رئيس التحرير
عصام كامل

خطيب عرفات يحذر من تحويل الحج إلى مكان للمزايدات والشعارات

فيتو

حذر عضو هيئة كبار العلماء، الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري، خطيب عرفات من جعل موسم الحج من أوامر الجاهلية بأن يجعل موسما للمزايدات أو مكانا للشعارات أو المظاهرات أو الدعوة للأحزاب والتجمعات.


وقال: "يجب أن يجعل الحج لله وحده، كما قال تعالى "وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ"، حيث لا مكان للشعارات الحزبية ولا للدعوات المذهبية ولا للحركات الطائفية التي نتج عنها تشريد الملايين، وكان من خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في عرفة: "لقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعدي إن اعتصمتم بكتاب الله".

وحث الأمة قاطبة بالتمسك بكتاب الله لنيل الهداية والفلاح، مستشهدا بقوله تعالى: "إِنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ، فَمَنِ اهْتَدَى، فَلِنَفْسِهِ"، وبقوله سبحانه، "وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ" وبقوله جل شأنه: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا".

وحث الخطيب حجاج بيت الله على تقوى الله من خلال الالتزام بشرائعه وترك نواهيه للفوز بمحبة الله ومعيته والفلاح في الدنيا والآخرة، مستدلا بما قاله الله سبحانه في محكم تنزيله: "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ"، وقوله جل شأنه "وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ" وبقوله "إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ، ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ" وقوله تعالى "وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ".

ولفت النظر إلى أن من تقوى الله التزام أعظم ما أمر الله به وهو التوحيد بإفراد الله بالعباد، حيث لا يصلى إلا لله ولا يدع إلا الله كما قاله في كتابه الكريم "فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ"، وفي آية أخرى "وأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا".

وقال الدكتور سعد الشثري "التوحيد هو دين رسل الله جميعا صلوات الله عليهم، قال تعالى: "وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ، فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ، فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ "، وقال تعالى "وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ".

وأكد أن التوحيد هو معنى شهادة أن لا إله إلا الله، فلا يعبد بحق إلا الله، مستدلا بقوله تعالى "ذِلكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ".

كما أكد الدكتور سعد الشثري أن سبيل النجاة وطريق الجنة هو الإيمان مستدلا بقوله الله تعالى: "فأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا".

ودعا الشيخ الشثري المسلمين إلى الاهتمام والعناية بالصلاة وقال الصلاة هي الصلة بين العبد وربه كما ورد في الحديث النبوي: "إذا كان أحدكم في صلاته فإنما يناجي ربه" مستدلا بقول الله سبحانه وتعالى: "وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ"، وبقوله "حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلَّهِ قَانِتِينَ".

وأشار إلى أن الزكاة قرينة الصلاة في كتاب الله وتكون بإخراج جزء معلوم من المال وهي طهرة للنفوس ونماء للمال وتفقد لحاجة المحتاجين كما قال الله تعالى "وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ".
الجريدة الرسمية