الأعراض الخاصة للتصلب المتعدد لدى النساء
التصلب المتعدد، كغيره من الحالات الصحية، لا يفرق بين شخص وآخر. يمكن تشخيص أي فرد بهذا المرض المناعي الذاتي الذي يصيب الدماغ والحبل الشوكي، لكنه مرض يؤثر على النساء بشكل غير متناسب، وتُظهر الإحصائيات أن احتمالية إصابة الإناث بالتصلب المتعدد هي أكثر بثلاث مرات من الذكور.
لماذا تختلف أعراض التصلب المتعدد لدى النساء؟
يواصل البحث حول الروابط المحتملة بين التصلب المتعدد وهرموني الإستروجين والبروجستيرون على وجه الخصوص.
فتشير الأبحاث إلى أن هذه الهرمونات الجنسية قد تساعد في حماية الجهاز المناعي والخلايا العصبية، مما قد يلعب دورًا في طريقة تطور أو تقدم التصلب المتعدد، وفقًا لموقع “Cleveland Clinic” الطبي.

وعلى الرغم من أن الإستروجين والبروجستيرون يؤثران أيضًا على صحة الرجال، إلا أنهما يرتبطان في الغالب بصحة الإنجاب لدى الإناث، حيث يعملان على تنظيم الدورة الشهرية وعمليات أخرى.
عوامل أخرى قد تلعب دورًا في أعراض التصلب المتعدد لدى النساء تشمل:
الاستجابة المناعية: بشكل عام، تكون النساء أكثر عرضة للإصابة بأمراض المناعة الذاتية من الرجال، ويُعزى ذلك على الأرجح إلى اختلافات في أجهزتهن المناعية.
العوامل الوراثية: تُظهر الأبحاث أن جينًا معينًا يسمى HLA-DR15 يرتبط بقوة بالتصلب المتعدد. حوالي 25% من الأشخاص يحملون هذا الجين، وتكون الإناث أكثر عرضة لأن يكن حاملات له.
السمنة: التصلب المتعدد هو مرض التهابي مزمن، وتُعد دهون الجسم (خاصة دهون البطن) عاملًا معروفًا يساهم في الالتهاب. تشير الدراسات أيضًا إلى أن السمنة في مرحلة الطفولة قد ترتبط بتطور التصلب المتعدد، خاصة لدى النساء.
مستويات فيتامين د: قد يلعب نقص فيتامين د دورًا في اضطرابات المناعة الذاتية مثل التصلب المتعدد. ووجدت مراجعة للدراسات أن النساء اللاتي اشتملت عاداتهن الغذائية على مستويات عالية من فيتامين د كن أقل عرضة للإصابة بالتصلب المتعدد بنسبة 33%.
الأعراض الخاصة لدى النساء المصابات بالتصلب المتعدد
بشكل عام، تتشابه أعراض التصلب المتعدد بين الجنسين. ولكن هناك عدد قليل من الأعراض والتجارب الخاصة بالإناث:
الخلل الوظيفي الجنسي
تُظهر الدراسات أن ما بين 40% إلى 80% من النساء المصابات بالتصلب المتعدد يعانين من نوع من الخلل الوظيفي الجنسي. الأعراض الأكثر شيوعًا هي:
- مشاكل في الوصول إلى النشوة الجنسية.
- فقدان الرغبة الجنسية.
- جفاف المهبل.
- خدر في الأعضاء التناسلية.
قد تكون هذه الأعراض نتيجة مباشرة لآفات التصلب المتعدد والمشاكل التي تسببها، أو قد تكون ناجمة عن عوامل أخرى مثل الإرهاق المرتبط بالمرض، أو الاكتئاب، أو التغيرات في المثانة والأمعاء، أو حتى الآثار الجانبية للأدوية.
هذه الأعراض شائعة لدى النساء اللاتي يعشن مع التصلب المتعدد، ولكن غالبًا ما يتم تجاهلها أو عدم معالجتها، ومع ذلك، يمكن أن يكون للخلل الوظيفي الجنسي تأثير خطير على العلاقة ونوعية الحياة. تختلف العلاجات اعتمادًا على السبب، وقد تشمل استخدام مواد تشحيم قابلة للذوبان في الماء، أو إجراء تغييرات على الأدوية، أو تجربة العلاج السلوكي المعرفي (CBT).
تفاقم الأعراض قبل الدورة الشهرية
إذا بدا أن أعراض التصلب المتعدد تزداد سوءًا قبل بدء الدورة الشهرية مباشرة، فإن هذا الإحساس ليس وهمًا. ففي اليومين أو الثلاثة أيام التي تسبق الدورة، قد تعاني المريضة من تفاقم مؤقت لأعراض التصلب المتعدد، مثل:
- مشاكل التوازن.
- الاكتئاب.
- التعب والإرهاق.
- عدم تحمل الحرارة.
- ضعف العضلات.
تغيرات التصلب المتعدد أثناء الحمل
يتم تشخيص التصلب المتعدد في أغلب الأحيان بين سن 20 و40 عامًا. وتثير الرغبة في الإنجاب تساؤلات حول الخصوبة والحمل.
فإذا كانت المريضة تعاني من معدل مرتفع من الانتكاسات قبل الحمل، فهي معرضة لخطر أكبر لاستمرار نشاط التصلب المتعدد طوال فترة حملها. لكن الأبحاث تُظهر أن فترة الحمل بالنسبة للكثيرات هي فترة يتباطأ فيها نشاط المرض. وعادة، عندما تكون السيدة حامل وتعيش مع التصلب المتعدد، فإن معدل انتكاسات التصلب المتعدد ينخفض تدريجيًا طوال الأشهر الثلاثة. ومن ثم، خلال فترة ما بعد الولادة، هناك خطر من عودة نشاط المرض.
التصلب المتعدد وسن اليأس (انقطاع الطمث)
حوالي 30% من الأشخاص الذين يعيشون مع التصلب المتعدد هم من النساء في مرحلة ما حول سن اليأس أو سن اليأس نفسه. يمكن أن تسبب مستويات الهرمونات المتغيرة خلال هذا الوقت من الحياة أعراضًا تحاكي أو تتداخل مع تلك المرتبطة بالتصلب المتعدد، مثل:
- الضباب الدماغي (صعوبة في التركيز والتفكير).
- الاكتئاب والقلق.
- الإرهاق.
- مشاكل النوم.
قد يكون من الصعب معرفة ما إذا كانت هذه الأعراض ناتجة عن سن اليأس أو التصلب المتعدد أو كليهما. وعلى الرغم من عدم وجود بيانات كافية لتأكيد ما إذا كان سن اليأس يزيد من تفاقم التصلب المتعدد فعليًا، تُظهر الأبحاث أنه غالبًا ما يكون وقتًا تبدأ فيه القدرات البدنية والمعرفية في التراجع. لذلك، من المهم بشكل خاص العمل مع فريق الرعاية لإدارة أعراض التصلب المتعدد وسن اليأس معًا.
قد تساعد خيارات مثل العلاج بالهرمونات البديلة، والدعم النفسي، وتغييرات نمط الحياة (مثل تعديل عادات الأكل والنوم) في تحسين الأعراض ونوعية الحياة.