رئيس التحرير
عصام كامل

فيسك: «داعش» عدو مجهول للشعوب والحكومات

الرئيس الأمريكى باراك
الرئيس الأمريكى باراك أوباما

تساءل الكاتب البريطانى روبرت فيسك: هل يمكن للرئيس الأمريكى باراك أوباما أن يغمض له جفن بعد أن شهد قطع رأس الصحفى الأمريكى جيمس فولى على يد مقاتلى "داعش" ؟ وقال فيسك - في سياق مقال أوردته صحيفة "الإندبندنت" البريطانية على موقعها الإلكترونى، اليوم الخميس- إن "الحكومات تخبر جنودها وشعوبها على مدى قرون بأن "يعرفوا عدوهم"، ولكن مشكلة داعش، التي تفاقمت بالنسبة لأوباما بعد ذبح فولي، هي أننا لا نعرف من هم الأعداء".



وكتب فيسك في مقاله الذي يحمل عنوان (أزمة الشرق الأوسط.. نعلم جميعًا الكثير عن وحشية داعش - لكن القليل للغاية حول هويتها) أن طقوس ذبح فولى كافية لإثناء حتى أكثر الصحفيين تهورًا عن السعى لإجراء حوار مع زعيم "داعش" أبو بكر البغدادى. وقال إنه لم يحدث من قبل أن تكون كل تلك المناطق من الشرق الأوسط خارج حدود تغطية وسائل الإعلام الغربية، لذلك يجهل العالم الغربى كثيرا ماهية تنظيم داعش، الذي يتواجد في منطقة مظلمة نرى تقارير بشأنها فقط عبر مقاطع فيديو صورت بواسطة هواتف عناصر داعش، لدرجة أن أوباما ورئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون ووزير الخارجية فيليب هاموند، يكتفون بإبداء غضب شديد حيال هذا العدو الذي لا يمكن وصفه. وتساءل فيسك: "هل تتجاهلون التحذيرات، وبالتالى تثبتون أنكم لا تهتمون لأمر مواطنيكم في وقت تنفذون فيه عمليات عسكرية - وهى الحقيقة - أم أنكم تتحولون إلى جيمى كارتر وتنحنون أمام عدوكم وتطالبون البنتاجون بأن يبقيه بعيدًا؟".


ولفت فيسك إلى وجود حقائق سيواجهها الغرب بشأن وحشية وجنون "خلافة" البغدادي، وهي أن منفذى جرائم الإعدام هؤلاء بدءوا حياتهم المهنية - أو كذلك فعل أسلافهم - في الجرائم المصورة بالفيديو لقتل عناصر المقاومة المناهضة للولايات المتحدة في العراق، وعلى الرغم من شناعة تصرفاتهم، فإن هناك مئات الآلاف من المسلمين السنة الذين يعيشون في هذه المنطقة ولم يفروا بحياتهم.


واسترسل فيسك في تساؤلاته قائلا إنه "إذا كانت "الخلافة" مثيرة للاشمئزاز وتتسم بالوحشية والبشاعة، فلما لم يفر كل هؤلاء الناس - العراقيين والسوريين - إلى جانب إخوانهم المسيحيين؟ واختتم الكاتب الصحفى تقريره بالإشارة إلى تغير الأحوال، قائلا "على الأقل عندما التقيت بن لادن، لم أكن أخشى على حياتى".
الجريدة الرسمية