رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

جدوى منتدى الشباب


لا ينتقص من الجهد الكبير الضخم الذي بذل في إقامة منتدى شباب العالم أن تنسحب خبيرة طاقة تعمل في أمريكا من إحدى الجلسات، اعتراضا على مقاطعة المذيعة التي كانت تدير الجلسة لها، بل لا ينتقص من هذا الجهد أيضا عدم توفيق عدد آخر ممن كانوا يديرون جلسات حوارية في المنتدى، مثلما لا ينتقص من منتدى شباب العالم مشاركة بعض كبار السن والعواجيز من أمثالى فيه، فكل المؤتمرات والمنتديات والمهرجانات لا تسلم عادة من بعض الأخطاء والسلبيات، والمهم تلافى هذه السلبيات مستقبلا في الدورة القادمة للمنتدى، فضلا عن أن هذا المنتدى بهذا التنظيم الممتاز والمحترم، سوف يراكم خبرة يمكن الاستفادة منها بالقطع مستقبلا، في تنظيم أية فعاليات قادمة..


اما مشاركة بعض كبار السن والعواجيز في منتدى شباب العالم فهو ليس عيبا، هذا يحدث في كل الفعاليات الشبابية العالمية التي تتم في أماكن شتى في العالم، وأذكر أن مهرجان الشباب العالمي الذي استضافته موسكو في عام ١٩٨٤ كان بعض المشاركين فيه بعض كبار السن، ولم نستهجن نحن الشباب وقتها ذلك، بل رحبنا بهم واستفدنا منهم.

وبدلا من هذا الحديث المتربص بالمنتدى، والذي يعكس تربصا بالإدارة المصرية الحاليّة، فلنتحدث عن الفوائد التي سيحققها هذا المنتدى لنا في مصر، وأنا هنا لا أتحدث فقط عن نقل صورة جيدة لمصر في الخارج، كما قيل، أو عن تنشيط السياحة العالمية، كما نأمل، وإنما أنا أتحدث عما هو أهم وأعمق وأكثر تأثيرا، وهو تحقيق الانفتاح لأعداد من شباب مصر على أقرانهم في العالم، بل على العالم كله، من خلال الاحتكاك المباشر والحياة المشتركة والانخراط في نشاط مشترك والحوار والنقاش المتنوع، سواء خلال جلسات المنتدى أو خارج هذه الجلسات، وهو الأهم..

هذا الانفتاح على الآخر من شأنه تعزيز قيمة قبوله واحترامه، رغم الاختلاف معه، وهذا هو الذي يفتح الباب لإرساء قيم المواطنة والمساواة والعيش المشترك في مجتمعنا، وهى القيم التي نحتاجها بشدة لإقامة دولتنا العصرية الحديثة والديمقراطية، ولنتذكر أن مصر تحقق دوما النهضة في أعقاب الانفتاح على العالم، وهذا ما يجب أن يعيه من يقللون من شأن منتدى شباب العالم، والذين يبحثون عن سلبيات له، أو ينكرون جدواه.
Advertisements
الجريدة الرسمية