رئيس التحرير
عصام كامل

محاكمة إلكترونية لــ«البدلة الميري»

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

قبيل أيام قليلة من اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير، أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة حديثة كاشفة لكل مستور حاول مقترفوه إخفاءه، باتت مرآة لواقع مجتمع بأكمله، قانونها لا يعرف الرحمة ولا التهاون مع من أخطأ أو تقاعس، كيانُ أطاح بمناصب، وعصف بقوى وأصبح له اليد الطولى في توجيه الرأي العام.

عالم السوشيال ميديا أو بالأحرى مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر" و"يوتيوب"، لعبت دورًا عظيمًا في كشف كثير من قضايا التعذيب داخل الأقسام وأماكن الاحتجاز.

كان حادث مقتل الشاب خالد سعيد، بمثابة اللبنة الأولى لتأكيد قوة السوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعي في مصر، تعود أحداث الواقعة التي سجلت كأشهر قضية تبنتها مواقع التواصل الاجتماعي إلى شهر يونيو من عام 2010، عندما اعترض خالد سعيد ابن محافظة الإسكندرية، شرطيان أثناء دخوله إحدى مقاهي الإنترنت القريبة من منزله بمنطقة سيدي جابر، واللذان صمما على تفتيشه للاشتباه به طبقًا للسلطة المخولة لهما بموجب قانون الطوارئ، ويبدو أن لسعيد موقفًا معارضًا ضد ممارسات بعض عناصر وزارة الداخلية مما زاد الوضع تأزمًا، انهال عليه الشرطيان ضربًا حتى زهقت روحه إلى بارئها.

عقب الحادث نشر عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى صور "لسعيد" بعد وفاته توضح آثار تعذيب وحشى نال من جمجمة رأسه، أثارت تلك الصور موجة غضب شعبية عارمة في مصر وردود أفعال من منظمات حقوقية عالمية، تلتها سلسلة احتجاجات سلمية في شوارع الإسكندرية والقاهرة نظّمها نشطاء حقوق الإنسان وشاركهم فيها عدد من مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى، إلى أن وصل الاحتجاح إلى ذروته في الخامس والعشرين من يناير.

«سيد بلال»
سيد بلال مواطن مصري يقطن في الإسكندرية اعتقله رجال جهاز أمن الدولة وعدد من السلفيين على خلفية أحداث تفجير كنيسة القديسين، ليلة رأس السنة الميلادية لعام ٢٠١٠، تعرض بلال حينها لعمليات تعذيب أودت بحياته، عرض مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعى حينها صورًا لآثار التعذيب على جسده بعد وفاته.

وكان مصرع سيد بلال أحد الأسباب المباشرة التي أسهمت في اندلاع ثورة يناير، وحرص المتظاهرون آنذاك على أن يطلقوا على اليوم الخامس عشر من أيام ثورة الغضب المصرية يوم الشهيد سيد بلال.

علق الدكتور محمد البرادعي، على الحادثة بقوله: "رحم الله السيد بلال ننتظر نتيجة التحقيق، إذا ثبت التعذيب لابد من العقاب الرادع لكل مسئول على كل مستوى، التعذيب انتهاك للإنسانية لا شأن داخلي"، وحملت حركة 6 أبريل والمعارضة في مصر المسئولية عن مقتل سيد بلال للرئيس الأسبق حسنى مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي؛ لأن الأمن أصبح كل هدفه حماية النظام الحاكم وعدم الاكتراث بسلامة المواطنين.

قناص العيون
قناص العيون أو صائد العيون، هو لقب أطلق على ضابط أمن مركزى بعد ظهوره في مقطع فيديو صوّر لأحداث شارع محمد محمود مصوبا ببندقية باتجاه متظاهرين تداول عبر مواقع التواصل الاجتماعى ومع حالة السخط التي خلفها هذا المقطع بين أوساط الشباب من مستخدمى السوشيال ميديا، انطلقت حملة شعبية عنوانها ابحث مع الشعب هي التي كشفت عن هويته وولدت ضغوطًا أدت إلى للقبض عليه ومحاكمته.

وقد أظهر مقطع الفيديو أحد أفراد الشرطة وهو يثنى على الضابط بعد تصويبه سلاحه تجاه المتظاهرين وإصابة عين أحدهم قائلا "جت في عينه يا باشا، جدع يا باشا".

انطلقت الحملة بعد إصابة عدد من المتظاهرين في أعينهم أثناء اشتباكات محمد محمود في شهر نوفمبر ٢٠١١، مما أدى إلى فقدان بعضهم لها.
تمت إحالة الضابط إلى محكمة الجنايات في شهر أبريل ٢٠١٢، أي ٦ شهور منذ اندلاع الأحداث، لاتهامه بالقتل المتعمد والشروع في القتل وكان قد تم تجديد حبسه ٩ مرات على ذمة القضية، ولكنه لم يتم القبض عليه بالفعل، ظل فترة في الحبس الاحتياطي، إلى أن أصدرت محكمة جنايات القاهرة في الخامس من مارس ٢٠١٣ قرارًا بسجنه لمدة ثلاث سنوات وإلزامه بالمصروفات بعد إدانته بقنص عيون المتظاهرين خلال أحداث محمد محمود.

مقتل محامي قسم المطرية
وقفات احتجاجية عديدة أمام نقابة المحامين، ومسيرات حاشدة لمكتب النائب العام، حالة من الغضب المجتمعى، كلها تفاصيل أثارتها صور مقتل المحامى كريم حمدى دخل قسم المطرية.

تبدأ أحداث القضية مع منتصف شهر فبراير الماضي، عندما نشر عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعى صورًا لأحد المحامين يدعى "كريم" متوفى وظهر على جسده آثار تعذيب مبرح، تناول بعض وسائل الإعلام هذه القضية عب نشر الصور، وبالفعل نجحت دولة السوشيال ميديا في تحريك الماء الراكد، وفُتحت القضية أمام النائب العام واتهم فيها مأمور القسم وأحد الضباط الذين وجدوا داخل قسم شرطة المطرية وقت حدوث الواقعة.. وتعددت الفديوهات المشابهة حتى أصبحت قيدًا على رجال الشرطة اللذين لم يخشون أنفسهم من التجريس عبر دولة السوشيال ميديا.
الجريدة الرسمية