رئيس التحرير
عصام كامل

لا تثيروا البلبلة!


لا أرتاح للتفسيرات التي قدمت على الهواء للحوار الذي تمت إذاعته مع الإرهابي الليبي في حادث الواحات، فهي تفسيرات تتحدث عن فوائد الحوار مع الإرهابيين بدعوى أن الحوار يتم مع المخالفين لنا في الرأي، وكأن ما بيننا هو خلاف في الرأي وليس دماءً أريقت وشهداء فقدناهم وجرحى يعانون ومنشآت لنا دمرت وموارد مالية فقدناها.


أتفهم إجراء حوار صحفي مع إرهابي في حادث استأثر باهتمام الرأي العام وأثير حوله الكثير من الشائعات لتصحيح المعلومات المتعلقة به وبأحداثه ولتصحيح الحقائق وكشف الأكاذيب، ولكنني لا أستطيع أن أتقبل أو أستسيغ ما قاله البعض حول أن الحوار الصحفي مع الإرهابيين مفيد في مواجهة التطرف الديني ومحاربة الإرهاب.

مواجهة التطرف الديني تتم بتصحيح الخطاب الديني وتطهيره من التفسيرات المتطرفة للنصوص الدينية، ومحاربة الإرهاب تتم بتصفية التنظيمات الإرهابية مع حرمانها من تجنيد المزيد من الأعضاء والتصدي بحزم لكل من يدعم ويمول ويسلح ويدرب الإرهابيين ويمنحهم الملاذ الآمن، وليس بالحوارات الصحفية التي يقوم بها غير المؤهلين للرد على مقولات التطرف والعنف.

نعم لقد تمت حوارات داخل السجون مع الإرهابيين، لكن ذلك تم بمعرفة رجال دين مستنيرين، والحوارات الصحفية مع قادة الجماعة الإسلامية بعد أن أعلنوا مراجعاتهم الفكرية والدينية، لترويج هذه المراجعات وتشجيع آخرين على القيام بها.

لا تثيروا البلبلة بين الناس في وقت نخوض فيه حربًا ضارية ضد إرهاب هو الأكثر توحشًا من أي إرهاب سبق أن واجهناه، وحسنًا أن سارع النائب العام بإصدار قرار حبس هذا الإرهابي بعد ساعات من إذاعة الحوار الصحفي معه.
الجريدة الرسمية