فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

لمسة وفاء في ذكرى النصر

في لمسة وفاء وعرفان، عبر مواطنون عن تقديرهم وحبهم للرئيس الأسبق حسني مبارك في ذكرى نصر أكتوبر المجيد بصورةً خالدةً مُكلَّلةً بالورد، تم رفعها على ضريح الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، تقديرًا لدوره الوطني ومشاركته البارزة في صناعة ذلك النصر العظيم، الذي أعاد لمصر والأمة العربية كرامتها وهيبتها.

 
لقد كان الرئيس الراحل حسني مبارك أحد رموز نصر أكتوبر وصُنّاع مجده، فهو قائد القوات الجوية الذي قاد ببراعة الضربة الجوية الأولى في السادس من أكتوبر عام 1973، تلك الضربة التي أفقدت العدو توازنه ومهَّدت الطريق أمام قواتنا المسلحة لعبور القناة وتحطيم أسطورة خط بارليف الحصين. لقد كانت ضربة البداية التي غيَّرت مجرى الحرب، وكتبت أول أسطر النصر في ملحمة عسكرية تُدرَّس حتى اليوم في أرقى الأكاديميات.


ومع اعتزازنا بدور مبارك العسكري المشهود، يبقى من الوفاء أن نُحيي ذكرى الرئيس الراحل أنور السادات، صاحب القرار التاريخي بالحرب والسلام. فقد خاض الحرب دفاعًا عن الكرامة والعزة، ثم اختار طريق السلام إدراكًا منه أن مصر كانت تواجه قوةً عظمى، وأن استمرار المعركة دون دعم عربي طويل الأمد لم يكن ليخدم الوطن. فكان قراره امتدادًا لشجاعة القائد الذي يعرف متى يقاتل، ومتى يمد يده لصنع مستقبل جديد لأبنائه.


إن ما جمع بين السادات ومبارك في تلك المرحلة الفارقة من تاريخ الوطن هو الإخلاص للواجب والإيمان بالوطن، فقد قدّما مع جيل أكتوبر أعظم دروس التضحية والبطولة، وأثبتا أن مصر قادرة على أن تنهض دائمًا برجالها، وأن تُسجِّل في دفتر التاريخ أن النصر لا يولد صدفة، بل تصنعه إرادة لا تلين.


تحية إعزاز وتقدير لروح كل شهيد في حرب العزة والكرامة، حرب أكتوبر المجيدة.. تحية عرفان لكل قطرة دم طاهرة روت أرض المعركة لتحرير كل شبر من ترابنا الغالي، ولكل من تبوأ مقعد الشهادة كي تحيا مصر عزيزة كريمة.  

وكم نتمنى أن تُصدر وزارة الثقافة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم كتيّبات موجهة للأجيال الجديدة، تروي تفاصيل المعركة ورموز النصر العظيم، ليعرف الأبناء عظمة التحديات وروعة النصر وحلاوته، وليدركوا أن الحفاظ على روح أكتوبر يكون بالعلم والعمل والإخلاص، حتى تبقى راية مصر خفاقة بين الأمم.