"البترول" تتحرك لخفض فاتورة الاستيراد عبر اكتشافات جديدة وزيادة الإنتاج.. خطة حكومية لتحقيق الاكتفاء الذاتي ومساندة الصناعات المتقدمة.. وهذه أبرز الآبار المكتشفة حديثا
تسعي وزارة البترول والثروة المعدنيه لتخفيض الفاتورة الاستيرادية للمواد البترولية وذلك من خلال تكثيف البحث عن آبار بترولية جديدة ودخولها علي خطوط الإنتاج من أجل تقليل الفاتورة الاستيرادية وتلبية احتياجات السوق المحلي من المواد البترولية وعدم الإعتماد علي استيراد النفط من الأسواق الخارجية.
كما تنفذ الوزارة خطة طموحة تهدف الي زيادة الإنتاج وتوجيه جزء أكبر من إنتاج الغاز والبترول إلى الصناعات الأكثر تعقيدًا لتحقق قيمة مضافة أعلى للاقتصاد المصري.
توجيهات رئاسية بزيادة الإنتاج
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي أصدر توجيهات الاسبوع الماضي بالعمل علي زيادة الإنتاج من خلال اكتشاف آبار بترولية جديدة في صحراء مصر الشرقيه والغربية ومنطقة خليج السويس،كما شدد الرئيس على حرص الدولة على التزامها بسداد مستحقات الشركاء الأجانب، باعتبار أن ذلك الأمر يُعد أساسيًا في دعم جهود الشركة للتوسع في مجال الإنتاج والاستكشاف.
وترصد “فيتو” في هذا التقرير الابار البترولية الكبيرة التي تعتمد عليها مصر في تلبية الاحتياجات من البترول والغاز والدور الهام والمحوري لهذه الحقول في الاقتصاد الوطني.
اكتشافات بترولية ساهمت في تأمين الاحتياجات من الغاز الطبيعي
وقال مصدر بـ الهيئه العامة للبترول" لفيتو" ان مصر تمتلك، عدد كبير من الحقول الرئيسية والتي تساهم في تلبية معظم احتياجات السوق المحلي من البترول والغاز .
واشار الى أنه في ظل التغيرات العالمية التي تواجه أسعار الطاقة، أصبحت الثروات البترولية المصرية عنصرًا استراتيجيًا يساهم في تحقيق التنمية المستدامة وجذب الاستثمارات الأجنبية، بالإضافة الي دخول مجموعة كبيرة من الابار علي خريطة الإنتاج في العام الماضي والتي كان لها أثر كبير في استقرار أسواق البترول والغاز في مصر.
وفي ذات السياق اشار المصدر الى ان وزارة البترول أمنت احتياجات مصر من الطاقة خلال فصل الصيف الماضي وذلك من خلال زيادة الإنتاج واستقدام عدد من سفن التغويز الموجودة في مواني مصر والتي كان لها دور كبير في تأمين الاحتياطي من الغاز الطبيعي.
اكتشافات جديدة في منطقة دلتا النيل
وصرح مصدر بوزارة البترول بان الوزارة تعمل جاهدة علي تقليل الاستيراد من خلال عدة اكتشافات جديدة ومنها الاكتشافات التي تمت في منطقة دلتا النيل البرية شهدت لأول مرة كشفين جديدين للغاز الطبيعي بدعم من سياسات تحفيز الاستثمار لزيادة الاستكشاف والإنتاج.
وأوضح المصدر أن الكشف الأول حققته شركة هاربور إنرجي البريطانية من خلال شركة دسوق للبترول بعد حفر البئر "شمال سيدي غازي 9-1"، والكشف الثاني لشركة دانة غاز الإماراتية من خلال شركة الوسطاني للبترول بمنطقة غرب القنطرة من البئر "سلمى دلتا-6"، وجار وضعهما على خريطة الإنتاج بإجمالي 19 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميًا.
اكتشافات بالصحراء الغربية
وفي تصريحات سابقة للمهندس كريم بدوي وزير البترول والثروةالمعدنية أكد إن منطقة الصحراء الغربية شهدت قيام شركة خالدة للبترول مجموعة جديدة من الاكتشافات كان أحدثهم الكشفين "SHAI-3X وWD 33J-1X" وتم وضعهما على خريطة الإنتاج بإجمالي إنتاج يزيد عن 3550 برميل زيت خام و23 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميًا.
كما حققت شركة عجيبة الكشف "درة-44" بإنتاج يزيد عن 500 برميل يوميًا، فيما حققت الشركة العامة للبترول الكشف "GPU-1X" بمنطقة أبو سنان الذي تم وضعه على خريطة الإنتاج بمعدل 350 برميل يوميًا.
وحققت شركة بتروسنان للبترول كشفًا جديدًا بمنطقة شرق علم الشاويش بالصحراء الغربية بالبئر "HG34/1 D-1X"، وتم ربط الكشف على الإنتاج بمعدل إنتاج يومي نحو 1000 برميل زيت.
