رئيس التحرير
عصام كامل

قتلى في غارة أمريكية على مستشفى لأطباء بلا حدود بقندوز

فيتو

فيما وردت أنباء غير مؤكدة عن استعادة القوات الحكومية لمدينة قندوز من مقاتلي طالبان، قالت منظمة أطباء بلا حدود: إن تسعة أشخص قتلوا وأصيب العشرات، وذلك في غارة أمريكية استهدفت مستشفى تابعا للمنظمة في هذه المدينة الشمالية.

أكدت منظمة أطباء بلا حدود، مقتل تسعة من موظفي المنظمة وإصابة 37 آخرين بجروح بالغة في القصف الذي استهدف ليل الجمعة / السبت (الثالث من تشرين الأول / أكتوبر 2015) مستشفى تابعا للمنظمة في مدينة قندوز الأفغانية، وسط مؤشرات على أن الحادث نتج عن غارة أمريكية.


يأتي هذا في وقت وردت فيه أنباء غير مؤكدة، عن استعادة القوات الحكومية لمدينة قندوز من مقاتلي طالبان.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود: إن طاقمها اتصل بمسئولين عسكريين في حلف شمال الأطلسي في كابول وواشنطن، أثناء قصف مستشفاها في مدينة قندوز لنحو ساعة.

وقال مسئول بالمنظمة لوكالة رويترز: إن أول قنبلة سقطت الساعة الثانية وعشر دقائق صباحا بالتوقيت المحلي، واتصل طاقم أطباء بلا حدود بمسئولين من حلف شمال الأطلسي في كابول الساعة الثانية و19 دقيقة صباحا، وبمسئولين عسكريين في واشنطن بعد ذلك بأربع دقائق، مضيفا أن القصف استمر حتى الساعة الثالثة و13 دقيقة صباحا.

وشهدت هذه المدينة الكبيرة في شمال أفغانستان، معارك طاحنة بين مقاتلي طالبان وقوات الأمن الأفغانية خلال الأسبوع الجاري، وتقول تقارير إن ضربات الناتو والقوات الأمريكية على وجه الخصوص، كانت حاسمة في الدعم الذي قدمه الحلف إلى الجيش الأفغاني في هجومه المضاد؛ لاستعادة قندوز من طالبان.

بيد أن الكولونيل براين ترايبوس، الناطق باسم عملية الحلف في أفغانستان، أعلن أن الغارة استهدفت "أشخاصا كانوا يهددون قوات التحالف".

وأوضحت وزارة الدفاع الأفغانية، أن العملية استهدفت على الأرجح "إرهابيين مسلحين هاجموا مستشفى أطباء بلا حدود، ثم استخدموه قاعدة لمهاجمة القوات الأفغانية والمدنيين".

وقال الكولونيل ترايبوس: إن الغارة "قد تكون ألحقت أضرارا جانبية في مركز طبي قريب"، موضحا أن "تحقيقا فتح في الحادث".

وتظهر الصور التي تم التقاطها بعد ساعات على الغارة، مستشفى مهدم وأطباء ومرضى مصابون وفي حالة صدمة، وروى قيام الدين، وهو تاجر من قندوز لوكالة فرانس برس، كيف ملأت رائحة الجلد المحترق المستشفى، وقد حضر إلى الموقع للاستعلام عن جاره الذي كان يعمل فيه.

وأوضح قائلا: "أُصبت بصدمة وكانت عيناي دامعتين حين وصلت"، مضيفا "اضطررت إلى توسل عناصر طالبان المتحصنين في بعض الأحياء حتى يسمحوا لي بالمرور"؛ من أجل الوصول إلى المستشفى.


وقدم المركز الطبي لأطباء بلا حدود، مساعدة أساسية للسكان في قندوز منذ الإثنين، عند استيلاء حركة طالبان على المدينة والهجوم المضاد الذي شنته القوات الأفغانية لاستردادها، وقد قتل ستون شخصا وجرح أكثر من 400 آخرين في هذه المعارك.

وهو المستشفى الوحيد في المنطقة الواقعة شمال أفغانستان، القادر على معالجة المصابين بجروح خطيرة، وقال مدير العمليات في هذه المنظمة غير الحكومية الطبيب بارت بانسنز: إن "أطباء بلا حدود عالجت 394 جريحا منذ الإثنين (...) وهذا الهجوم صدمنا"، فيما تحدث الصليب الأحمر عن "مأساة مروعة".


هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية