الصحافة القومية.. تكريم الرموز وتجديد الدماء!
حسنًا فعلت الهيئة الوطنية للصحافة برئاسة المهندس الإنسان النشيط عبدالصادق الشوربجي في اجتماعها الشهري الأخير، حين قررت إطلاق اسم الكاتبة الصحفية الكبيرة سناء البيسي على جائزتها للتفوق الصحفي.
ذلك القرار ليس مجرد لفتة، بل تأسيسٌ لتقليد راقٍ يكرّم المتميزين من أبناء صاحبة الجلالة وهم على قيد الحياة، فيبعث في نفوسهم البهجة، ويشعرهم بقيمة ما قدموه من عطاء وتضحيات للمهنة والقراء والوطن.
ونرجو أن يتواصل عطاء الهيئة في هذا النهج؛ فتكريم رموز الصحافة القومية وهم أحياء أصدقُ أشكال العرفان، وأعمقها أثرًا، وأقربها إلى روح المهنة التي عاشت على أكتاف هؤلاء الرواد.
لا يمكن تجاهل أن هذا المسار يعكس حسًا وطنيًا صادقًا، ووعيًا مهنيًا رفيعًا، فضلًا عن الإنسانية العالية التي يتسم بها المهندس عبدالصادق الشوربجي. فهو نموذج للمسؤول الذي يجمع بين الحزم والرحمة، وبين الإدارة الواعية والتواصل الإنساني الدافئ.
من يقصد بابه من أبناء المهنة يجد تجاوبًا سريعًا، وتفاعلًا صادقًا، وحرصًا على حل المشكلات، وهي سمات لا غنى عنها في أي مسؤول ناجح؛ فجزء كبير من نجاح المؤسسات يبدأ من قدرة المسؤول على التواصل والمتابعة والإنصات للناس.
ولو سار كل مسؤول على هذا النهج، لتغير وجه مصر كثيرًا، ولرأينا المؤسسات أكثر قوة وفعالية وإنصافًا.
إننا نتطلع إلى تجديد الدماء في المؤسسات الصحفية القومية، والاستعانة بأوائل كليات الإعلام والكفاءات الشابة، لتستعيد هذه المنصات حيويتها، وتواكب متطلبات العصر الرقمي، ولتظل قادرة على المنافسة وصناعة المحتوى المؤثر. كما نتطلع إلى استمرار تقاليد تكريم رموز المهنة، لأن الأمم التي تحترم روادها هي الأمم التي تعرف طريق المستقبل.
وأثق أن عين المهندس عبدالصادق الشوربجي تراقب عن قرب ما يجري داخل المؤسسات القومية، حريصة على الدفع بها نحو التطوير. فهو يدرك، كما ندرك جميعًا، أن البوابات الإلكترونية للصحافة القومية ما زالت بحاجة إلى المزيد من الدعم البشري والمادي، لأنها بوابة المستقبل ونافذة التطور الحقيقي في عالم الصحافة.
إن دعم هذه المنصات، وتطوير كوادرها، واحترام رموزها، هو الطريق لتعزيز الصحافة القومية ودفعها إلى الأمام.. وهو الطريق ذاته الذي بدأت الهيئة بالفعل في السير فيه بثقة ووعي ومسؤولية.
ليت رؤساء المؤسسات الصحفية يتعلمون فن الإدارة من المهندس عبد الصادق. أقول قولي هذا بقناعة ترسخت لدي من مواقف عشتها بنفسي وعاشها زملاء آخرون مع رئيس الوطنية للصحافة.