رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

اللواء أحمد رجائي عطية: تطهير جبل الحلال بداية حسم المعركة مع الإرهابيين

فيتو

  • تطهير سيناء الحل الوحيد لإحباط أي مخطط لتقسيمها 


سيناء الحلم والأمل.. عانت كثيرا من الحروب والإرهاب... سقط على أرضها خيرة أبناء مصر الذين رووا بدمائهم الزكية تراب أرضها ليصبح طاهرا لا يستطيع الاقتراب منه أبدا مهما كلفنا ذلك من تضحيات، فالمصريون لا يخلصون أبدا كلما سقط منهم شهيد حل محله ألف مقاتل، شعارهم "كلنا فداء لكِ يامصر"...

 وبمناسبة الاحتفال بذكرى تحرير سيناء في 25 من أبريل.. "فيتو" حاورت أحد ضباط الجيش المصري البطل اللواء أحمد رجائي عطية، مؤسس المجموعة 777 للإرهاب الدولي والخبير الإستراتيجي والعسكري، فقال إن هناك مخططا دوليا تموله دول عربية وغربية لزعزعة الاستقرار في مصر، مشيرا إلى أن تطهير جبل الحلال هو نقطة البداية الحقيقية لحسم المعركة مع الإرهابيين. 

وأضاف عطية أن مصر وجيشها قادران على دحر الإرهاب أيا كان حجمه أو من يموله ولكن هذا يستنزف الكثير من إمكانيات الدولة والجيش؛ لأن العمل العسكري والأمني مكلف سواء كان ماليا أو خسائر في الأرواح، وهذا لا يعني أن المصريين يتخلون عن الحرب التي تدور رحاها على أرض سيناء وإنما هناك إجراءات لابد من اتباعها حتى نقضي تمامًا على الإرهاب بالكامل وننتقل لمرحلة البناء والتشييد.. وإلى نص الحوار:


*بعد معركة جبل الحلال وتمكن رجال القوات المسلحة من إحكام قبضتهم عليه وتأمينه.. هل المعركة مع الإرهاب في سيناء انتهت؟
جبل الحلال من الأماكن التي كان لابد من محاصرتها لأنه أخطر بؤرة إرهابية وكانت سببا رئيسيا في اختباء العناصر التكفيرية فيه وإخفاء الأسلحة والمعدات التي كانوا يهجمون بها على الكمائن والنقاط العسكرية في جميع أنحاء سيناء لما يتميز به الجبل من مغارات وكهوف تستوعب أعدادا كبيرة من البشر وكميات كبيرة من الأسلحة، فالعناصر الإرهابية اتخذته ملاذا للفرار من قبضة الأمن، بالإضافة إلى سيطرتهم على بعض أبناء سيناء الشباب الذين ساعدوهم في عمليات التمويه.

وسقوط جبل الحلال في أيدي القوات المسلحة الآن تجعل العمليات العسكرية وتطهير سيناء مرهونا ببعض العوامل الأخرى أهمها التعمير والقضاء على رءوس الإرهابيين الكبرى وتجفيف منابع التمويل.


*ما الذي تقصده برءوس الإرهابيين؟
القاصي والداني يعلم أن العمليات الإرهابية في سيناء يقودها جماعة الإخوان ولم يستطيعوا إقناع الناس أن وراء ما يحدث في مصر والعالم العربي تنظيمات أخرى، فكل التنظيمات التي تدعي أنها إسلامية خرجت من رحم جماعة الإخوان التي استطاعت على مدى قرن من الزمان بالتشعب والتداخل في العديد من دول العالم وتحصل على تمويل للقيام بالعمليات الإرهابية في الأماكن التي يحددها لها الدول الكبرى التي تريد الهيمنة على العالم لتحصل من وراء هذه العمليات على مكاسب لصالحها لتستطيع إجبار الدول على الخضوع لتنفيذ شروطها...