3 اكتشافات بالصحراء الشرقية
ووفقًا لبيانات وزارة البترول، حققت شركة بتروبكر للبترول وشركة كايرون ثلاث اكتشافات بمناطق الصحراء الشرقية وجنوب غزالات وشمال أم بركة بالصحراء الغربية، وجار تقييم الاحتياطي واختبار الآبار.
كما ان وزارة البترول شهدت تحقيق 18 كشفًا جديدًا للبترول والغاز، وتم وضع 13 كشفًا منها على خريطة الإنتاج بمعدل يومى 14 ألف برميل زيت و44 مليون قدم مكعبة من الغاز.
أكبر حقول 5 بترول في مصر
وتمتلك مصر عددًا من الحقول البترولية العملاقة التي ساهمت في تعزيز مكانتها كمركز إقليمي للطاقة.
و لعبت هذه الحقول دورًا محوريًا في تلبية احتياجات السوق المحلي وتصدير الفائض، مما جعلها ركيزة أساسية في دعم الاقتصاد الوطني، ومن أكبر حقول البترول في مصر ما يلي:
1. حقل بلاعيم البحري (بلاعيم جنوب)
أحد أقدم وأهم الحقول البحرية في مصر، يقع حقل بلاعيم في خليج السويس، وقد تم اكتشافه في أواخر خمسينيات القرن الماضي، وتُديره حاليًا شركة بترول بلاعيم (بتروبل) التابعة للهيئة المصرية العامة للبترول بالشراكة مع شركة إيني الإيطالية.
يُعد هذا الحقل من أكبر حقول البترول في مصر من حيث التاريخ والإنتاج المتراكم، وقد لعب دورًا أساسيًا في بناء قطاع البترول المصري، يتم إنتاج كميات كبيرة من النفط الخام والمكثفات والغاز الطبيعي منه، مما يجعله حقلًا متعدد الموارد.
و يتميّز الحقل بالبنية التحتية المتقدمة من المنصات البحرية وخطوط الأنابيب، التي تُمكّن من عمليات الإنتاج والنقل بكفاءة عالية.
2. حقل أبو ماضي
ضمن أكبر حقول البترول في مصر، ويمتلك مزيج من إنتاج البترول والغاز الطبيعي، ورغم أن حقل أبو ماضي يُعرف بشكل أكبر كمصدر مهم للغاز الطبيعي، إلا أن به كميات معتبرة من النفط الخام والمكثفات، ما يجعله جزءًا من قائمة أكبر حقول البترول في مصر.
يقع الحقل في دلتا النيل، وتقوم شركة “بترول بلاعيم” وشركات أجنبية أخرى بتشغيله، من أبرزها شركة “إيني” و”بي بي” البريطانية. تم اكتشافه في السبعينات، وكان نقطة انطلاق نحو اكتشافات غاز وبترول أخرى في الدلتا.
ساهم حقل أبو ماضي في تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة، خاصة بعد إنشاء محطة الإسالة في إدكو، التي تعتمد جزئيًا على الغاز والمكثفات القادمة من هذا الحقل.
3. حقل ظُهر العملاق
على الرغم من أن حقل ظهر يشتهر بأنه أكبر حقل للغاز الطبيعي في البحر المتوسط، إلا أن احتوائه على كميات كبيرة من المكثفات البترولية يجعله ذا أهمية في سياق أكبر حقول البترول في مصر. وقامت وزراة البترول مؤخرا بالعمل علي رفع كفاءة حقل ظهر من خلال قيام ايني الإيطالية بحفر عدة آبار في نطاق ظهر
يقع الحقل في المياه العميقة بالبحر المتوسط على بعد حوالي 190 كيلومترًا شمال بورسعيد، وتم اكتشافه عام 2015 بواسطة شركة “إيني” الإيطالية. بدأ الإنتاج في ديسمبر 2017، واستطاع أن يُحدث نقلة نوعية في أمن الطاقة لمصر.
المكثفات المستخرجة من هذا الحقل تُعالج وتُنقل إلى معامل التكرير لتغطية جزء من الطلب المحلي على المنتجات البترولية مثل البنزين والسولار، مما يخفف الضغط على واردات الوقود.
4. حقل مليحة
يُعد حقل مليحة في الصحراء الغربية من أبرز وأكبر حقول البترول في مصر من حيث الإنتاج اليومي والتطور السريع في الاكتشافات المجاورة له، تشغّله شركة “عجيبة للبترول”، وهي شركة مشتركة بين الهيئة العامة للبترول وشركة “إيني”.
5. حقل العلمين هو حقل تاريخي يُستثمر من جديد، ويُعد حقل العلمين من أوائل الحقول التي تم اكتشافها في الصحراء الغربية، وقد بدأ الإنتاج منه منذ عقود، لكنه شهد خلال السنوات الأخيرة أعمال تطوير وإعادة استكشاف أسفرت عن زيادة الإنتاج.
تشغّله شركة “العلمين للبترول” بالتعاون مع عدد من الشركاء الأجانب، ويُنتج الحقل خامًا خفيفًا يُستخدم في التكرير المحلي، كما أن قربه من مناطق التصدير يجعله خيارًا اقتصاديًا هامًا.