رئيس التحرير
عصام كامل

حقيقة دعم بابا الكنيسة القبطية لـ«أسقف كارولينا».. خلاف «تواضروس» و«مايكل» وراء مساندة الأنبا بيتر.. و«مذكرة 2014» تسببت في مشادات بينهما بإحدى جلسات المجمع الم

البابا تواضروس الثانى،
البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية

أثار اهتمام البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية بمصر والمهجر، بالأنبا بيتر المرسوم حديثًا أسقفًا على إيبارشية «نورث كارولينا، وساوث كارولينا، وكينتاكي وتوابعها» بأمريكا، تساؤلات الكثيرين من أبناء الكنيسة القبطية داخليًا وخارجيًا، ولاسيما أنه أول رسامات للأساقفة من دير القديس الأنبا موسى بتكساس، وهو أول ترشيح من هذا الدير لدرجة الأسقفية، وشهدت كاتدرائية العذراء مريم بالزيتون، يونيو الماضي، رسامة الأسقف واثنين آخرين جدد وتجليس أسقفين.


بداية الأزمة

وقبيل مراسم التجليس بساعات بدأت حروب شعواء ما بين عدد من الأساقفة والبطريرك؛ لإعلان رفضهم رسامة أسقف آخر لمحيط منطقة فيرجينيا والتي يديرها الأنبا مايكل الأسقف العام، المرسوم بيد البابا الراحل شنودة الثالث، والتي تشوب العلاقة بينه وبين البطريرك الحالي توترًا.

وجاء ذلك على خلفية المشادات التي شهدتها إحدى جلسات المجمع المقدس بينهما بعد المذكرة التي قدمها "مايكل" للبابا بجلسة المجمع في عام 2014 وكانت شديدة اللهجة تهدف إلزام البابا لتجليس الأول على منطقة فيرجينا؛ ليكون أسقف للإيبارشية وليس عامًا، وهو ما اعتبرها البابا تجاوزًا، وتدخل كبار الأساقفة لؤاد الصدع.

وبلغت المعركة ذروتها حال رسامة الأسقف الجديد، والتي اعتبرها "مايكل" تجاوزًا وجورًا على حقه واقتطاع من حيز خدمته بالإيبارشية المرسوم عليها زاعمًا بأن البابا الراحل رسمه على فيرجينا، وكل ما حولها، وهو ما لم يحدث وفق منطوق الرسامات.

خطاب مايكل

وأرسل خطابات للمجمع المقدس والبابا يرفض فيها رسامة أسقف آخر بصورة غير قانونية لمنطقة من اختصاصه بحسب تعبيره، وأبرز ما ورد بالخطاب «أن هناك عدم قانونية رسامة أسقف على ولاية بنسلفانيا التي تدخل ضمن حدود منطقة خدمتي، حيث فوجئت بأتباع نفس الأسلوب ولكن هذه المرة باستبدال بنسلفانيا ببنورث كارولاينا، ولما كانت هذه الولاية تدخل أيضًا ضمن حدود منطقة خدمتي، وذلك بحسب ما نطق به الروح القدس على فم قداسة البابا شنودة الثالث الذي سامني أسقفا على منطقة فيرجينيا بأمريكا وما حولها».

وزاد أن كلمة "ما حولها" التي وردت في منطوق الرسامة حددها جيوغرافيا مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث الذي قام بالشرطونية، في شهادة صادرة من البطريركية في 20 أغسطس 2009، وموقعة من قداسته شخصيا، بـ«كنائس فيرجينيا ودلوار وميريلاند وبنسلفينيا وكارولينا الشمالية والجنوبية وفيرجينيا الغربية وكنتاكي بالولايات المتحدة الأمريكية».

وقاطع مايكل والأنبا أغاثون أسقف العدوة، وما حولها صلوات عشية رسامة الأساقفة الجدد ومنهما الأنبا بيتر، وحاولوا التصعيد للرفض بعد جمع توقيعات بعض خريجي الكلية الإكليريكية القسم الصباحي ترفض الرسامة باعتبارها تجاوز على حق أسقف المكان.

بينما حان موعد الرسامة والتجليس في اليوم التالي بكاتدرائية الزيتون ليعصف البابا بكل ما جرى من محاولات، وينتصر لقراره ورسم الأسقف الجديد ويجلس على كرسي الإيبارشية ليكون صاحب الاختصاصات الأكبر وفق المنظومة الكنسية أكثر من الأسقف العام بل وشارك بعض الرافضين لقرار رسامة الصلوات.

وبعد الرسامة لم يسافر الأنبا بيتر للإيبارشية بينما ظل نحو شهر إلى جوار البطريرك تواضروس الثاني يتلقن التوصيات بشأن إدارة الإيبارشية ويصاحبه في لقاءات الشعب وافتتاح وتدشين الكنائس، ويرجع أبرز أسباب رسامة أسقف كارولينا بعدما جاءت نتائج الاستفتاء التي أطلقتها الكنيسة في «فيرجينيا، وغرب فيرجينيا، وديلاوير، ومريلاند، وجنوب وشمال كارولينا»، باستثناء كنيسة مارمرقس بواشنطن من هذه الإيبارشية، حيث تتبع البابا شخصيًا، رفض تجليس الأنبا مايكل بنسبة 85٪ في الولايات الست، حيث رفض 10 كهنة من إجمالى 16 كاهنًا، ورفضت 17 كنيسة من إجمالى 21 كنيسة تجليسه، منها كنائس تتبعه حاليًا.

دعم أسقف كارولينا

ولم يتوانَ البابا في دعم أسقف كارولينا، حيث خصص فقرة كاملة بالقناة الخاصة بالكنيسة القبطية دون غيره من الأساقفة المرسومين حديثا للحديث عن تاريخه الكنسي، ومسيرته الروحية عقب تغطية مراسم تجليسه بإيبارشية كارولينا بأمريكا.
الجريدة الرسمية