فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

جارديان: 48% من الأوروبيين يعتبرون ترامب "عدوا لأوروبا"، و69% يخشون مواجهة روسيا عسكريا

محتجون يرفعون لافتات
محتجون يرفعون لافتات مناهضة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب

أظهر استطلاع للرأي أن حوالي نصف الأوروبيين يعتبرون دونالد ترامب "عدوا لأوروبا"، بينما يقيم عدد أكبر منهم خطر الحرب مع روسيا بأنه مرتفع، ويعتقد أكثر من ثلثيهم أن بلادهم لن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها في حال نشوب مثل هذه الحرب.

وبحسب جريدة "ذا جارديان"، أظهر الاستطلاع، الذي شمل تسع دول لصالح منصة "لو غران كونتينينت" للنقاشات حول الشؤون الأوروبية ومقرها باريس، أن ما يقرب من ثلاثة أرباع المشاركين يرغبون في بقاء بلادهم في الاتحاد الأوروبي، بينما قال عدد مماثل تقريبا إن مغادرة الاتحاد أضرت بالمملكة المتحدة.

يقول أستاذ العلوم السياسية ومؤسس وكالة استطلاعات الرأي "كلاستر 17" جان إيف دورماجن: "لا تواجه أوروبا مخاطر متزايدة فحسب، بل تشهد أيضا تحولا في بيئتها التاريخية والجيوسياسية والسياسية. وتظهر نتائج الاستطلاع أن أوروبا قلقة، ومدركة تماما لنقاط ضعفها، وتكافح من أجل إبراز نفسها بشكل إيجابي في المستقبل".

ووجد الاستطلاع أن 48% من المشاركين في الدول التسع يعتبرون ترامب عدوا مباشرا، حيث تتراوح النسبة بين 62% في بلجيكا و57% في فرنسا، و37% في كرواتيا و19% في بولندا.

أوروبا تعتبر "الترامبية" قوة معادية

وقال دورماجن: في جميع أنحاء القارة، تعتبر الترامبية قوة معادية، وهذا التصور آخذ في التصاعد، حيث قل عدد الأشخاص الذين وصفوا ترامب بأنه "ليس صديقا ولا عدوا" مقارنة ياستطلاعات رأي جرت في ديسمبر 2024، فيما زاد عدد من يرون أنه "معاد بالتأكيد".

ومع ذلك، لا يزال الأوروبيون يعتبرون العلاقة مع الولايات المتحدة ذات أهمية استراتيجية؛ فعند سؤالهم عن الموقف الذي ينبغي للاتحاد الأوروبي اتخاذه تجاه الحكومة الأمريكية، كان الخيار الأكثر شيوعا هو التسوية بنسبة بلغت 48%.

وفي فرنسا وإبطاليا وإسبانيا وألمانيا وبولندا والبرتغال وكرواتيا وبلجيكا وهولندا، عبر 51% من المشاركين عن شعورهم بأن "خطر الحرب المفتوحة مع روسيا في السنوات القادمة مرتفع، بينما اعتبره 18% مرتفعا جدا".

وقال دورماجن: إن "مثل هذه النتائج لم تكن واردة قبل بضع سنوات فقط، وتشير إلى تحول في الرأي العام الأوروبي نحو نظام جيوسياسي جديد، حيث أصبح احتمال الصراع المباشر في القارة مقبولا على نطاق واسع".

احتمالات الحرب الأوروبية الروسية تتزايد

وتباينت الآراء بشدة بالنسبة لروسيا؛ حيث اعتبر 77% من المشاركين في بولندا أن خطر الحرب مرتفع، مقارنة بـ54% في فرنسا، و51% في ألمانيا، و39% في البرتغال، و34% في إيطاليا.

ووجد الاستطلاع أن الثقة في القدرات العسكرية الوطنية كانت منخفضة في كل مكان، حيث قال 69% من المشاركين في الدول التسع إنهم يعتقدون أن بلادهم "ليست قادرة حقا" أو "ليست قادرة على الإطلاق" على الدفاع عن نفسها ضد العدوان الروسي. وكان الفرنسيون الأكثر ثقة، لكن هذا الرأي ظل أقلية بنسبة 44%. 

يقول دورماجن: "نحن ندخل عصر الخطر بينما نشعر بإحساس دائم بالضعف الوطني، لقد كشفت نتائج الاستطلاع أن مشاعر الضعف كانت منتشرة على نطاق واسع، حيث قال 12% فقط من المشاركين إنهم لا يشعرون بتهديد خاص من مجموعة من مصادر انعدام الأمن التي تتراوح من التكنولوجيا والعسكرية إلى الطاقة والغذاء".

الأمن التكنولوجي والرقمي يمثل التهديد الأكثر شيوعا لأوروبا

على الرغم من وجود اختلافات وطنية كبيرة، كان الأمن التكنولوجي والرقمي التهديد الأكثر شيوعا (28%)، يليه الأمن العسكري (25%). وكان هناك طلب قوي على المساعدة الأوروبية، حيث رأى 69% من المشاركين أن على الاتحاد الأوروبي أن يؤدي دورا وقائيا.

وأيدت الغالبية العظمى من المشاركين في الدول التسع عضوية الاتحاد الأوروبيح حيث قال 74% إنهم يريدون بقاء بلادهم في التكتل، وكانت هذه المشاعر أعلى في البرتغال (90%) وإسبانيا (89%)، وأدنى في بولندا (68%) وفرنسا (61%).

وبعد خمس سنوات من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ينظر إلى قرار المملكة المتحدة بالخروج على أنه فشل بأغلبية ساحقة؛ إذ يعتقد 63% أنه كان له تأثير سلبي على بريطانيا، و19% فقط يعتقدون أنه كان إيجابيا، بما في ذلك 5% اعتبروه إيجابيا للغاية.