فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

انتفاضة الست!

hعترف أنني أرى جانباً إيجابياً لفيلم الست رغم ما أثاره من الغضب لأنه ركز على مثالب وعيوب نسبها صناع الفيلم (مخرج وسيناريست وبطلة) لسيدة الغناء العربي أم كلثوم، مثل الغلظة في التعامل مع أفراد فرقتها الموسيقية، واستغلالها لمن أحاطوا بها، والبخل، وفقدانها الثقة في أسرتها (والدها وأخيها)، والتكبر والنفاق والتلون السياسي والاجتماعي، وسوء معاملة الصغار خاصة ممن يُشمّ فيهم أنهم سوف يكونون منافسين!  


وهذا الجانب الإيجابي يتمثل في تلك الانتفاضة الشعبية التي شهدتها البلاد دفاعاً عن كوكب الشرق وإنصافاً لها، وإظهار صفاتها الطيبة والحسنة التي اتسمت بها خلال مسيرتها، ومثل الصلابة والشجاعة والحرص على الكرامة والوطنية التي عبرت بقوة عن نفسها في جمع التبرعات لإعادة بناء القوات المسلحة بعد هزيمة يونيو والتبرع شخصياً بحصيلة حفلاتها داخل وخارج مصر. 


إن كل المثالب والعيوب والوقائع السلبية التي تضمنها الفيلم والتي تخص الست ليست بجديدة، فقد سبق أن تناولتها صحف أو جلسات نميمة خلال حياتها وبعد وفاتها.. فهي إنسانة ولم تكن من الملائكة.. 

ولكن ما استفز كثيراً من المصريين هو التركيز على تلك المثالب لدرجة بدت أنها تشكل ملامح شخصية الست، فضلاً عن أن كاتب السيناريو والمخرج لم يبذلوا جهداً للتحقق من صحة هذه المثالب وهو ما أعطى انطباعاً لدى كثيرين أن الفيلم ينال من أسطورة الغناء العربي التي أسعدت الملايين داخل وخارج مصر. 

ولذلك انتفضوا دفاعاً عن أسطورتهم وأيقونتهم التي يتفاخرون ويعتزون بها.. والملفت للانتباه أن عدداً من المشاركين في انتفاضة الست ولدوا بعد أن فارقت دنيانا، وهو ما يُبيّن عظمة الست.