فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

خطة ترامب.. خيارات الجحيم!

تبدو المقاومة الفلسطينية في كلا الخيارين شديدة المرارة.. ونقفز إلى صلب الموضوع: نقف أمام خطة ملخصها ضرورة تسليم الأسرى الإسرائيليين خلال الساعات القادمة، ثم تسليم السلاح، ثم خروج المقاومة من الخدمة تمامًا -إما بالخروج من القطاع ذاته أو بإعلان التوبة في الداخل والحصول على عفو! في مقابل ذلك ينسحب جيش العدو لتحل محله قوات شرطة العدو! وليس الشرطة الفلسطينية! بعد مفاوضات بين جيش العدو والدول الضامنة والولايات المتحدة!

أين السلطة الفلسطينية؟! لا نعرف.. أين الفلسطينيون عمومًا؟! لا نعرف.. السقف الزمني لانسحاب العدو؟! لا يوجد! ستتم مناقشة الدولة الفلسطينية.. متى؟ بعد الانتهاء من إعمار غزة! وبعد إجراء إصلاحات للسلطة الفلسطينية تُتم بأمانة! 

ما هي معايير الإصلاح؟! لا نعرف.. وما هي معايير الأمانة؟! لا نعرف.. ما هي شروطها وشكلها ومحدداتها؟! لا نعرف.. ومتى تنتهي إعمار غزة؟! لا نعرف.. من سيشرف على الإعمار؟! إدارة دولية من قادة بعض الدول.. هل فيهم قادة عرب؟! لا.. ولا فلسطينيون؟! لا.. هذا تشكيل يَترأسه الرئيس ترامب سيسميه "مجلس السلام"!

 

وما الضمان لتنفيذ أي من ذلك بعد تسليم أسرى العدو؟! ضمانة أمريكية! طيب، ما كانت هناك ضمانات سابقة لم تُنفَّذ؟! هذا هو الموجود! طيب، ماذا لو رفضت المقاومة؟! سيفتح الجحيم عليها؟! هل هناك جحيم أكثر من ذلك؟! نعم.. وعلى المقاومة أن تتحمّل أمام الشعب الفلسطيني وأمام العالم مسؤولية رفضها واستمرار شلال الدم المتدفق على أرض القطاع!

هذا ملخص الموضوع.. من يقبل ذلك؟! هل هذا عدل؟! كيف يمكن التفكير في عرض -لسلام- تحت قصف إعلامي من ترامب؟! ومن نتنياهو؟!
مأزق شديد الصعوبة.. القسوة.. المرارة! هامش المناورة غير موجود إلا بطلب تعديلات! وما المتوقع؟! لا يمكن توقع شيء.. يمكننا فقط لعن أصحاب المقترح.. مع الانحياز لفكرة رفضه أو حدوث - بنسبة محدودة-  انقسام في المقاومة! 
وللحديث بقية.