ترامب والطريق إلى جائزة نوبل
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نجح مؤخرا في إطلاق مبادرة لوقف الحرب التي تشنها إسرائيل على الأراضي الفلسطينية في غزة وباقي المدن الفلسطينية منذ عامين وراح ضحيتها أكثر من ستين ألف شهيد فلسطيني وأصيب خلالها أكثر من مائة وخمسين ألفا من النساء والأطفال..
وكانت إسرائيل تتذرع بمواصلة هذه الحرب المدمرة لفلسطين والفلسطينيين انتقاما من هجوم حركة حماس علي منتجع اسرائيلي في ليلة السابع من أكتوبر منذ عامين والإسرائيليون يحتفلون بأحد أعيادهم وقتلت مجموعة منهم وأسرت آخرين.
وكشفت الهجمات الإسرائيلية المتواصلة ليل نهار بحجة البحث عن المخطوفين أن حكومة نيتنياهو ومجموعة المتطرفين بدأت في تنفيذ خطة جهنمية كانت جاهزة منذ عدة سنوات للقضاء علي القضية الفلسطينية نهائيا، وتدمير المدن والأحياء والمدارس والمستشفيات والمساجد والكنائس بالكامل وتسويتها بالأرض..
وقتل أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين وطرد الباقين وهجرتهم نهائيا، وأفشلت إسرائيل كافة المبادرات والمحاولات التي قامت بها الدول العربية في إطار الجامعة العربية، والمبادرات الفردية لمصر والسعودية وقطر والإمارات وغيرها من الدول، بينما تتواصل آلة التدمير الجهنمية الإسرائيلية في تنفيذ الخطة الإسرائيلية.
ومع بداية اجتماعات الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة كان الرأي العام العربي والعالمي والمظاهرات والاحتجاجات في العواصم العالمية وفي إسرائيل نفسها تطالب بوقف الحرب وإطلاق سراح المخطوفين والمسجونين، وأعلن الرئيس الفرنسي ماكرون اعتراف بلاده بدولة فلسطين..
وجاء بعده ستارمر رئيس وزراء بريطانيا صاحبة وعد بلفور ليعترف هو الآخر بدولة فلسطين، وتوالت الاعترافات حتي وصلت 157 دولة من أعضاء الامم المتحدة البالغ عددهم 197 عضوا، وبدات أسرائيل تشعر بالعزلة لدرجة ان أكثر من 80٪ من أعضاء الجمعية العامة غادروا القاعة عندما وقف نيتنياهو لإلقاء كلمته وسط هتافات معادية له ولإسرائيل.
واجتمع ترامب مع مجموعة من قادة الدول العربية والإسلامية وإستمع إليهم واقتنع بضرورة إنهاء هذه الحرب الخطيرة التي تهدد السلم والأمن العالميين، ولابد من الضغط علي نيتنياهو وحكومته من المتطرفين، وأطلق مبادرة جديدة تضم 21 بندا تنهي هذه الأزمة..
في مقدمتها الوقف الفوري لإطلاق النار وتسليم المخطوفين، والإفراج عن ألفين من الأسري الفلسطينيين، ومغادرة حركة حماس من الاراضي للفلسطينية، وإعادة إعمار الأراضي والمدن الفلسطينية التي دمرتها إسرائيل.
وأعلن ترامب هذه المبادرة مساء أول أمس بعد مباحثات مطولة مع نيتنياهو الذي اضطر للموافقة عليها بعد ضغط الرئيس الامريكي، وتنفس العالم الصعداء علي أمل ان تنتهي مأساة فلسطينية بدأت عام 1948.
وشعر الرئيس الامريكي بالسعادة لهذه النهاية، وشعر انه بدأ طريقه لتحقيق حلمه بالفوز بجائزة نوبل للسلام بعد عودة السلام للقدس مدينة السلام وللأرض الفلسطينية.