مصطلح «الجماعة الثقافية» في فكر الأدباء.. إبراهيم عبد المجيد: ظهر فجأة ويفتقد معناه.. شعبان يوسف: تنشط في الأزمات لمواجهة الخطر.. عزة هيكل: لفظ مطاط وبلا مدلول

انتشرت في الأونة الأخيرة لفظة «الجماعة الثقافية»، وكثرت تفسيراتها، فالبعض رأي أنها تطلق على الكتاب والأدباء والفنانين، الذين ينتفضون وقت الأزمات، في حين تناولها آخرون بسخرية وقالوا إنها تطلق على نجوم الإعلام وكل من له عدد من الصفحات في كتاب، وفريق ثالث أكد أنها مصطلح فاقد للمعني.

فاقدة للمعني
الروائي إبراهيم عبد المجيد، أكد أنها لفظة ظهرت فجأة، ويتم تداولها كثيرا في الوسط الثقافي لكنه لا يستخدمها، ولا يعرف معناها وأوضح أنه خرجت وجهات نظر متعددة لتعريف مصطلح المثقف، فالبعض يرى أن كل كاتب مثقف، وآخرون أكدوا أن المثقف يجب أن يكون فعال في المجتمع.

أما عن تعريفه للفظة مثقف قال: يجب أن يكون صاحب إنتاج ثقافي سواء أدبي أو فني، ويكون فعال في المجتمع، وأشار إلى أن الحقل الثقافي ليس كالعلمي، فقد تختلف وجهات النظر كثيرا، ولا يتفق المثقفون على رأي واحد.

ليس له مدلول

بينما أكدت الكاتبة الدكتورة عزة هيكل، ليس كل من ينتمي لوزارة الثقافة أو يعمل بالمجال الثقافي يطلق عليه مثقف، كما أن مثقف ليست لفظة أو مهنة يمكن إطلاقها على كل من يعمل بالحقل الثقافي، لكنها نتيجة خبرات وسلوك ومعرفة وعطاء.

وأوضحت أن هناك فرقا بين كلمة مبدع وفنان، ولفظة «الجماعة الثقافية» مصطلح مطاط، ولا يمكن إطلاقه على مجموعة من المثقفين أو الكتاب.

وأشارت إلى أنه لا يمكن أن يطلق الشخص على نفسه لقب مثقف، فالفن والكتابة ليست وظيفة أو مهنة، وليس لهما مدلول واضح.

تظهر في الأزمات

أكد الشاعر والناقد شعبان يوسف، أن لفظ الجماعة الثقافية ينطبق على من لديهم أمنيات، وقادرين على التعبير عن أنفسهم، وتجتمع عندما يظهر خطر يهدد الكيان الوطني ووقت الأزمات، وظهر ذلك في وقفتهم ضد الإخوان وفي ثورة يناير واعتصام المثقفين، ويجتمعون حول هدف واحد طاردين كل الخلافات.

نتيجة حدث وطني

وأوضح أن الجماعة الثقافية ظهرت بعد عدوان 56 وقتها ظهرت من خلال مسيرات وندوات ومعارض ومؤتمرات، فالحدث الوطني هو ما يخلق الجماعة الثقافية ويفرض برنامجها من الشتات، وتقف ضد أي خطر أو دفاعا عن الهوية، فكل مهمة تستدعي قواها.

تواجه الخطر

وأضاف أن الجماعة الثقافية هي قوة كامنة تستدعي قواها وتستثمرها في مواجهة الخطر، وقد يكون بين الجماعة خلافات لكن في النهاية تهيمن وجهة نظر الجماعة هي التي تبقى.

وأوضح أن الجماعة الثقافية ليست حزبا أو هيئة، بل تتشكل من كل الكتاب أصحاب التاريخ والمواقف وغير الانتهازيين، فهي في النهاية تعبيرا مجازيا وليست تنظيما لكن لا يمكن التعامل مع أفكارهم بسخرية.