أبرزها الرمان والبرتقال، فواكه الشتاء سلاحك ضد نزلات البرد والفيروسات
فواكه الشتاء سلاحك ضد نزلات البرد، يتميز فصل الشتاء بوفرة مجموعة من الفواكه الموسمية التي تتميز بقيمتها الغذائية العالية وقدرتها على دعم مناعة الجسم ومقاومة العدوى الموسمية.
هذه الفواكه الشتوية ليست مجرد وجبات خفيفة لذيذة، بل تُعد مصادر غنية بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة، مما يجعلها جزءًا أساسيًا من النظام الغذائي الصحي خلال الشتاء.
أشارت الدكتورة مروة كمال أخصائية التغذية العلاجية، أن فواكه الشتاء ليست فقط لذيذة ومنعشة، بل تُعد كنزًا غذائيًا متكاملًا يساهم في تعزيز المناعة، وتحسين الهضم، ودعم صحة القلب، ورفع الطاقة خلال الأيام الباردة.
وفي هذا التقرير تستعرض الدكتورة مروة، أهم فواكه الشتاء وفوائد كل منها بالتفصيل.
أولًا: البرتقال – ملك الشتاء ومخزن فيتامين سي

يُعد البرتقال من أشهر فواكه الشتاء وأكثرها انتشارًا، ويُعرف بلقب “ملك فيتامين سي”، نظرًا لغناه بهذا الفيتامين الذي يلعب دورًا محوريًا في دعم الجهاز المناعي. يحتوي البرتقال أيضًا على مجموعة من المعادن المهمة مثل البوتاسيوم والكالسيوم، بالإضافة إلى الألياف الغذائية التي تُسهم في تحسين صحة الجهاز الهضمي.
أحد أهم فوائد البرتقال أنه يساعد في الوقاية من نزلات البرد والإنفلونزا التي تنتشر في فصل الشتاء، إذ يعمل فيتامين سي على زيادة إنتاج خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن رفع المناعة. كما يحتوي البرتقال على مركبات الفلافونويد، وهي مواد مضادة للأكسدة تساهم في حماية الخلايا من التلف الناتج عن الجذور الحرة.
ويساعد البرتقال أيضًا على تحسين صحة الجلد، فالفيتامينات الموجودة فيه تعزز إنتاج الكولاجين وتحارب الجفاف الذي يصيب البشرة في الشتاء. كما يُعد تناول البرتقال وسيلة فعّالة للحفاظ على رطوبة الجسم، خاصة أنه يحتوي على نسبة عالية من الماء.
أما من ناحية صحة القلب، فيساعد البرتقال في تقليل مستويات الكوليسترول الضار بفضل غناه بالألياف الذائبة مثل "البكتين"، كما يساعد البوتاسيوم في ضبط ضغط الدم والوقاية من أمراض القلب والشرايين. ويُعتبر البرتقال خيارًا مناسبًا لمرضى السكري باعتدال، لأن مؤشره الجلايسيمي منخفض نسبيًا ويمنح الجسم طاقة دون رفع السكر بشكل كبير.
كما يساعد البرتقال على تحسين الهضم بفضل أليافه التي تقاوم الإمساك، خاصة لدى كبار السن. ويمكن تناوله كعصير طبيعي، أو شرائح طازجة، أو إضافته للسلطات الشتوية، ليكون عنصرًا غذائيًا متكاملًا في هذا الفصل.
ثانيًا: التفاح – فاكهة الصحة والحيوية الدائمة

