فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

تهمش القيادة الأمريكية في أوروبا وأفريقيا.. انقسامات حادة في صفوف جنرالات الجيش الأمريكي حول خطة بيت هيجسيث

جنرالات الجيش الأمريكي
جنرالات الجيش الأمريكي

كشفت جريدة "واشنطن بوست" عن انقسامات حادة بين كبار العسكريين الأمريكيين بشأن خطة وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث، والتي تقوم على خفض مهام العديد من مقرات الجيش الأمريكي في الخارج، وتدفع باتجاه تغيير ميزان القوى بين كبار جنرالاته.

وأوضحت الجريدة أن "الخطة الجديدة تقلل من أهمية القيادة الأمريكية الأوروبية والقيادة الأمريكية في أفريقيا من خلال وضعها تحت سيطرة منظمة جديدة تعرف باسم القيادة الدولية الأمريكية".

استراتيجية هيجسيث الجديدة تعزز الأمن الداخلي على حساب التحالفات الدولية 

وبحسب "واشنطن بوست"، فإن "كبار المسؤولين العسكريين الأمريكيين أعربوا عن مخاوفهم بشأن استراتيجية الدفاع الأمريكية الجديدة والتي تدفع باتجاه تدعيم الأمن الداخلي على حساب التحالفات الدولية، وخاصة مع دول مثل الصين وروسيا".

وهناك – أيضا - انشقاق داخلي بين كبار الضباط، الذين حذروا من أن نهج هيجسيث يخاطر بإضعاف الاستعداد العسكري وتوتر العلاقات الدبلوماسية مع الحلفاء الرئيسيين، ويقوض الاستقرار الوطني والعالمي، وفق تقارير إعلامية.

كما أثار اقتراح هيجسيث بتخفيض مناصب الضباط الكبار بنسبة 20% مخاوف الأوساط العسكرية بشأن تضاؤل القدرة التشغيلية للقوات الأمريكية، وإضعاف معنويات القوات، وسط تحذيرات من أن هذا الاقتراح سيكون له "تأثير طويل المدى على قيادات الجيش الأمريكي".

خطة هيجسيث تقوض استعداد الجيش الأمريكي في مواجهة المخاطر

من جهتها، انتقدت النائبة الديمقراطية عن ولاية بنسلفانيا النائبة كريسي هولاهان وزير الدفاع الأمريكي قائلة: "إن خطة هيجسيث تجسد آراء خطيرة تقوض فعالية جيشنا وقدرته على الفتك واستعداده في مواجهة المخاطر".

بدوره، أكد السيناتور الديمقراطي من ولاية هايتي مازي هيرونو هذه المخاوف قائلًا: "يأتي هذا على حساب الأمن القومي الحقيقي، ومن الواضح أن من وضعوا هذه الخطة لا يهتمون بذلك".

هيجسيث يدافع عن استراتيجيته

يدافع هيجسيث عن استراتيجيته قائلًا: "يجب أن يكون هناك المزيد من تدريب المقاتلين؛ ونحن لا نقوم بما يكفي من التدريب على الطيران على سبيل المثال".

وأضاف وزير الدفاع الأمريكي: التركيز على الأمن الداخلي واستعداد المقاتلين للحرب يعكس الدروس المستفادة من الصراعات الأخيرة والتقييمات الداخلية التي أجريناها. ويشير إلى النقص في التدريب، وتراكم أعمال الصيانة، وتعرض قواتنا للإجهاد.

تحذيرات من عدم الفصل بين إنفاذ القانون العسكري والمدني

في المقابل، يحذر بعض القادة العسكريين السابقين من أن إعطاء الأولوية للمهام المحلية يخاطر بطمس الفصل التقليدي بين إنفاذ القانون العسكري والمدني.

كما يحذر منتقدو هيجسيث من أن تقليص مناصب الضباط الكبار يمكن أن يضعف التخطيط الاستراتيجي وتنسيق التحالف في وقت تتصاعد فيه التوترات العالمية.

ويعارض النائب الديمقراطي عن ولاية نيويورك بات رايان الخطة الجديدة بشدة، مؤكدا أن "نشر القوات الأمريكية ضد المواطنين الأمريكيين في المدن الأمريكية ليس مجرد أمر غير مسبوق وغير دستوري - بل إنه غير أمريكي".

وقال رايان: "كل وطني أمريكي محب للحرية، بغض النظر عن حزبه السياسي، يجب أن يتحدث الآن".