فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

كيفية التعامل مع مريض الزهايمر من عائلتك ومواجهة تحديات المرض

الزهايمر، فيتو
الزهايمر، فيتو

يعد تشخيص إصابة أحد الأحباء بمرض الزهايمر لحظة فارقة تثير الكثير من التساؤلات والقلق حول مستقبل المريض، ومقدم الرعاية على حد سواء، فكيف ستتغير تفاصيل الحياة اليومية؟ وكيف يمكن التأقلم مع الواقع الجديد؟

الزهايمر

يعتبر الزهايمر مرض دماغي وهو السبب الأكثر شيوعًا للخرف، حيث تتدهور الأعراض تدريجيا لتشمل تراجعا في الذاكرة، والتفكير، واللغة، والتنسيق الحركي، بالإضافة إلى تغيرات في المزاج والسلوك والشخصية، وفقًا لموقع “Cleveland Clinic” الطبي.

وتشير الإحصاءات إلى أن المرض يصيب نحو 24 مليون شخص عالميًا، ويستهدف بشكل أساسي الفئات العمرية فوق 65 عاما، حيث يصاب به ثلث الأشخاص الذين تجاوزوا سن الـ 58، ويتطور عبر مراحل (بسيطة، متوسطة، وشديدة)، فلكل مريض رحلته الفريدة، حيث تختلف سرعة تطور الأعراض ونوعها من شخص لآخر، مما يؤدي في النهاية إلى فقدان القدرة على الرعاية الذاتية والحاجة إلى دعم خارجي دائم.

كيف تساعد مريض الزهايمر؟

1. المساعدة في الأنشطة اليومية

يحتاج المصاب في مراحل متقدمة إلى مساعدة في النظافة الشخصية وتناول الطعام، ولتسهيل هذه المهام، ينصح بما يلي:

وضع روتين يومي: تحديد مواعيد ثابتة للاستحمام وتصفيف الشعر لخلق نوع من الاستقرار.

احترام الخصوصية: الحفاظ على كرامة المريض أثناء الاستحمام وتغطية جسده.

تشجيع الاستقلالية: ترك المريض ينجز ما يستطيعه لتعزيز شعوره بالإنجاز.

تبسيط المهام: تقسيم التعليمات إلى خطوات صغيرة وبسيطة، واستخدام أسلوب "راقبني" عبر عرض الحركة أمام المريض أولا.

2. خلق بيئة آمنة

نظرا لتأثير الزهايمر على التوازن واتخاذ القرار، يجب تحويل المنزل إلى مكان آمن عبر:

قوائم الطوارئ: وضع أرقام الأطباء والإسعاف قرب الهاتف وعلى الثلاجة.

تعديلات منزلية: تركيب درابزين على السلالم، ووضع أشرطة ملونة على حواف الدرج لزيادة الرؤية.

أنظمة السلامة: تركيب كاشفات الدخان وأجهزة الإنذار الطبية التي تلبس حول المعصم أو الرقبة.

تأمين المخاطر: إغلاق الأماكن التي تحتوي على أدوات حادة، منظفات، أو أسلحة، وإزالة الأقفال من الأبواب الداخلية لمنع احتجاز المريض.

3. التغذية السليمة

قد تتغير حاسة التذوق والشم لدى المسنين، مما يؤثر على شهيتهم، لذا يجب:

  • تقديم وجبات صحية مع التركيز على السوائل والأطعمة المغذية.
  • استخدام أواني سهلة الإمساك إذا كان المريض يعاني من مشاكل حركية.
  • عدم إجبار المريض على الأكل، ومعاملته كشخص بالغ مع البحث عن أسباب رفضه للطعام.

4. التعامل مع السلوكيات المتقلبة للزهايمر

قد يظهر المريض سلوكيات غير متوقعة مثل العدوانية، أو الارتباك، أو الشك وللتعامل مع هذه الحالات:

  • استخدام صوت منخفض ومناداة المريض باسمه، والحديث عن "الذكريات القديمة" لأنها تظل راسخة أكثر من الأحداث القريبة.
  • لا تجادل المريض إذا كان مخطئا، بل حاول تغيير الموضوع أو النشاط.
  • تدوين المواقف التي تثير غضب المريض لتجنبها مستقبلا.
  • التأكد من أن التغيرات السلوكية ليست آثارا جانبية لبعض الأدوية أو نتيجة لآلام جسدية لا يستطيع المريض التعبير عنها.

مقدم الرعاية، سواء كان ابن أو زوج، يحتاج للاهتمام بصحته النفسية والجسدية قبل الاهتمام بالاخرين، وذلك من خلال:

  • معرفة متى يصبح السلوك فوق طاقتك لطلب المساعدة.
  • الانضمام لمجموعات الدعم أو استشارة أخصائيين لتعلم مهارات التعامل مع الضغوط.
  • إدراك أن طلب المساعدة ليس تقصيرا، بل هو ضرورة لاستمرار تقديم الرعاية.