يُقال دائمًا: "تفاحة يوميًا تغنيك عن زيارة الطبيب"، وهذه الجملة تعكس القيمة الغذائية الهائلة للتفاح، خاصة في فصل الشتاء.
فالتفاح غني بالألياف الغذائية القابلة للذوبان والتي تُعرف باسم “البكتين”، وتساعد هذه الألياف في تحسين صحة الجهاز الهضمي وتنظيم حركة الأمعاء والوقاية من الإمساك، كما تساهم في تغذية البكتيريا النافعة في الأمعاء، مما يعزز المناعة بشكل غير مباشر.
التفاح أيضًا مصدر رائع لمضادات الأكسدة، أبرزها مركبات البوليفينول، والتي تعمل على حماية الخلايا من الالتهابات وتدعم صحة القلب.
هذه المركبات تساعد في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية عن طريق خفض الكوليسترول الضار وزيادة الكوليسترول الجيد.
كما يلعب التفاح دورًا مهمًا في تنظيم مستويات السكر في الدم، بفضل احتوائه على الألياف التي تبطئ امتصاص الجلوكوز. لذلك يُعد خيارًا مناسبًا لمرضى السكري أو من يسعون للتحكم في وزنهم، إذ يمنح شعورًا طويلًا بالشبع.
من فوائد التفاح أيضًا أنه يعزز صحة الرئتين، إذ أثبتت دراسات مختلفة أن تناول التفاح بانتظام يقلل من خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، بفضل احتوائه على مضادات أكسدة قوية مثل الكيرسيتين. وهذا يعتبر مفيدًا جدًا في فصل الشتاء عندما يزداد التعرض لنزلات البرد ومشاكل التنفس.
ويعزز التفاح صحة الدماغ أيضًا، فمركباته الطبيعية تساعد في تحسين الذاكرة وتقليل خطر التدهور المعرفي. كما يساهم في الحفاظ على صحة الأسنان لأنه يزيد من إفراز اللعاب، مما يقلل من نمو البكتيريا في الفم.
ويمكن تناول التفاح بطرق متنوعة مثل أكله طازجًا، أو مطهيًا بالقرفة، أو إضافته لسلطات الشتاء، أو تناوله كوجبة خفيفة قبل النوم لتحسين الهضم ومساعدة الجسم على الراحة.
ثالثًا: الفراولة – الفاكهة الحمراء المليئة بمضادات الأكسدة

رغم أن الفراولة تُزرع في أوقات مختلفة من العام، إلا أن موسمها الأبرز يكون في فصل الشتاء، وهي من الفواكه المفضلة لدى الكبار والصغار. تمتاز الفراولة بطعمها الحلو المنعش وقيمتها الغذائية العالية.
تحتوي الفراولة على كمية كبيرة من فيتامين سي، تفوق أحيانًا تلك الموجودة في البرتقال، وهو ما يجعلها داعمًا قويًا للجهاز المناعي في الشتاء. كما تحتوي على مضادات أكسدة قوية مثل الأنثوسيانين، التي تمنحها اللون الأحمر الزاهي وتحمي الجسم من الالتهابات وأمراض القلب.
وتُعد الفراولة مفيدة لصحة البشرة بشكل كبير، إذ تساعد على تحسين نضارتها ومحاربة التجاعيد بفضل دورها في تعزيز إنتاج الكولاجين. كما تعمل مضادات الأكسدة الموجودة فيها على تقليل تأثير عوامل الشيخوخة.
وتلعب الفراولة دورًا مهمًا في دعم صحة القلب، فهي تقلل الالتهابات وتحسن الدورة الدموية. كما أن تناولها بانتظام يساعد في خفض ضغط الدم نظرًا لاحتوائها على البوتاسيوم الذي يعمل على ضبط توازن السوائل والجهاز القلبي الوعائي.
ومن الفوائد المهمة للفراولة أنها منخفضة السعرات الحرارية، ما يجعلها خيارًا مثاليًا للأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا لإنقاص الوزن. كما تحتوي على الألياف التي تنظم الهضم وتمنح الشعور بالشبع لفترات أطول.
ويساعد تناول الفراولة أيضًا في تحسين مستويات السكر في الدم لأنها تحتوي على مركبات تحسّن استجابة الخلايا للأنسولين. كما تلعب دورًا في صحة العيون لاحتوائها على فيتامين A ومضادات الأكسدة التي تحمي شبكية العين.
ويمكن تناول الفراولة طازجة، أو إضافتها للزبادي، أو العصائر الطبيعية، أو استخدامها في السلطات الشتوية، لتكون عنصرًا غذائيًا متكاملًا خلال موسم الشتاء.
رابعًا: الرمان – كنز مضادات الأكسدة وداعم القلب الأول