 واختلفت المسميات هنا وهناك من تنظيم القاعدة إلى أنصار بيت المقدس ثم داعش وبوكو حرام وغيرها من المسميات التي تريد الجماعة تشتيت الرأي العام العالمي لتخفي علاقتها بالإرهاب، أما أنا وكل من يعلم جيدا التاريخ الأسود لهذه الجماعة في مصر والعالم لا ننخدع بما يدعونه، والمطلوب الآن حل جذري للقضاء على هؤلاء الجزارين الذين لا يفرقون في عملياتهم بين مسلم ولا مسيحي ولا طفل ولا امرأة وأنا من وجهة نظري الحل في إعدام الرءوس الكبرى التي تعطي أوامرها وهي في السجون باستمرار العمليات الإرهابية سواء في سيناء أو في الداخل مثل تفجير الكنائس والمساجد كمائن الأمنية.


*لماذا اتخذت الجماعات الإرهابية سيناء كمسرح عمليات لمحاربة المصريين؟
للأسف المخطط كان منذ فترة ولكن تداعياته لم تظهر إلا بعد ثورة 25 يناير وأصبح اللعب على المكشوف المخطط كان الاستيلاء على شمال سيناء وجمع شتات العناصر التكفيرية والجماعات التي صنعتها الدول الكبرى لتنفيذ مخططاتها في كل دول العالم مثل العائدين من أفغانستان والعراق وسوريا واليمن ووعدتهم بإقامة دولة الخلافة على أرض شمال سيناء لتصبح خلافة إسلامية.


*كيف ترى نجاح العمليات العسكرية في سيناء بعد ثلاث سنوات من الحرب على الإرهاب؟
الجيش المصري حقق ما لم يستطع الجيش الأمريكي أقوى جيوش العالم كما يدعون من تحقيقه في دول عديدة مثل فيتنام وأفغانستان والعراق أو حتى في سوريا، فأمريكا لم تنتصر في حرب دخلتها منذ إنشائها حتى الآن وهذه حقيقة واضحة. 

أما الجيش المصري فانتصر في كل معاركه في 56 وحرب الاستنزاف وحرب أكتوبر وحتى الحرب على الإرهاب التي تدور رحاها على أرض سيناء؛ وذلك بسبب عقيدتنا القتالية فالموت فداءً للحفاظ على الأرض، والقوات المسلحة والشرطة حققت انتصارات كبيرة في عمليات حق الشهيد التي أدارتها القيادات العسكرية بنجاح وكللتها بإحكام القبضة على جبل الحلال والجبال المحيطة به مثل "ضلفة ونبق وجبل المغارة ومنطقة الجورة".


والحقيقة هذا الانتصار له معنى.. والسبب أن جبل الحلال الباب الأساسي الذي تدخل منه العناصر الإرهابية ويتم تمويلها، وإحكام السيطرة عليه تحكم جميع الطرق التي يستخدمها الإرهابيون في الفرار والعودة للقيام بعمليات إرهابية في شمال أو وسط سيناء.


*هناك آراء تقول إن العمليات الإرهابية التي استهدفت الكنائس منذ أيام سببها تخفيف الضغط على الإرهابيين في سيناء؟
الإخوان منتظر منهم أي حاجة لأن فكرهم متوغل في عقول الكثير بسبب الجهل والحالة الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها مصر حاليا وهم يستهدفون استنزاف مصر حتى لا تعود مرة أخرى قوة إقليمية مؤثرة في المنطقة بمعنى أن الإخوان قاموا بتربية أجيال من العناصر التي تساعدهم في أي عمل يريدونه بالتوقيت الذي يحددونه هم ويعملون سيناريوهات للعمل إذا فشل أحدها يستخدمون البديل والعمليات الإرهابية التي تحدث داخل مصر هدفها كما قلت تشتيت الأمن والجيش عن المخطط الرئيسي في تقسيم سيناء وراء عمليات إرهابية متنوعة هذه المرة في كنائس ثم مساجد ثم أماكن أثرية لهروب السياحة وعودة مصر إلى الخانة 1 مرة أخرى؛ وذلك بسبب الأزمة الاقتصادية، ولكن للأسف هم لا يتعلمون؛ لأن المصريين يحتملون الجوع والموت ولا يفرطون في شبر من أرضهم أبدًا والتاريخ خير دليل، فمصر الدولة الوحيدة منذ فجر التاريخ التي تحتفظ بكيانها كدولة.


