فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

هل بدأ عصر الدولار الضعيف؟.. ضغوط ترامب والفائدة تهددان هيمنة العملة الأمريكية.. ترشيح كيفن هاسيت لمنصب رئيس الفيدرالي يزيد المخاوف.. والعملات المنافسة أكبر المستفيدين

الدولار الأمريكي
الدولار الأمريكي

يشهد الدولار الأمريكي مرحلة من الضعف والتراجع، مدفوعة بمجموعة من العوامل السياسية والاقتصادية المتشابكة، أبرزها الضغوط المستمرة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتوقعات المتصاعدة بخفض قريب لأسعار الفائدة، مع إشارات لتحول محتمل في قيادة الفيدرالي الأمريكي.

ضغوط سياسية وتغيير مرتقب في القيادة

تتصاعد المخاوف في الأسواق من تعزيز السياسات التيسيرية مع ترشيح كيفن هاسيت، المستشار الاقتصادي المقرب لترامب، لمنصب رئيس الفيدرالي خلفا لجيروم باول، حيث ينظر إلى هاسيت كداعم لسياسات خفض أسعار الفائدة التي يروج لها ترامب، بهدف تحفيز النمو وتخفيف العبء عن الدين الحكومي الأمريكي المتضخم الذي تجاوز 38 تريليون دولار، حيث دفع هذا الاحتمال العديد من المستثمرين لتبني نظرة متشائمة تجاه العملة الخضراء.

 

توقعات شبه مؤكدة لخفض الفائدة

وتشير أدوات السوق، مثل "فيد ووتش" التابعة لـ "سي.إم.إي"، إلى استعداد كبير لخفض سعر الفائدة، حيث تصل احتمالية خفضه بمقدار 25 نقطة أساس في الاجتماع المقبل إلى 88.2%، مقارنة بنسبة 33% فقط قبل أسبوعين.

وتأتي هذه التوقعات مدعومة ببيانات اقتصادية تشير إلى تباطؤ تدريجي، مما يفتح الباب أمام فترة قد تكون صعبة للدولار الذي كان يحوم قرب أعلى مستوياته في سنوات قبل بضعة أشهر فقط.

مؤشرات السوق وأرقام التراجع

انخفض مؤشر الدولار مقابل سلة من العملات الرئيسية بنحو 8.6% منذ بداية العام، كما تراجع المؤشر إلى أدنى مستوياته منذ يناير 2022 عند 96.224 نقطة بعد آخر قرار للفيدرالي، وخلال تعاملات اليوم الأربعاء، انخفض المؤشر 0.13% إلى مستويات 99.21 نقطة.

صعود العملات المنافسة أمام الدولار 

ارتفع اليورو أمام الدولار بنسبة 0.16% عند 1.1644 دولار، بعد بيانات أظهرت ارتفاع التضخم في منطقة اليورو، كما زاد الجنيه الإسترليني أمام الدولار بنسبة 0.15% إلى 1.352 دولار، بعد إقرار ميزانية الخريف التي أعلنتها وزير الخزانة راشيل ريفز نهاية نوفمبر الماضي.

ونزل الدولار مقابل الين الياباني بنسبة 0.15% وصولًا إلى مستويات 155.6 ين للدولار، بعد تلميحات محافظ بنك اليابان كازو أويدا بشأن رفع الفائدة هذا الشهر، بينما انخفض الدولار مقابل الفرنك السويسري بنسبة 0.12% عند مستويات 0.8019 دولار.

وارتفع الدولار النيوزيلندي مقابل نظيره الأمريكي بنسبة 0.24% وصولًا إلى مستويات 0.5754 دولار، بينما صعد الدولار الأسترالي 0.25% مقابل العملة الأمريكية وصولا إلى مستويات 0.658 دولار.
 

استمرار ضعف الدولار في 2026

ويتوقع بنك "أو.سي.بي.سي" في سنغافورة استمرار ضعف الدولار في عام 2026 مع تقليص فجوة أسعار الفائدة بين الولايات المتحدة والعالم.

ويؤكد برنت دونلي من "سبيكترا ماركتس" أن السوق تتجه نحو بيع الدولار مع اقتراب تعيين رئيس للفيدرالي مؤيد للتيسير النقدي، خاصة في ظل أوضاع مالية متدهورة.

ترقب البيانات الأمريكية الحاسمة

تركز أنظار المستثمرين حاليا على تقرير التوظيف لشهر نوفمبر من "إيه.دي.بي"، حيث قد يؤدي أي ضعف في الأرقام إلى مزيد من الضغط على الدولار، ومؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي لشهر سبتمبر، المقرر صدوره الجمعة، لتأكيد اتجاه التضخم.

وكل هذه البيانات والمؤشرات تشير إلى أن العملة الأمريكية على أعتاب مرحلة جديدة، تتقاطع فيها الإرادة السياسية مع المتطلبات الاقتصادية، مما يضع هيمنتها العالمية تحت مجهر اختبار صعب، بينما تستعد العملات المنافسة لاقتناص الفرصة.