رئيس التحرير
عصام كامل

دقت طبول الحرب الكبرى في المنطقة.. السعودية تعلن استعدادها للمشاركة بقوات برية بسوريا.. الغرب يدفع جيوش العرب إلى المجهول.. دماء عربية تراق تحت شعارات مذهبية.. ومطالب بتشكيل قوة قوامها 100 ألف جندي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

مثل، اليوم الخميس، نهاية أسبوع المفاجآت المتعلقة بالملف السوري، رسميا فشل مؤتمر "جنيف" على استحياء دون إعلان رسمي بتشييعه إلى مثواه الأخير، أعقبها كشف الدفاع الروسية عن تحركات تركية على الحدود السورية استعدادا لغزوها عسكريا، وقبل نهاية اليوم بساعات أعلن العميد السعودي أحمد العسيري الناطق باسم قوات التحالف استعداد المملكة للمشاركة بقوات برية ضمن التحالف الدولي ضد "داعش" في سوريا، لتؤشر على اندلاع حرب عربية عربية استعداد لتنفيذ سيناريو المؤامرة الكبرى لتقسيم المنطقة إلى بؤرة صراع "سني - شيعي".


حرب الخليج الأولى
تصريحات "العسيري" فسرت التصريحات المتتالية حول عدم التدخل البري، اكتست بالدبلوماسية، ولم تكشف النية المبيتة للشيطان الأكبر تجاه جيوش المنطقة وخطة توريطها في مستنقع سوريا والعراق، التي كشفها صراحة دون مواربة المرشح لانتخابات الرئاسة الأمريكية 2016 جون كاسيتش، الذي طالب صراحة بتشكيل تحالف شبيه بالتحالف الذي شُكل خلال حرب الخليج الأولى.

وتابع في تصريحات لشبكة "سي إن إن": "أتذكر عندما وقف السفير المصري بأمريكا حينها وتعهد بتقديم العون، وذهبنا بالفعل وتمكنا من إخراج صدام حسين من الكويت، وكان ذلك مسألة مهمة، والآن هذه المسألة هي أكثر أهمية، وينبغي علينا استخدام كل ما بوسعنا لتشكيل تحالف من الغرب، وأصدقائنا في الشرق الأوسط، والذهاب وتدمير داعش حيث يتواجدون".

توريط مصر
التحالف المزمع الذي يطبخ في الكواليس، من المرجح أنه قام بوضع الجيش المصري على رأس الجيوش العربية المستهدفة للزج به في هذا المستنقع، والمزاعم الصحفية التي نشرتها إحدى الصحف اللبنانية الموالية لشيعة المنطقة بشأن إرسال 30 ألف جندي مصري للقتال ضد "داعش" بسوريا لاستكمال مائة ألف جندي عربي، بدا أنها ممهدة لقبول العرب بالأمر الواقع وترويج شائعة تعد في مطبخ أجهزة الاستخبارات الغربية.

الجيش السعودي
وفى ذات السياق زعم السيناتور الأمريكى لبندزي جراهام، عرضا للعاهل السعودي الملك سلمان، خلال توليه منصب ولى العهد في حقبة حكم الملك عبد الله بن عبد العزيز، عن استعدادها لإرسال الجيش السعودي إلى سوريا، وتولى أمريكا دور إزاحة بشار الأسد عن الحكم.

وأضاف جراهام، كنا نتحدث مع الملك السعودي الحالي، قبل أن يصبح ملكًا، وقال للسيناتور جون ماكين وهو معجب به بشكل كبير، أن بإمكانكم الاستعانة بجيشنا، وما عليكم إلا التعامل مع الأسد، وقال أمير قطر إنه سيدفع قيمة العملية العسكرية لكنهم لن يقاتلوا داعش ويدعون دمشق تسقط في أيدي الإيرانيين".

التراجع عن رحيل الأسد
التراجع عن مواقف الغرب المتشددة تجاه رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، ومطالبة جون كيري وزير الخارجية الأمريكى بمشاركة القوات السورية في محاربة تنظيم "داعش"، يفضح فصلا جديدا من المؤامرة الرامية إلى تدمير جيوش المنطقة بالجملة في خندق لا سبيل للخروج منه.

جر أردوغان
الجيش التركى هو الآخر يبدو أنه غير ناجٍ من ورق ملف المؤامرة القذرة والنفخ في غرور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ودفع جيش أنقرة إلى العراق وسوريا ودخوله في مواجهة برية صريحة مع التنظيم الإرهابي الذي يحصل على أسلحته وعتاده من الطائرات الأمريكية بشكل فج على مرأى ومسمع من العالم الصامت.

شعارات زائفة
صحيح أن الخلافات السياسية بين القوى الإقليمية، ربما تعيق هذا الطرح، لكن مع تبدد سحابة ميلاد تنظيم "داعش"، واكتشاف تورط أجهزة كبرى بصناعته سمحت بتصدير عناصره إلى المنطقة من كافة الدول الأوربية وغض الطرف عن توحش قيادته الداخلية المحسوبة على الجيش العراق السابق وحزب"البعث" وتضخيم هائلة التنظيم الإعلامية داخليا وخارجيا وعجز جيوش التحالف الدولى التي شنت الآلاف الغارات الجوية عن السيطرة على نموه وتمدده جميعها أمور تثير المخاوف من القادم وتوحى بمخطط لإلقاء جيوش المنطقة بالجملة في نفق التهلكة.
الجريدة الرسمية