الأولى لفجر هذا اليوم، قالت السفارة الروسية في لندن، إن موسكو لم تستجب لطلب بريطانيا أن تفسر بحلول منتصف الليل كيف تم استخدام غاز للأعصاب في هجوم على جاسوس روسي سابق «سيرجى سكريبال»، في مدينة سالزبرى بجنوب إنجلترا.

 تحركات ماي



ودخلت عمليا رئيسة وزراء بريطانيا رسميا على خط الأزمة، مؤكدة أن بلاده استخلصت أن روسيا مسئولة عن عملية تسميم الجاسوس السابق.

وأضافت ماي، ما حدث يعتبر عملا عدائيا من روسيا ضد بريطانيا وأوروبا وأنه من المهم أن نتضامن مع حلفائنا لمواجهة الوضع الحالى، لافتة إلى أن لندن أمهلت 23 دبلوماسيا روسيا أسبوعا لمغادرة البلاد، كما اشارت إلى مقاطعة بريطانيا الرسمية لفاعليات كأس العالم في موسكو.

ودعت لاجتماع عاجل بمجلس الأمن لتوضيح أحدث المعلومات بشأن قضية العميل الروسي، والغاز الذي تسمم به، هو وابنته، أعلنت بريطانيا أنها ستطرد عددا من الدبلوماسيين الروس على خلفية قضية تسميم الجاسوس الروسي السابق.

 رد روسي



وبالرغم من نفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصيا لتورط بلاده في العملية، ترك مسئولية الرد على التصعيد البريطانى الذي لقي دعما من الدوائر الغربية والناتو وأمريكا، أكدت وزارة الخارجية الروسية، أن بريطانيا هي من اختارت تصعيد الأزمة بينهما من خلال قرارها طرد الدبلوماسيين الروس من هناك.

وانتقدت الخارجية بشدة تصريحات رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي حول معاقبة روسيا بشأن قضية تسميم الضابط الاستخباراتي الروسي السابق في بريطانيا، موضحة في بيان: "نحن نعتبر الإعلان الذي أدلت به رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في البرلمان، حول ضلوع روسيا بتسميم سيرجي سكريبال وابنته، بأنه استفزاز وقح غير مسبوق يقوض أسس الحوار الطبيعي بين دولتينا".

وأشار البيان إلى أن الحكومة البريطانية أقدمت، بإعلانها عددا من الإجراءات العدائية، بما في ذلك طرد 23 دبلوماسيا روسيا من البلاد، على تصعيد خطير جديد في العلاقات الثنائية، وذلك من أجل تحقيق "أهدافها السياسية المريبة"، مضيفا أن روسيا تعتبر ذلك أمرا "مرفوضا وغير لائق".

وتابعت الخارجية أن الحكومة البريطانية، "بدلا من إتمام تحقيقها وإعمال صيغ وآليات دولية معتمدة، بما فيها في إطار منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وكنا مستعدين لذلك، اختارت المواجهة مع روسيا". وأضافت: "من البديهي أن السلطات البريطانية، بتبنيها أساليب أحادية الجانب وغير شفافة في التحري بشأن هذا الحادث، حاولت مجددا شن حملة شاملة معادية لروسيا.

واختتم بيان الخارجية بالقول: "لا شك أن إجراءاتنا الجوابية ستأتي قريبا".

 أدلة غائبة



وبالرغم من تأثير غاز الأعصاب على الحرب الكلامية التي شنتها بريطانيا على الجانب الروسي، يبدو أن لا تملك أدلة كافية على تورط موسكو في العملية، ويتملك صناع القرار الشعور بالصدمة من نجاح الاستخبارات الروسية تنفيذ عملية بهذا الحجم في قلب بريطانيا التي تتفاخر دوما بامتلاكها جهاز مخابرات من اعتى الأجهزة على مستوى العالم..ومن غير المتوقع نجاح مجلس الأمن في إصدار ما يدين الجانب الروسى نظرا لغياب الأدلة وتعويل لندن على المجاملة الدبلوماسية.
الجريدة الرسمية