فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

فوائد البطاطا الحلوة، سلاح طبيعي لتنظيم سكر الدم ويمنع تقلباته الحادة

البطاطا الحلوة، فيتو
البطاطا الحلوة، فيتو

 البطاطا الحلوة جزءًا أصيلًا من الأنظمة الغذائية حول العالم، لكنها تجاوزت كونها مجرد طعام لذيذ ومريح إلى كونها موضوعًا علميًا متزايد الأهمية.

فوائد البطاطا الحلوة 

 فبحسب دراسات حديثة، قد تلعب هذه الخضراوات الجذرية دورًا محوريًا في تنظيم مستويات السكر في الدم، ما يجعلها حليفًا طبيعيًا في مواجهة داء السكري من النوع الثاني بحسب ما نشر على Health Shots. 

بخلاف الأطعمة النشوية الأخرى، تطلق البطاطا الحلوة السكر ببطء في مجرى الدم، مما يساعد على منع تقلباته الحادة.

ومع انتشار مرض السكري، يتجه الباحثون إلى دراسة المركبات النشطة في البطاطا الحلوة لفهم قدرتها على ضبط مستوى الجلوكوز وتحسين التوازن الأيضي للجسم.

مركبات طبيعية تنظم السكر

كشفت مراجعة علمية نشرت في مجلة "فودز" وشملت 28 دراسة عن أن البطاطا الحلوة تحتوي على مركبات نباتية فعالة مثل الأحماض الفينولية والفلافونويدات والأنثوسيانين، تسهم جميعها في تحسين تنظيم سكر الدم.

فوائد البطاطا الحلوة 
فوائد البطاطا الحلوة 

 تعمل هذه المركبات عبر مسارات أيضية متعددة للتحكم في نشاط الأنسولين والجلوكوز داخل الجسم.

ومن بين الأنواع الأربعة الرئيسية  البيضاء، والأرجوانية، والبرتقالية، برزت كل واحدة منها بخصائص مختلفة مرتبطة بتأثيرها على سكر الدم. 

فالأصناف الأرجوانية مثلًا غنية بالأنثوسيانين الذي يحسّن حساسية الأنسولين ويقلل الالتهاب، بينما تحتوي البطاطا البيضاء على بوليفينولات تُساعد في الحفاظ على وظيفة خلايا البنكرياس ودعم إنتاج الأنسولين.

كيف تعمل البطاطا الحلوة داخل الجسم؟

تشير الدراسات إلى أن مستخلصات البطاطا الحلوة البيضاء والأرجوانية تحمي خلايا بيتا في البنكرياس المسؤولة عن إفراز الأنسولين، مما يُسهم في الحفاظ على توازن سكر الدم. كما أظهرت التجارب الحيوانية أن تناول هذه المستخلصات يُعزز إفراز الأنسولين ويُخفف الإجهاد التأكسدي.

إلى جانب ذلك، تبطئ مركبات البطاطا الحلوة عملية هضم الكربوهيدرات من خلال تثبيط إنزيمات مثل ألفا-غلوكوزيداز وألفا-أميلاز، مما يقلل من امتصاص الجلوكوز ويمنع الارتفاع المفاجئ لسكر الدم بعد الوجبات  وهي آلية تُشبه بعض أدوية السكري لكن دون آثارها الجانبية الهضمية.

التنوع وطريقة الطهي يصنعان الفارق

تختلف فوائد البطاطا الحلوة بحسب نوعها ولونها وطريقة إعدادها، فالأصناف الأرجوانية أغنى بالأنثوسيانين، في حين تُعد البيضاء أكثر احتواءً على الأحماض الفينولية. 

كما يؤثر نضج النبات وطرق الطهي في تركيز المركبات النشطة، إذ يُحافظ السلق والطهي على البخار على مضادات الأكسدة أكثر من القلي أو الخَبز.

حتى أوراق البطاطا الحلوة تملك قيمة غذائية كبيرة، فهي غنية بمركبات تُخفض مستويات الجلوكوز، وقد تكون أكثر فاعلية أحيانًا من الدرنات نفسها.

غذاء وقائي وعلاجي

يعاني أكثر من 537 مليون شخص حول العالم من داء السكري من النوع الثاني، وهو رقم مرشح للزيادة. 

ضورغم توفر العديد من العلاجات، فإن معظمها يُعالج الأعراض لا الأسباب. هنا تبرز البطاطا الحلوة كخيار طبيعي يُقدّم نهجًا أكثر شمولية.

فقد أظهرت دراسات أن  البطاطا البيضاء تحسّن حساسية الأنسولين ويخفض مؤشر الهيموغلوبين السكري (HbA1c)، إضافة إلى تحسين مستويات الكوليسترول.

وتتعدى فوائد البطاطا الحلوة ضبط السكر، إذ تُقلل الالتهابات والأضرار التأكسدية، وتُبطئ أليافها الطبيعية عملية الهضم مما يُساعد في التحكم بامتصاص السكر.

 

رغم النتائج الواعدة، يؤكد الباحثون ضرورة توحيد معايير الجودة، لأن تركيز المركبات النشطة يختلف باختلاف نوع النبات والمناخ وطرق الزراعة والمعالجة.

 وتستهدف الدراسات المستقبلية تحديد "بصمات الجودة" التي تضمن ثبات الفاعلية عند استخدام البطاطا الحلوة أو مستخلصاتها كوسيلة داعمة لعلاج السكري.