رئيس التحرير
عصام كامل

ما مضى قد مضى


"تأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن" أو يمكن أن نقول: "تأتي الحياة بما يخالف التوقعات"، وتكون النهاية واحدة في النهاية وهي أننا نصاب بالإحباط والخذلان؛ لأن الحياة لم تسر كما كنا نشتهي أو نريد، ولا نعلم أن ربما في ذلك الشيء عدم مجيئه يحمل خيرًا لو كان أتي كان أصبح شرًا!


ولكن الإحباط يجب ألا يطول، من حقك أن تحزن ولكن ليس لمدة طويلة، فالحياة لا تنتظر وتمر، ومع مرور الوقت يتغير الحال، وذلك التغير من الممكن أن يكون لك نصيبًا فيه، فلا تنتظر لتشاهد ما مضى فتفقد ما يمكن كنت أن تكسبه الآن في حياتك!، فحاول ألا تركز مع ما مضى.

ولكن أكثر ما يجعل أي شخص يشعر بالإحباط في حياته أنه إذا لم يحقق ما كان يتمناه بطريقة معينة، فهذا يعني أنه لن يستطيع تحقيقه مهما حاول! ولكن لو تذكرنا توماس أديسون -مخترع المصباح الكهربي- سنعرف أنه قال ذات مرة: "أنا لم أخطئ 99 مرة، ولكن اكتشفت 99 طريقة تؤدي لاختراعات أخرى غير المصباح الكهربي"، بمعنى أن في كل محاولاتك أنت لست فاشلًا ولكن تعرف طرقًا جديدة سلكت فيها لتحصل على نتيجة جديدة مهما كانت ما هي ولكن في النهاية اكتسبت خبرة ومهارات جديدة نتيجة الخوض في تجربة.

ولكن في كل الأحوال، أن تصبح شخصًا لم يحقق نجاحًا فهذا أفضل من أن تصبح إنسانًا جبانًا، نعم جبانًا، كيف؟؟ من خلال أن تخاف أن تجرب مجددًا حتى لا تفشل، والأسوأ أن تكون شجاعًا ولكن أحمقًا، وتفعل كما قال أينشتين: "من الغباء أن تكرر نفس المحاولة وتنتظر نتائج مختلفة"، حاول أن تكون شجاعًا وذكيًا في نفس الوقت، فتحقق شيئًا مفيدًا وناجحًا في حياتك، فلا تقلق، فالله يحب من يحاول ويجتهد ولا يتركه ويجعل التوفيق صديقه في الحياة.

وتذكر أن مهما كان حالك سيئًا، لا بد أن تبتسم لك الحياة ذات يوم، وتتبدل كل تعاستك بفرح، وسيكون النجاح حليفك في تلك الحياة، ولكن اجتهد، وتذكر دائمًا أن بقدر سعيك في الحياة، سيهبك الله نفس المقدار من النجاح والفرح في تلك الحياة.
Twitter.com/PaulaWagih
الجريدة الرسمية