خبير يكشف خطة حكومة نتنياهو لإفشال المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار وتهجير الفلسطينيين
قال الدكتور أحمد فؤاد أنور، أستاذ العِبريات بجامعة الإسكندرية والمتخصص في ملف الصراع العربي–الإسرائيلي: إن جيش الاحتلال الإسرائيلي نفّذ عمليات نسف واسعة في المناطق الشرقية من مدينة خان يونس، بالتزامن مع قصف مدفعي مكثف وإطلاق نيران الرشاشات الثقيلة، إلى جانب سلسلة من الغارات الجوية التي استهدفت مناطق متفرقة من مدينة رفح جنوب قطاع غزة، فضلًا عن الاعتداءات المتواصلة على منازل الفلسطينيين وممتلكاتهم.
وأوضح المتخصص في ملف الصراع العربي–الإسرائيلي لـ «فيتو»، أن هذه العمليات تهدف إلى تثبيت ما يُعرف بـ «الخط الأصفر» وجعله حدودًا فعلية لقطاع غزة، تمهيدًا لضم المناطق الواقعة شرق هذا الخط إلى أراضي عام 1948، أو على الأقل رفع سقف التفاوض مستقبلًا بشأن إعادتها.
وأضاف أن إسرائيل تسعى من خلال هذه الاعتداءات إلى تسهيل عودة جيش الاحتلال إلى تلك المناطق في أي وقت، مؤكدًا أن هذه التحركات تأتي في إطار الاستعداد لإسقاط اتفاق وقف إطلاق النار في مرحلته الثانية، خاصة أن الاتفاق ينص على انسحاب إسرائيل من هذه المناطق عقب التزام المقاومة وعودة الجثامين.
وأكد أحمد فؤاد أنور، أن التصرفات الإسرائيلية تعكس استعدادًا مبيتًا للتراجع عن الاتفاق الذي أقره مجلس الأمن، مشيرًا إلى أنه حتى في حال تسليم هذه المناطق بشكل مؤقت لقوى دولية أو لشرطة فلسطينية تابعة لرام الله، فإن عودة القوات الإسرائيلية إليها ستكون سهلة، ولو على حساب القانون الدولي والاتفاقيات الموقعة وأبسط حقوق الإنسان، وفي مقدمتها الحق في الحياة.
وحذر أستاذ العِبريات من أن مخطط التهجير لا يزال حاضرًا بقوة في الذهن الإسرائيلي، لافتًا إلى وجود احتمالات لنقل سكان المناطق الواقعة شرق الخط الأصفر إلى غربه، بما يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية ودفع السكان قسرًا إلى مغادرة أراضيهم، في سيناريو يُعيد إلى الأذهان سياسات الترحيل القسري التي مورست في جنوب أفريقيا.
وشدد أنور على ضرورة تحرك المجتمع الدولي للتصدي لهذه الانتهاكات، التي تُفرغ اتفاق وقف إطلاق النار من مضمونه، مطالبًا في الوقت نفسه بدور فاعل من الرعاة الدوليين، خاصة أن ما يحدث يكشف الوجه الحقيقي لحكومة بنيامين نتنياهو، ويؤكد أن مخطط التهجير قد يُعاد تدويره وتنفيذه في مرحلة لاحقة.