رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«جيش العدل البلوشي» قوة سنية تهدد نظام خامنئي.. التنظيم يدافع عن حقوق السنة البلوش المهدرة في إيران.. يهدد العلاقات الباكستانية الإيرانية.. واتهامات للسعودية بدعمه

فيتو

قالت مؤسسة “جيمس تاون” الاستخباراتية الأمريكية، إن تنظيم “جيش العدل” البلوشي السني الإيراني المعارض يهدد العلاقات الإيرانية الباكستانية، نتيجة نشاطه على حدود البلدين.


وشنّ جيش العدل عددًا من الهجمات على قوات الأمن الإيرانية في المناطق الحدودية منذ عام 2012، ما أدى في كثير من الأحيان إلى اختطاف وقتل أفراد من قوات الأمن الإيرانية.


كمائن الحدود
فقد شن “جيش العدل” هجمات دموية ضد القوات الإيرانية، في شرق إيران، كان أعنفها في أكتوبر 2013 ونوفمبر 2015، وأسفرا عن مقتل 53 شخصًا وإصابة 25 من أفراد قوات الأمن والمدنيين الإيرانيين.


وكانت معظم الهجمات تنفذ عبر نصب كمائن لدوريات أمن الحدود بالقرب من باكستان، وفي أكتوبر 2013، لقي 14 من حرس الحدود الإيرانيين مصرعهم، ادعت المجموعة في وقت لاحق أنها رد على إعدام 16 سجينًا سنيًا (يشتبه في أنهم أعضاء في جيش العدل) و”المعاملة القاسية للسنة في إيران، وسلوك تمييزي شامل للنظام الإيراني ضد السنة”.


ورأى التقرير الأمريكي أن “الهجوم الذي وقع في الـ27 من أبريل الماضي في مدينة ميرجاوه، طغى على باقي الهجمات، باعتباره الأكثر جرأة، والذي يبدو أنه ارتكبه مسلحون سنيون متحالفون مع تنظيم “داعش” في طهران في يونيو”.


قائد المنظمة
ويقود جماعة جيش العدل حاليًا شخصان هما صلاح الدين فاروقي والملا عمر، ولا يعرف سوى القليل عن فاروقي، ولكن الملا عمر هو شقيق مولا بوكس داراخشان، زعيم جماعة طائفة سنية أخرى تدعى سيباه رسول الله، وهي أيضًا نشطة في مقاطعة سيستان بلوشستان.


ويعد مؤسس جماعة "جند الله" عبدالملك ريجي، الذي أعدمته السلطات الإيرانية في عام 2010 بعدما قامت باختطافه من داخل الأراضي الباكستانية عبر طائرة كانت متجهة إلى قبرص، مؤسس الجهاد والمقاومة ضد تظام المرشد الأعلي على خامنئي في إيران.


وسعت جماعة "جند الله" ومن بعدها "جيش العدل من أجل الدفاع حقوق السنة البلوش داخل إيران.


وفي هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى أن ريجي لم يدعُ أبدًا إلى فصل إقليم سيستان وبلوشستان عن إيران، ولكن كان يسعي إلى تأسيس إقليم حكم ذاتي للبلوش في شرق إيران.


العلاقات الباكستانية الإيرانية
وإيران التي تواجه اتهامات بدعم جماعات المتمردين في الخارج وكانت في السابق جزءًا مما يسمى بـ”محور الشر”، اتهمت إسلام آباد مرارًا وتكرارًا بالفشل في كبح جماح المسلحين الإسلاميين العاملين من الأراضي الباكستانية.


وتدعي إيران على وجه الخصوص أن عددًا من مسلحي “جيش العدل” شنوا هجمات في إيران، ثم فروا عبر الحدود إلى باكستان.


واعتبر التقرير الاستخباراتي الأمريكي، أن “العلاقات الباكستانية المتوترة مع جارتها إيران تأثرت في الـ27 من أبريل الماضي عندما قتل مسلحون من جيش العدل (جماعة سنية تعرّف بأنها تعمل عبر الحدود في باكستان) 10 من حرس الحدود الإيرانيين في هجوم في مقاطعة بلوشستان وسيستان الإيرانية”.


وعلى الرغم من إدانة الحكومة الباكستانية لهجوم الـ27 من أبريل، إلا إن الوضع أصبح مؤخرًا من سيئ إلى أسوأ، وحذرت الحكومة الإيرانية من أن باكستان يجب أن تتحمل “المسئولية النهائية” عن الهجوم.


وفي بيان صادر عن وزارة الخارجية الإيرانية، قالت فيه “إن إسلام آباد يجب أن تكون مسئولة عن وجود جماعات إرهابية على أراضيها والجماعات الخارجة عن القانون التي تعمل ضد إيران من أراضيها”.


اتهامات للسعودية
وفي إطار الهروب من مطالب البلوش السنة لتحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية ومطالبهم السياسية، دائما توجه طهران اتهامات إلى السعودية بأنها تدعم تنفيذ أنشطة تخريبية ضد إيران من الأراضي الباكستانية، وإن كان ذلك “ضد إرادة باكستان.


وفي يونيو الماضي، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف “إن لدى إيران معلومات استخباراتية تفيد بأن الرياض تشارك بنشاط في تعزيز الجماعات الإرهابية وتعمل على الجانب الشرقي من إيران في بلوشستان، باستخدام أراضي أحد جيراننا ضد إرادتها لشن هجمات ضد إيران”.


التوتر على الحدود
وعقب هجوم “جيش العدل”، عززت طهران قواتها الأمنية وقامت بمناورات تكتيكية على طول حدودها مع باكستان.


وفي الماضي، هددت طهران أيضًا باستهداف قواعد إرهابية “أينما كانت” ومع ذلك، فقد أبدت كل من إسلام آباد وطهران ضبط النفس حتى الآن، وكان إسقاط باكستان للطائرة بدون طيار في يونيو في الواقع تصعيدًا غير عادي.


وكانت جهود إيران الأمنية السابقة للقضاء على “جند الله” غير فعالة، ما أدى بدلًا من ذلك إلى تشكيل “جيش العدل”، ولا يمكن أن تتحمل إيران مزيدًا من التدهور في الوضع الأمني على طول حدودها مع باكستان.
Advertisements
الجريدة الرسمية