الرمان من أقدم الفواكه التي عرفها الإنسان، ويتميز بقيمته الغذائية الهائلة، خاصة في فصل الشتاء. يحتوي الرمان على مستويات عالية جدًا من مضادات الأكسدة مثل البوليفينولات والأنثوسيانين، والتي تعطيه لونه المميز وتساهم في تعزيز صحة القلب وحماية الخلايا من التلف.
من أهم فوائد الرمان أنه يساعد في تقليل الالتهابات العامة في الجسم، وهو أمر بالغ الأهمية خلال فصل الشتاء عندما تزداد الأمراض التنفسية ونزلات البرد. وتعمل مضادات الأكسدة فيه على تقوية المناعة ومحاربة البكتيريا والفيروسات.
كما يساعد الرمان في تحسين صحة القلب، فهو يقلل الكوليسترول الضار ويرفع الكوليسترول الجيد، ويحسن الدورة الدموية. وتُشير دراسات إلى أن عصير الرمان قد يساهم في خفض ضغط الدم، مما يجعله مفيدًا لمرضى الضغط.
ويلعب الرمان دورًا مهمًا في دعم صحة الجهاز الهضمي، إذ يحتوي على نسبة جيدة من الألياف التي تعزز حركة الأمعاء وتمنع الإمساك. كما يساهم في تحسين صحة الكبد وتنشيط عملية الهضم.
ومن الفوائد الأخرى للرمان أنه يساعد في تحسين الذاكرة وتقليل التوتر، بفضل وجود مركبات طبيعية تهدئ الأعصاب وتقوي وظائف الدماغ. كما يعمل على تحسين صحة البشرة ومحاربة التجاعيد بسبب محتواه العالي من فيتامين سي ومضادات الأكسدة.
كما أن الرمان مفيد لمرضى فقر الدم، إذ يساعد في رفع الهيموجلوبين وتحسين امتصاص الحديد. وهو أيضًا خيار ممتاز للنساء خلال الشتاء لزيادة الطاقة وتقليل الإرهاق.
يمكن تناول الرمان كحبات طازجة، أو كعصير طبيعي، أو إضافته للسلطات والزبادي، ليكون عنصرًا غذائيًا مهمًا في النظام اليومي.
خامسًا: الجوافة – الفاكهة المقاومة للإنفلونزا وصديقة الجهاز التنفسي

الجوافة من أهم فواكه الشتاء التي تلعب دورًا كبيرًا في الوقاية من نزلات البرد والإنفلونزا. فهي من أغنى الفواكه بفيتامين سي، حيث تحتوي الجوافة الواحدة على كمية من هذا الفيتامين تفوق تلك الموجودة في البرتقال.
هذه النسبة العالية من فيتامين سي تجعلها الخيار الأول لدعم المناعة خلال موسم البرد.
كما تحتوي الجوافة على مجموعة كبيرة من الفيتامينات مثل فيتامين A وE وK، بالإضافة إلى الألياف الغذائية التي تساعد في تحسين عملية الهضم ومنع الإمساك. وتعمل الجوافة أيضًا على ضبط مستويات السكر في الدم، بفضل الألياف التي تبطئ امتصاص الجلوكوز.
وتتميز الجوافة بفوائد عظيمة للجهاز التنفسي، فهي تقلل من أعراض السعال والتهاب الحلق وتساعد في طرد البلغم. وتُعد مناسبة جدًا للأطفال خلال الشتاء، حيث تحميهم من العدوى وتساعدهم على التنفس بشكل أفضل.
كما تحتوي الجوافة على مضادات الأكسدة التي تحمي الخلايا من التلف وتحارب الالتهابات في الجسم. وتُعرف الجوافة أيضًا بدورها في تعزيز صحة العين بفضل احتوائها على فيتامين A.
ومن الفوائد المهمة للجوافة أيضًا أنها تعزز صحة البشرة وتمنحها إشراقة طبيعية، لأنها غنية بفيتامين سي الذي يعزز إنتاج الكولاجين ويحارب الجفاف الشتوي. كما أنها قليلة السعرات الحرارية، ما يجعلها خيارًا ممتازًا للرجيم.
ويمكن تناول الجوافة طازجة أو كعصير، أو استخدامها في السلطات والعصائر الطبيعية، لتكون عنصرًا غذائيًا أساسيًا في الشتاء.