رئيس التحرير
عصام كامل

أوباما.. جولة وداعية في أوروبا القلقة حيال «تأثير ترامب»

فيتو
18 حجم الخط

يقوم الرئيس الأمريكي باراك أوباما بآخر جولة أوروبية تقوده إلى اليونان وألمانيا، ساعيًا إلى طمأنة حلفاء بلاده الأوروبيين بعد صدمة انتخاب دونالد ترامب رئيسًا، يغادر باراك أوباما واشنطن يوم غد الإثنين للقيام بآخر رحلة أوروبية ستقوده إلى اليونان وألمانيا، حيث سيحاول، كعامل توازن غير مسبوق، طمأنة الحلفاء الذين صدمهم انتخاب دونالد ترامب.

وتتمثل المرافقة القاسية في حرص الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته الذي وجه انتقادات عنيفة إلى خطر رئاسة ترامب، على تأمين انتقال هادئ، وطمأنة نظرائه الأوروبيين القلقين مما ستكون عليه الديمقراطية الأمريكية.

وفي هذا السياق تقول هيذر كونلي من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية: إن "هدف الرحلة هو طمأنة الجميع إلى أن الولايات قد اجتازت حملة انتخابية صعبة لكن الأمور ستكون على ما يرام. باستثناء (...) أن لدينا فرضية مختلفة".

علامات استفهام كثيرة

ولم تتوقع السلطة التنفيذية ولا الحزبان الكبيران ولا معظم وسائل الإعلام هزيمة هيلاري كلينتون التي كانت الأوفر حظًا في استطلاعات الرأي، لكن ترامب المبتدئ في السياسة وصل إلى البيت الأبيض، وخلال الحملة شكك الملياردير بجدوى التحالفات القديمة وأهميتها، وأبرزها حلف شمال الأطلسي واتفاق باريس حول المناخ أو الاتفاق مع إيران حول برنامجها النووي الذي أُجريت مفاوضات شاقة في شأنه، كما أن إشادته بصفات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تثير قلق أوروبا.

وبغض النظر عن علامات الاستفهام الكثيرة التي تحيط بالسياسة الخارجية الأمريكية، يطرح عدد كبير من بلدان الاتحاد الأوروبي تساؤلات أيضًا حول فوز الرئيس السبعيني، وقالت كونلي: "إنهم يشعرون بالقلق الشديد لأن القوى الشعبوية والوطنية نفسها، سواء في قضايا الهجرة أو التبادل الحر، تعتمد تعبيرًا سياسيًا قويًا في أوروبا"، مذكرة بالاستحقاقات الانتخابية الكثيرة المقبلة، وفي مقدمها الانتخابات الرئاسية الفرنسية في ربيع 2017.

وينوي أوباما الذي يصل الثلاثاء إلى اليونان في أول زيارة له يلتقي خلالها الرئيس بروكوبيس بافلوبولوس ورئيس الوزراء اليكسيس تسيبراس، الإعراب عن امتنانه "للسخاء المميز" للحكومة والشعب اليونانيين حيال اللاجئين والمهاجرين.

خطاب حول جذور الشعبوية

وفي خلال يوم مشحون بالرموز، سيزور أوباما الأربعاء البارتينون في أثينا، ثم يلقي خطابًا حول تحديات العولمة سيكون له بالتأكيد وقع خاص، ويعد فريقه الذي يستند إلى نتيجة الانتخابات الأمريكية وتصويت البريطانيين للخروج من الاتحاد الأوروبي، بخطاب حول الأسباب التي تحمل عددًا كبيرًا من الناس "على الشعور بفقدان الثقة" بسياسة بلدانهم.

وفي أواخر أيلول/ سبتمبر الماضي في الأمم المتحدة، وفي خضم الحملة، وفيما كان فوز ترامب قليل الاحتمال، دعا الرئيس الأمريكي إلى معالجة الإحباط الذي يشعر به الشعبويون، وإلى رفض الخضوع "لرأسمالية بلا روح". وأضاف أن "العالم، من نواح كثيرة، أقل عنفًا وأكثر ازدهارًا من أي وقت آخر. إلا أن مجتمعاتنا تشعر بالقلق والاستياء والمواجهات". وأضاف: "هذه هي المرافقة التي تحدد عالمنا"، مشيرًا إلى أن العالم الذي يستأثر 1بالمئة من أفراده بثروات تفوق ما يتوافر لدى 99 بالمائة الباقين لن ينعم بالاستقرار أبدًا".

وخلال زيارته السادسة إلى ألمانيا منذ وصوله إلى الحكم، سيلتقي الرئيس الديمقراطي أنغيلا ميركل التي كانت "اقرب شركائه خلال رئاسته"، كما قال المستشار الرئاسي بن رودس.

وغداة انتخابه، ذكرت المستشارة الألمانية دونالد ترامب بعبارات واضحة جدًا بالمعايير التي تنظم التعاون الوثيق بين البلدين: "الديمقراطية والحرية واحترام حقوق الإنسان وكرامته بمعزل عن لون بشرته ودينه وجنسه أو معتقداته السياسية".

وسيستفيد أوباما من هذه الرحلة للقاء الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي. وسينهي أوباما آخر جولة له كرئيس للولايات المتحدة بزيارة إلى البيرو حيث سيشارك في منتدى التعاون الاقتصادي آسيا-المحيط الهادئ.

ع.غ/ و.ب (آ ف ب)

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية