فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

بصمات غير حمساوية في الرد على خطة ترامب!

موافقة حماس على مقترحات ترامب ذكية.. ومناورة ملعوبة.. فها هي ذي بعد تأييد دول العالم لخطة الرئيس الأمريكي لم تقف أمام طوفان الإدانة الذي ينتظرها واتهامها بالتسبب في إفشال الاتفاق واستمرار القتال، وبالتالي استمرار شلال الدم في القطاع.. وها هي ذي تدير مباراة سياسية لأول مرة وتمارس لعبة السياسة وتؤكد استعدادها للإفراج عن جميع الرهائن الأحياء منهم والأموات!

لكن -ودائمًا في بلادنا ننتظر ما بعد لكن- يأتي بقية الرد ليقول إنها تؤكد استعدادها للانخراط على الفور في مفاوضات عبر الوسطاء لبحث التفاصيل الخاصة بخطة ترامب.. ثم “موافقتها على تسليم إدارة قطاع غزة لهيئة فلسطينية من المستقلين (تكنوقراط) بناءً على التوافق الوطني الفلسطيني واستنادًا إلى الدعم العربي والإسلامي”.. 

وما ورد في مقترح ترامب من قضايا أخرى تتعلق بمستقبل غزة وحقوق الشعب الفلسطيني فهذا مرتبط بموقف وطني جامع واستنادًا إلى القوانين والقرارات الدولية!

شكل -شكل- الرد يقول للعالم بالموافقة بينما مضمونه يعني العودة للتفاوض، وترامب لا ينتظر إلا الموافقة غير المشروطة، ولذلك على جميع الدول العربية والإسلامية الآن سرعة الترحيب بالرد السابق ودعمه!

الموافقة على تسليم القطاع لخبراء من السلطة الفلسطينية موجودة في خطة ترامب لكن مع وجودهم منفذين تحت قيادة مجلس السلام الذي يرأسه ترامب، وبالتالي هم موظفون وليسوا أصحاب قرار.. وهكذا في باقي النقاط تُفرغ حماس المبادرة من مضمونها، وبالتالي ننتظر الرد الأمريكي!

الرد جاء مساء الجمعة قبل يومين من مهلة ترامب.. وهي رسالة تقول إنها ناقشت ووافقت بعيدًا عن الضغوط، وأنها تمارس اجتماعاتها عبر مختلف دوائرها السياسية والعسكرية دون قيود أو محاذير!ولم يتطرق الرد إلى تسليم السلاح ولا إلى مستقبل الحركة ولا الي مصير قياداتها داخل وخارج القطاع!

الكرة عادت إلى ترامب.. بل للمعسكر الآخر كله.. والعالم سينتظر منه الآن الرد على الرد.. أو البداية الحقيقية للمبارة التي يخطط لها!          

بصمات أصابع وعقول غير حمساوية في الرد!