فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

طرق وخطوات دعم أبنائك قبل امتحانات نصف العام

دعم الأم خلال الامتحانات
دعم الأم خلال الامتحانات

طرق وخطوات دعم أبنائك مع اقتراب امتحانات نصف العام، تعيش كثير من الأسر حالة من التوتر والقلق، لا يشعر بها الأبناء وحدهم، بل تمتد لتشمل الأمهات والآباء أيضًا. 
 

وفي هذه الفترة الحساسة، لا يقل الدعم النفسي أهمية عن المذاكرة نفسها، بل قد يكون العامل الفارق بين طفل واثق من نفسه، وآخر مضغوط يفقد تركيزه وقدرته على الاستيعاب.

فكيف يمكن للأم أن تدعم أبناءها نفسيًا قبل الامتحانات وتساعدهم على اجتياز هذه المرحلة بهدوء وثبات؟
 

أكدت الدكتورة عبلة ابراهيم استاذ التربية ومستشارة العلاقات الأسرية، أن أبنائك لا يحتاجون إلى أم مثالية، بل إلى أم حاضرة، متفهمة، وداعمة.


طرق الدعم النفسي لأبنائك قبل امتحانات نصف العام

أضافت الدكتورة عبلة، أن دعمك النفسي في هذه المرحلة قد يكون أعظم هدية تقدمينها لهم، لأنه يبني ثقتهم بأنفسهم، ويعلمهم أن النجاح الحقيقي يبدأ من الداخل، لا من ورقة امتحان، وهو ما تستعرضه في السطور التالية.


أولًا: افهمي مشاعر طفلك قبل أن تطلبي منه الإنجاز
الأطفال في فترات الامتحانات يمرون بمزيج من المشاعر؛ خوف من الفشل، قلق من التوقعات العالية، توتر من كثرة المواد، وأحيانًا شعور بالعجز. 

من المهم أن تتفهمي هذه المشاعر وألا تقللي منها بجمل مثل: «ما فيش حاجة تخوف» أو «إنت مكبر الموضوع». 

الأفضل أن تقولي: «حاسّة إنك متوتر، وده طبيعي»، فمجرد الاعتراف بالمشاعر يمنح الطفل أمانًا نفسيًا ويخفف حدة القلق.


ثانيًا: افصلي بين قيمة طفلك ودرجاته
من أخطر ما يضغط على الأبناء نفسيًا ربط حب الأهل ورضاهم بالدرجات والنتائج. يجب أن يشعر الطفل أن قيمته ثابتة سواء نجح أو أخفق. 

أكدي له دائمًا أن الامتحانات وسيلة تقييم وليست حكمًا على ذكائه أو مستقبله. هذا الإحساس يقلل من خوفه من الفشل، ويجعله أكثر قدرة على التركيز وبذل الجهد دون ضغط مفرط.

ثالثًا: كوني مصدر طمأنينة لا مصدر توتر
في كثير من الأحيان، ينتقل قلق الأم مباشرة إلى الطفل. كثرة التذكير بالامتحانات، المقارنات مع زملائه، أو التهديد بالعقاب في حال التقصير، كلها تصرفات ترفع مستوى التوتر. 

حاولي أن تكوني نموذجًا للهدوء، تحدثي بنبرة مطمئنة، وابتعدي عن الأجواء المشحونة داخل المنزل.

البيت الهادئ يساعد العقل على الاستيعاب ويشجع الطفل على المذاكرة دون رهبة.

 

رابعًا: ساعديه على تنظيم وقته دون فرض السيطرة
التخطيط الجيد للمذاكرة يقلل القلق بشكل كبير. 

شاركي طفلك في وضع جدول بسيط يناسب قدرته وطاقته، مع مراعاة فترات الراحة واللعب. 

لا تفرضي عليه جدولًا صارمًا، بل اجعليه يشعر أنه شريك في القرار. 

التنظيم يمنح الطفل إحساسًا بالسيطرة على الوقت، وهو عامل مهم جدًا في خفض التوتر النفسي.

دعم طفلك
دعم طفلك

خامسًا: شجعي الجهد لا النتيجة
بدل التركيز على الدرجات النهائية، ركزي على الجهد المبذول. امدحي التزامه بالمذاكرة، محاولاته للفهم، وتحسنه التدريجي. 

عبارات مثل: «أنا فخورة بتعبك» أو «واضح إنك بتبذل مجهود» تعزز ثقته بنفسه، وتغذّي دافعيته الداخلية بدل الاعتماد على الخوف من العقاب أو اللوم.

 

سادسًا: وفري له احتياجاته الجسدية والنفسية
الحالة النفسية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالجسد. احرصي على أن يحصل طفلك على نوم كافٍ، وتغذية متوازنة، وشرب المياه بانتظام. 

لا تهملي دور الراحة والحركة الخفيفة، فجلسات المذاكرة الطويلة دون فواصل تزيد الإرهاق الذهني. كما أن لحظات الاحتواء البسيطة، مثل العناق أو كلمة طيبة، لها تأثير عميق في تهدئة القلق.

سابعًا: علميه التعامل مع القلق لا الهروب منه
بدل محاولة إلغاء القلق تمامًا، ساعدي طفلك على فهمه والتعامل معه. اشرحي له أن القلق شعور طبيعي قبل الامتحانات، ويمكن التحكم فيه. 

علميه تمارين تنفس بسيطة، أو دعيه يعبر عن مخاوفه بالكلام أو الكتابة. عندما يتعلم الطفل إدارة قلقه، يكتسب مهارة نفسية ستفيده طوال حياته.


ثامنًا: ابتعدي عن المقارنات تمامًا
مقارنة الطفل بزملائه أو بإخوته من أكثر الأمور التي تهدم ثقته بنفسه. كل طفل له قدراته وسرعته الخاصة في الفهم والاستيعاب. 

المقارنة تولد الغيرة والإحباط، وتزيد الضغط النفسي بدل أن تحفز. ركزي على تقدم طفلك مقارنة بنفسه فقط، وليس بالآخرين.


تاسعًا: اجعلي الامتحانات تجربة تعليمية لا معركة
حاولي تغيير الصورة الذهنية للامتحانات داخل البيت. تحدثي عنها كفرصة لمعرفة ما تعلمه الطفل، وليس كمعركة مصيرية. 

هذا التغيير في الخطاب يخفف الرهبة، ويجعل الطفل يتعامل مع الامتحان بهدوء وثقة أكبر.

أخيرًا، لفتت الدكتورة عبلة، إلى أن الدعم النفسي الحقيقي يظهر بعد الامتحانات كما قبلها. 

إذا جاءت النتيجة أقل من المتوقع، تجنبي اللوم أو التوبيخ، وناقشي بهدوء ما يمكن تحسينه مستقبلًا.

الطفل الذي يشعر بالأمان بعد الخطأ، يكون أكثر استعدادًا للتعلم والنمو.