فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

رئيس الأساقفة سامي فوزي يرأس قداس عيد الميلاد بكاتدرائية جميع القديسين بالزمالك

رئيس الأسقفية
رئيس الأسقفية

ترأس اليوم رئيس الأساقفة الدكتور سامي فوزي، رئيس إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية بمصر، صلوات قداس عيد الميلاد المجيد، بحضور قساوسة الكنائس الأسقفية بمصر، وذلك بكاتدرائية جميع القديسين الأسقفية بالزمالك.

حضور الله الحقيقي

قال رئيس الأساقفة في عِظته: ماذا يحدث عندما تتبع نجمًا وتجد مذودًا؟ كثيرًا ما نعيش فجوة مؤلمة بين ما نتوقعه وما نواجهه فعليًا؛ نخطط وننتظر أمورًا عظيمة، ثم نفاجأ بواقع مختلف يترك في داخلنا إحباطًا وحيرة. هذا ما اختبره المجوس أيضًا؛ فقد تبعوا نجمًا منتظرين ملكًا في قصر، فإذا بهم يقفون أمام مذود في إسطبل. لكنهم لم يسمحوا لصدمة الواقع أن توقفهم، بل حوّلوا خيبة الأمل إلى لقاء إلهي، فرأوا في بساطة المكان حضور الله الحقيقي، واكتشفوا أن الله يعمل أحيانًا في أماكن لا تخطر على البال.

واستكمل: علّمنا المجوس ثلاث حقائق روحية عميقة: أولًا، البحث عن الله في كل الظروف، سواء في القصر أو في المذود، لأن الله حاضر حتى في أكثر اللحظات ظلمة وألمًا. ثانيًا، تقديم أفضل ما لدينا لله مهما خالفت الظروف توقعاتنا؛ فقد قدم المجوس ذهبهم ولبانهم ومرّهم، معلنين أن العبادة الحقيقية لا ترتبط بكمال المشهد بل بصدق القلب. وثالثًا، الطاعة التي تغيّر الاتجاه، إذ عاد المجوس من طريق آخر بعد لقائهم بالمسيح، معلنين أن اللقاء الحقيقي مع الله يبدّل المسار ويجدد الحياة.

واختتم: هكذا يدعونا عيد الميلاد أن نرى الله وسط واقعنا، وأن نحوّل الإحباط إلى رجاء، والألم إلى شركة، والتوقعات المنكسرة إلى مواعيد إلهية. قد لا نجد ما حلمنا به، لكننا سنجد ما هو أعظم: حضور المسيح نفسه، الذي يشرق نوره في الظلمة ويمنح سلامًا يفوق كل عقل. فحين نبحث عن الله، ونقدّم له أفضل ما لدينا، ونطيع صوته، يبدأ الميلاد الحقيقي في قلوبنا.