فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

رسالة إلى أسير محرر

إليك يا من تحمل هموم أهلك وناسك، من يعتصرهم الألم لفقد الأرض والأحبة والإخوة والأبناء، يا من تحمل على كتفيك مفاتيح القضية العادلة، وأعمدة البيوت التي هدمها الغزاة المستعمرون، تتار العصر، وبنوا فوقها مستوطنات ليجتمع تحت سقفها شتاتهم اللعين.


إليك أيها البطل، ويا رمز الفداء والتضحية بالغالي والنفيس، بالجسد والدم والروح.. يا من تفتحت عيناك على رائحة القنابل والمفرقعات، واعتادت أذناك سماع أصوات الانفجارات وأزيز الرصاص، ونواح الثكالى، وأنين الجرحى، وبكاء اليتامى.


أزجي إليك تحياتي العاطرة، ولست أدري؛ هل أهنئك بنجاتك من الأسر، وتحررك من قيود المحتل النازي، أم أعزيك في إخوانك الذين يتساقطون، بل يرتقون، تحت معاول الظالمين، وضربات لعقة الدم، وعلى أثر الجوع والعطش، ونقص الدواء، بل والهواء!


لست أدري هل أبارك لك صمودك، وانتصاراتك في مواجهة كل مؤامراتهم ومحاولاتهم لإسقاطك في شراكهم، ودفعك للإدلاء ببعض ما تعلم من أسماء وأماكن زملائك من الفدائيين والاستشهاديين الأفذاذ، أم أشد على يديك مواسيا لرحيل ٱبائك وأمهاتك حزنًا وكمدا بعد محاصرتك وأسرك؟!


ما أثلج قلبي وشرح صدري هو الدموع التي انسالت من عيون شباب سمعوا عن بطولاتك وأقرانك، وتلك القشعريرة التي سرت في أوصالي وأنا أرقب ردود أفعالهم، وهم يهتفون بحياة فلسطين، وحرية فلسطين، والموت لإسرائيل.


ٱنئذ أيقنت أنها إرهاصات النصر، ونهاية الغاصبين، رغم أن هناك من يساندهم ويدعمهم ويمد لهم يد العون.. إن إرادة الشعوب من إرادة الله تعالى، ما دامت تلك الشعوب تدافع عن الحق السليب.

ذلك الحق الذي دفع أبطال أرواحهم فداء له.. أبطال مثل: جمال عبد الناصر.. عبد المنعم رياض.. إبراهيم الرفاعي.. سيد زكريا خليل.. ياسر عرفات.. يحيى عياش... فتحي الشقاقي، خليل الوزير أبو جهاد، صلاح خلف أبو إياد، وغيرهم كثر.
ذلك الحق الذي سقط من أجله أكثر من 150 ألف شهيد فلسطيني.. منذ نكبة 1948، ونحو 20 ألف شهيد مصري.