البكالوريا بالإكراه في مطروح!
ما الذي يمكن أن يدفع مدير مدرسة ثانوية أن يبدأ عامه الدراسي، وفي اليوم الأول.. في الأسبوع الأول.. بما يعكر صفو العام الدراسي كله؟! ما الذي يمكن أن يجعل مدير مدرسة ثانوية شهيرة وكبيرة في محافظة مهمة ليستهل عمله بالمشاكل والمنغصات؟! ما الفائدة التي يمكن أن تعود على مدير مدرسة بأن يلتحق الطلبة بنظام البكالوريا الجديد؟! وفي ظل تعليمات صارمة -أو هكذا فهمنا- بأن الأمر اختياري؟!
هل هناك عدد من الطلاب ممن سيتقدمون لهذا النظام مطلوب تحقيقه؟ ومطلوب تحقيقه بأي شكل؟! حتى ضغطًا وإكراهًا؟! هل هناك فائدة ما سيجلبها ذلك للمدرسة؟ ستحصل على المركز الأول في عدد الملتحقين بالبكالوريا على مستوى المحافظة مثلًا؟! مستوى إقليم الإسكندرية مثلًا؟! الجمهورية مثلًا؟! القارة؟!
وكيف يجرؤ أصلًا مدير مدرسة على إرباك حال العملية التعليمية في ساعاتها الأولى؟! ولـ سبعين طالبًا؟! في مستقبلهم وخططهم لحياتهم وحياتهم نفسها؟! وكيف له أن يخالف تعليمات وزارته ووزيره؟ محافظه ووكيل التربية والتعليم؟!
هل شاهدتم أعزائي القراء؟! كيف يمكن كتابة مقال طويل عريض على هيئة أسئلة من فرط الدهشة؟! من حجم العجب؟! ومن كم الغضب؟!
هذا بلاغ لوزير التربية والتعليم.. مدير مدرسة الشهيد عبد الكريم حجاج يتدخل في توجيه الطلبة ضد رغباتهم.. ويهدد ويتوعد.. والأهالي يصرخون من إنذارهم بوعيد بنقل الطلبة إلى أماكن بعيدة.. مدارس بعيدة.. عشرات الكيلومترات. وهو وعيد لا يملكه، ولا يستحقه الطلبة، ولا يليق بأهالي مطروح.. ولا يحتمله الظرف العام أصلًا!