محمد عبد الجليل يكتب: الداخلية تكسر "لعنة الجبل".. مقتل 5 تجار كيف في معركة الـ45 دقيقة.. والوزير يوجه بضرب "عش الدبابير"
كيف سقطت إمبراطورية "الـ100 مليون" في أسوان؟
في ليلة عادية من ليالي أسوان، تحت غطاء الصمت الذي يلف جبل الزلط "المرتفع 130 مترًا فوق الأرض"، كان مخبأ لعصابة تستخدم مغاراته مستودعًا لمخدرات ضخمة، هناك نفذت الداخلية عملية أمنية كبيرة، من أعقد العمليات في تاريخ الجنوب، كواليس ليلة "ساعة الصفر"!
البداية كانت معلومات وصلت إلى الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، اخترقت حصون البؤرة الإجرامية، وفق بيان وزارة الداخلية اليوم، 6 من أعتى العناصر الجنائية "مسجلين خطر ومحكوم عليهم بالمؤبد" اتخذوا من مغارات الجبل الوعرة مخزنًا لصفقة عمرهم، لم يكونوا تجارًا عاديين، بل "ترسانة متنقلة" غيّرت خطوط سيرها 5 مرات، مستخدمين لوادر لشق دروب سرية وسط الصخور، ظانين أنهم في مأمن عن عيون ضباط مكافحة المخدرات.
في غرفة العمليات، كان السيد محمود توفيق، وزير الداخلية، يتابع التقارير لحظة بلحظة عبر شاشات الرصد. الأوامر كانت قاطعة: "الاقتحام في الفجر.. ولا تراجع حتى تطهير الجبل". المواجهة من "مسافة صفر":

جحيم فوق القمة!
مع دقات الرابعة فجرًا، بدأ المشهد المرعب! تسلق رجال العمليات الخاصة المنحدرات الصخرية بمهارة فائقة، ملتفين خلف الصخور لقطع طريق الهروب، وبمجرد أن أطلقت القوات نداء الاستسلام عبر الميكروفونات، انفتح وابل من الرصاص، المجرمون استخدموا فتحات كدشم عسكرية، وأطلقوا نيران "الجرينوف" والأسلحة الآلية بغزارة، استمرت المعركة 45 دقيقة من تبادل النار الكثيف، حيث تلاحمت القوات مع العناصر من "مسافة صفر" وسط الصخور والكهوف.

مقتل 6 من تجار الكيف!
بحلول أول خيط للضوء، سكن الرصاص، وكشف الغبار عن مصرع 6 من أخطر العناصر الجنائية الذين رفضوا الاستسلام حتى النهاية. وتم الكشف عن مغارة تضم ترسانة الـ 103 ملايين، تحتوي على: 1.5 طن من المخدرات (حشيش، هيدرو، شابو، هيروين، وأفيون). 71 قطعة سلاح ناري متنوعة، كانت معدة لحماية تجارتهم.
عاد الهدوء إلى المنطقة، وخرجت القوات بوجوه يعلوها الفخر، بعد أن نجحت في وأد "فتنة إجرامية" كانت تستهدف إغراق البلاد بالسموم. لقد أثبتت وزارة الداخلية أن يدها أسرع من رصاص الغدر، مهما بلغ ارتفاع الجبل أو وعورة الطريق.