أمل بشرط !
من واجب المسئول أن يبث الأمل في نفوس الناس بأن الغد سيكون أفضل من يومهم، لأن المجتمعات تحتاج للمحافظة على بث الأمل بين اأهلها حتى لا تصاب باليأس ويتراكم الغضب داخلها.. لكن يتعين أن يحرص المسئول وهو يبث الأمل في نفوس الناس ، أن يكون هذا الأمل قابلا للتحقق بالفعل، حتى لا يصيب مجتمعه بالإحباط وحتى يستمر الناس في تصديقه والثقة فيه.
هذا ما ورد على خاطري وأنا أتابع موجات الأمل التي يبثها الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الحكومة في نفوس المصريين، والتي تتحدث عن انتقال مصر إلى مكان آخر مختلف خلال السنوات الأربع المقبلة، وحدوث تحسن كبير في مستوى معيشتهم، وانخفاض الديون المحلية والخارجية إلى مستويات قياسية لم تحدث منذ نصف قرن مضى.
خاصة وأن هذه التصريحات تأتي في وقت تروج فيه أخبار عن تغيير حكومي قريب، بعد الانتهاء من تشكيل البرلمان الجديد.
صحيح كل الدول التي تنفذ حكوماتها خططا اقتصادية تضع أهدافا لها مرتبطة عادة بمدى زمني.. وهذا أمر بديهي ومفروغ منه، ولكن ما نسمعه من رئيس الحكومة وعدد من الوزراء الآن ليس حديثا ذَا أهداف محددة لخطط مدروسة سلفا، وتم التأكد من تنفيذها أو تنفيذ القدر الأكبر منها، وإنما هى وعود مرسلة وعامة لن تخضع للمحاسبة إذا مضى الوقت ولم تتحقق لا قدر الله، بل يمكن تبرير عدم حصولها بأي مبررات داخلية وخارجية وعالمية!
نحن نحتاج بالفعل بعد معاناة اقتصادية طويلة إلى بث الأمل في انتهاء هذه المعاناة، والبدء في جني الثمار، ولكن بشرط أن تكون هذه الآمال قابلة للتنفيذ، أو قدر منها قابل للتنفيذ.