رئيس التحرير
عصام كامل

أشهر حيل تهريب الآثار المصرية للخارج.. البصل والفحم والشيش والمناديل الورقية أبرز الوسائل.. الحاويات ووقت الفجر كلمة السر.. والوزارة تنجح في استعادة 723 قطعة نادرة


برع مهربو الآثار للخارج في ابتكار العديد من الحيل التي تمكنهم من تهـريب مئات الآلاف من القطع الأثرية للخارج، داخل أشيـــاء ليست ذات قيمة أو أهمية كبيرا، فدائمًا يلجئون إلى التهريب داخل أجولة البصل والفحم والأدوات الصحية، وذلك لما تمثلة الآثار المصريــة من أهميـة كبيــرة جدًا لدى العديد من الدول الأجنبية.


أهم حيل التهريب
قال الأثرى أحمد الراوى، مدير الإدارة المركزية للمنافذ الأثرية، إن من أشهر حيل تهريب الآثار التي تم ضبطها هي تهريب القطع الأثرية داخل حقائب الملابس، وضبط قطع أثرية مهربة للأردن داخل أجولة بصل، وشحنة متجهة لتايلاند عبارة عن "مناديل وشيش" ولوحظ أن قيمة الجمرك لها كبيرة جدا، وبعد إزالة المناديل تم ضبط 3 صناديق تحتوى على قطع أثرية.

حاوية آثار
وتمكنت جمارك ميناء دمياط، من ضبط أكبر حاوية تضم آثار فرعونية ورومانية ويونانية قبل تهريبها إلى تايلاند، وكشفت المعاينة الأولية لحاوية الآثار التي تم ضبطها داخل ميناء، أنها حاوية 20 قدم برقم 8/ 861405 وتخص شركة للاستيراد والتصدير كانت متجهة إلى بانكوك بتايلاند عبر ميناء دمياط وهى حاوية بمشمول مستلزمات مقاهٍ عبارة عن عدة شيشة ومناديل ورقية، وشحنات أدوات صحية لدبى والتي تعتبر من أكبر الضبطيات وكانت تحتوى على نحو 2000 قطعة أثرية، وتم الحكم فيها بسبع سنوات.

شحنات فحم
وأكد "الراوى" لـ"فيتو" أنه دائمًا يتم البحث عن القطع غير المسجلة وتم ضبط شحنات فحم بداخلها قطع أثرية، حيث أحبطت سلطات الجمارك الأردنية في منطقة العقبة الساحلية، جنوب العاصمة عمان، محاولة تهريب 50 قطعة أثرية مصرية ومئات القطع النقدية الأثرية، القادمة عبر شاحنة تحمل فحما قادمة من معبر نويبع الذي مرت عليه "الآثار المهربة"، كما لجأ المهربون إلى تقليد الآثار لتهريب القطع الأصلية بداخلها وهذا حدث في واقعة محاولة تهريب تمثال الكتلة داخل قناع توت عنخ أمون مقلد، كما أن لصوص الآثار يحاولون تحويل مصر إلى ترانزيت ويتم مواجهة ذلك بكل حزم، وسويسرا كانت محطة ترانزيت لتهريب الآثار وحاليا أصبحت دبى الدولة الترانزيت لتهريب الآثار لكثرة تهريب الآثار إليها، مشيرا إلى أن المهربين يختارون شحن الطرود والحاويات التي تحتوى على آثار في الأوقات المتأخر من الليل لعدم التدقيق فيها لآن هذه الأوقات غالبًا يحب الإنسان البشرى فيها الراحل والنوم.

كتالوج للآثار المستردة

وقال شعبان عبد الجواد، مدير إدارة الآثار المستردة بوزارة الآثار، إن الإدارة أعدت «كتالوجا» يضم عدد القطع الأثرية التي تم استردادها من الخارج منذ نشأة الإدارة في 2002 وحتى الآن.

عوائق استرداد الآثار
وأضاف عبد الجواد في تصريحات خاصة، أن من أهم المشكلات التي تواجه الإدارة في استرداد الآثار، القطع المهربة نتيجة الحفر خلسة نظرًا لعدم وجود وثائق تثبت ملكية مصر لها سوى تاريخها الزمني والحضارة التي تنتمى إليها، وأحيانًا نلجأ للقضاء لاسترداد بعض القطع، كما أن بعض المعارض تعرض بعض القطع المزيفة للتشتيت ولكن الوزارة تأخذ كل القطع حتى لا يتم اللجوء لهذه الحيلة مرة أخرى.

وتابع أن الشهادات المزورة وغسيل الآثار عن طريق تداولها بين أكثر من دولة يصعب من مهمة استرداد الآثار، قائلًا: «ما ضاع حق وراءه مطالب».

المزادات وصالات العرض
وأكد عبد الجواد، مدير إدارة الآثار المستردة بوزارة الآثار، أن الإدارة تتابع أكثر من ١٠٠ مزاد حول العالم، مشيرًا إلى أن أشهرها في أوروبا وأمريكا، وبعض الدول بدأت تسير على نهج مصر في استعادة آثارها المهربة إلى الدول الأخرى.

وأضاف أنه تلقى رسالة من اليونان تستعلم فيها عن كيفية استرجاع آثارها من الدول الأخرى، وخصوصًا بعدما تمكنت مصر من استرداد عدد كبير من آثارها المهربة إلى الخارج.

وأوضح أن أشهر صالتين لعرض القطع المصرية «سوسبى وكريستى» بدأت كل منهما تقلل من عرض القطع المصرية من شدة محاصرة إدارة الآثار المستردة المصرية للمزادات الخارجية، كما بدأت المزادات في إيطاليا تلجأ إلى جعل الدخول على صفحة المزاد بـ100 يورو، أو عرض الآثار قبل المزاد بـ3 أيام فقط.

مشكلات الاسترداد
وأشار إلى أن أهم المشكلات التي تواجه استرداد الآثار أيضًا سماح بعض الدول بتجارة الآثار وإلزام الدول المطالبة باسترداد أي قطعة بأن تثبت ملكيتها لها، لكن تم توقيع اتفاقية ثنائية لاسترداد الآثار مع سويسرا، وتم الاتفاق مع ألمانيا مؤخرًا على التعاون في استرداد الآثار وتعديل قوانينها الداخلية.

وأوضح أن الفترة التي سبقت 25 يناير نتيجة زيادة البطالة ارتفعت فيها تجارة الآثار وخصوصًا أن بعض المشايخ أباحوا هذه التجارة، مؤكدا أن المقتنيات الخاصة تحرم الوزارة من استرداد بعض القطع نتيجة عدم عرضها في أي صالات أو مزادات للبيع.

استرداد 730 قطعة
وتابع مدير إدارة الآثار المستردة، أنه تم استرداد 730 قطعة أثرية من الخارج خلال الفترة من عام 2011 وحتى الآن، مشيرًا إلى أنه تم استرداد 128 قطعة في 2011، واسترداد 68 قطعة في 2012، وتمكنت الإدارة من استرداد 16 قطعة في 2013، واسترداد 70 قطعة في 2014، ومؤخرًا استرداد 441 قطعة أثرية في 2015.
الجريدة الرسمية