رئيس التحرير
عصام كامل

الساعات الأخيرة في حياة شهداء النادي الأهلي

فيتو
18 حجم الخط

1 فبراير 2012 لم يكن يوما عاديا في تاريخ جماهير الأهلي، فالجميع يعلم صعوبة مواجهة المصري البورسعيدي، على استاد بورسعيد، في ظل وجود جماهيره المتعصبة بقوة لفريقها البعض القليل من جماهير الأهلي كان يخشى التوجه إلى الاستاد خوفًا من الأحداث التي تسبق المواجهات أو التي تأتي بعدها وما يصاحبها من أحداث عنف، إلا أن أعضاء ألتراس أهلاوي على وجه التحديد أصروا على الحضور ومتابعة المباراة من داخل الاستاد رغبة منهم في مؤازرة ناديهم ومساندته في اللقاء المهم وحرصًا منهم على عدم ترك لاعبي الفريق بمفردهم في مثل هذه الأجواء الملتهبة.


تجمع أعضاء المجموعة في الثامنة والنصف أمام بوابة النادي الأهلي الرئيسية وحدث ما لم يكونوا يتوقعوه ولم يجدوا أتوبيسات كافية لتقلهم إلى هناك، واستشعروا أن هناك من يرفض ذهابهم للمباراة فغيروا وجهتهم وتحركوا إلى محطة القطار واستقلوا القطار المتجه إلى مدينة بورسعيد وعند وصولهم إلى مدينة الإسماعيلية وجدوا أعمال شغب من بعض الجماهير المتعصبة، إلا أن الأمر مر بسلام ولم يصب أحد بأي أذى.

وقبل وصول الألتراس إلى مدينة بورسعيد توقف القطار فجأة وكانت الأوامر من الحاكم العسكري هناك بتوصيلهم للملعب من طريق مختلف حتى لا يتعرض لهم جمهور النادي المصري وبالفعل حضرت أتوبيسات خاصة وقامت بنقلهم إلى الملعب إلا أن هذه الأتوبيسات تم تحطيمها من قبل الجماهير المتحفزة فما كان من الأمن إلا أنه بنقل الجماهير الأهلاوية إلى ملعب المباراة عن طريق سيارات الأمن المركزي، الأمر الذي قابله أعضاء المجموعة بضيق رافضين تنفيذه.

إلا أن مرور الوقت واقتراب المباراة من بدايتها وعدم وجود وسيلة نقل أخرى دفعهم للموافقة على ركوب سيارات الأمن المركزي التي لم تسلم من الاستهداف من جماهير المصري، والتي قامت برشق السيارات بالحجارة وعند وصولهم إلى ملعب المباراة استمر تشجيعهم لناديهم حتى انطلاق المباراة وبعد إحراز الأهلي هدفه حتى اشتعل المدرج بالألعاب النارية والشماريخ وتشهد فترة الراحة بين شوطي المباراة محاولة بعض جماهير المصري الصعود لمدرجات الجماهير الأهلاوية ونقلت ذلك الكاميرات الناقلة للمباراة إلا أن الأمن احتوى الموقف.

وقبل نهاية المباراة ومع خسارة الأهلي كانت جماهيره تهتف عا الحلوة والمرة معاه ولكن أغلبهم كان يشعر بالقلق فهناك أمر ما غريب !!!

أغلب الألتراس حضر إلى هذا الاستاد من قبل الآن أن القلق تمكن من الجميع بعد استشعارهم بوجود خلل أمني ووجود حالة من التحفز غريبة ونزول عدد كبير من جماهير المصري إلى الملعب أثناء سير اللقاء واحتفالهم بالأهداف البعض قرر الانصراف مبكرًا وغادر المدرج وكان عددهم قليل ومنهم من قام بالخروج إلى الساحة الخارجية تاركًا المدرجات كما حدث مع الشهيد يوسف حمادة.

وبعد انطلاق صافرة حكم المباراة "فهيم عمر" فوجي الجميع وتحديدا في الساعة السابعة والنصف مساءً بسيل من البشر يتوجه إليهم حاملين العصي والأسلحة البيضاء والألعاب النارية وصاحبه انطفاء أنوار الاستاد فما كان منهم إلا الهروب إلى الخارج ففوجئ الجميع بغلق أبواب المدرج من الخارج وفوجئ البعض بـ«لحم» باقي الأبواب أيضًا فأصبح الجميع محبوسًا داخل المدرج وجماهير المصري والبلطجية تحاصرهم من كل مكان والأمن يتخذ موقف المشاهد في تصرف غريب لم ولن يحدث في أي بلد بالعالم.

حاول البطل يوسف حمادة فتح الباب وإخراج أصدقائه المحاصرين داخل الممر وبدءوا في الاختناق من التدافع، حيث شهد الممر الضيق الذي لا يستوعب أكثر من 200 فرد وجود أكثر من ألف فرد على الأقل.

كان يوسف يستطيع الانصراف وترك أصدقاءه لمصيرهم المحتوم إلا أنه فضل تحطيم قفل الباب لإخراج أصدقائه وإنقاذهم من الموت فلقي مصيره المحتوم بسقوط الباب عليه من التدافع ليلقى ربه شهيدًا.

وبعد ساعة من الأحداث الدامية فوجئ الجميع بحجم الكارثة 72 شهيدًا سقطوا لأنهم هتفوا باسم ناديهم استشهدوا بيد الغدر التي غدرت بهم وهم منهم الأطفال والشباب الذي لم يبلغ الــ16 من عمره.
الجريدة الرسمية