فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

الإرهاب في أستراليا والأراضي الفلسطينية المحتلة

العملية الإرهابية التي وقعت أمس في أستراليا ضد اليهود أثناء احتفالهم بأحد أعيادهم في منتجع على شاطئ مدينة سيدني، وأسفر عن مقتل 16 شخصًا وإصابة أربعين آخرين أعاد إلى الأذهان العمليات الإرهابية التي قامت بها إسرائيل على مدى العامين الماضيين في الأراضي المحتلة في غزة ورام الله، وراح ضحيتها مائة ألف فلسطيني، وأصيب مائتا ألف آخرون معظمهم من النساء والأطفال.

فالإرهاب الإسرائيلي ما زال مستمرًّا رغم التوصل لإتفاق دولي برعاية الرئيس الأمريكي ترامب الذي حضر إلى مؤتمر عالمي في مدينة شرم الشيخ في منتصف أكتوبر الماضي، دعاه إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي مع حوالي عشرين من رؤساء وقادة العالم.

وتم التوقيع على اتفاقية للسلام في المنطقة، ووقف نزيف الدم ووقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن العشرين الأحياء الذين احتجزتهم حركة حماس لديها، بالإضافة إلى جثامين 28 آخرين قتلوا أثناء عمليات القصف التي قامت بها القوات الإسرائيلية لمختلف المدن والأنفاق، على أمل العثور عليهم.

ولم تلتزم إسرائيل بالإتفاق بعد أن أطلقت حماس سراح المختطفين الأحياء، وسلمتهم جثث الباقين، وواصلت القوات الإسرائيلية عمليات القتل والإرهاب والتجويع ومنع دخول المساعدات للفلسطينيين، وشاهد العالم الفلسطينيين يعيشون في الخيام بعد أن دمرت إسرائيل مساكنهم، ومع حلول فصل الشتاء أصبحت الخيام التي يقيمون فيها مملوءة بمياه الأمطار، وإسرائيل ماضية في إرهابها بلا هوادة.

ولا شك أن هذه المشاهد المأساوية التي تنقلها وسائل الإعلام على الهواء مباشرة إلى أنحاء العالم تثير البشر وتحرك مشاعرهم، وأعتقد أنها كانت وراء حادث أستراليا الذي قام به رجل مسن وابنه الشاب، حيث أطلقا النار على اليهود المحتفلين بأحد أعيادهم، بينما نرى الفلسطينيين بلا مأوى يموتون بردًا في خيامهم.

وقالت سلطات الأمن في سيدني إن شابًّا من أصول عربية اسمه أحمد تمكن من منع أحد المهاجمين والقبض عليه مصابًا، ونقل إلى المستشفى في حالة خطيرة بينما قتل الآخر، وأثار هذا الحادث موجة استنكار عالمية بينما اتهم نتنياهو حركة داعش بأنها وراءه، وقال غنه حذر رئيس وزراء أستراليا من أن سياسة بلاده بعد أن اعترفت بقيام دولة فلسطين ستؤدي إلى كوارث وأعمال عنف.

وفي الوقت الذي يتطلع فيه العالم لحل الصراع العربي الإسرائيلي بعد اعتراف 150 دولة عضو في الأمم المتحدة بدولة فلسطين، تواصل إسرائيل عدوانها وتماطل في تنفيذ الاتفاق وتتوسع في إقامة المستوطنات الإسرائيلية في المدن الفلسطينية، بعد طرد سكانها بالقوة، مما ينذر بتكرار عملية أستراليا ضد اليهود في مناطق أخرى من العالم بسبب هذه السياسة الإسرائيلية الغاشمة.