*كيف ترى من وجهة نظرك الأمنية التعامل مع الإرهاب في الداخل؟
هناك 3 مراحل أساسية لعودة مصر آمنة مرة أخرى، وهذه المراحل لا يستطيع الجيش والشرطة تنفيذها وحدهما ولكن تكاتف الشعب معهما أساس النجاح. 

المرحلة الأولى: عودة شيخ الحارة الذي كان موجودا في خمسينيات وستينيات القرن الماضي ولكن بشكل حديث، بمعنى أن يكون هناك شخص مسئول عن عدد من الشوارع يساعده شباب المنطقة يستطيع أن يعرف السكان الجدد في المنطقة الموجود بها ومعرفة توجهات كل شخص ويبلغ الشرطة إذا اختفى مثلما يحدث الآن يختفي بعض الأشخاص ليتلقوا تدريبات على زرع المتفجرات أو تصنيعها في المنازل. 

ويكون هذا الشخص لديه اتصال مباشر مع رجال الأمن والأمن الوطني في المنطقة التابع لها لسرعة الإبلاغ واتخاذ الإجراءات اللازمة وهذه الطريقة تساعد على ملاحقة الإرهابيين حتى في منازلهم من خلال عمليات استباقية للعناصر المخربة.

المرحلة الثانية: العودة للعقيدة الشرقية في القتال بسيناء، بمعنى أن الكمائن الثابتة والمتحركة ظاهرة وهدف سهل للإرهابيين الذين يغيرون من خططهم يوميا ويفاجئون الأمن، الحل الوحيد للقضاء عليهم عمل مخابئ تحت الأرض للقوات وخنادق كما كنا نعمل قبل حرب أكتوبر نقوم بعمليات خاطفة ونعود إلى خنادقنا والعدو كان يطلق علينا الأشباح، وهذا ما تعلمناه من الروس خلال دراستنا، أما الأمريكان يحبون عمل معسكرات مكيفة واستعراض إمكانياتهم على الأرض فأصبحوا هدفا سهلا وواضحا ولم يكسبوا حربا طوال عمرهم.


بالإضافة إلى تمشيط كل قرية في سيناء وتعيين حاكم عسكري عليها من قدامى العسكريين الذين خدموا في سيناء لأنهم يعرفون دروبها وأهلها جيدا وأي أحد يتحرك من منطقة إلى أخرى بتصريح ومن يخالف ذلك يتم عقوبته عقوبة رادعة حتى يكون عبرة للباقين وبذلك نجفف منابع الانضمام إلى العناصر التكفيرية ويسهل القضاء عليهم.


المرحلة الثالثة والأخيرة قيام مصر كدولة بفضح الدول التي تمول الإرهاب وتتخذ معها إجراءً قانونيًا وتعويضًا على حجم الخراب الذي تم في السنوات الثلاث الأخيرة وكلنا نعلم هذه الدول ومصر ليست عاجزة في أخذ حقها منهم والعدو الممول للإرهاب واضح وبجح ومن السهل الانتقام منه.


وأهم من كل ما سبق تعمير سيناء وإعادة توطينها من أبناء المحافظات المصرية خصوصًا المحافظات الفقيرة مثل الصعيد فأبناؤها قادرون على مواجهة الحرب الشرسة التي تستهدف مصر بالإصرار والعمل والتنمية، فسيناء تصبح مطمعًا عندما تكون خالية من البشر، ومصر تصبح مطمعًا للإرهاب والاستعمار عندما يسقط جيشها وهذا لن يحدث أبدا، فجيش مصر مكون من 100 مليون شخص هم تعداد الدولة بالكامل كلهم جنود متى استدعى الجهاد للحفاظ على الأرض.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"...
Advertisements
الجريدة الرسمية