فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

أخطر من العملية العسكرية، الكشف عن وثيقة إسرائيلية تمهد لتوجيه ضربة شاملة ضد قطر

أمير قطر الشيخ تميم
أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، فيتو

كشفت مصادر سياسية إسرائيلية، عن مضمون وثيقة أعدت في أروقة حكومة الاحتلال واليمين المتطرف، تفيد بتبني تل أبيب، حملة تحريض ضد قطر تحمل أهدافا تفوق مجرد الضربة الخاطفة، واغتيال قادة حماس، ويمكن وصفها بتحضير الرأي العام الدولي لتوجيه ضربة شاملة ضد قطر.

حملة تحريض إسرائيلية ضد قطر لدى الغرب وأمريكا

وقال خبير استراتيجي، إن حملة التحريض ضد قطر، بدأت قبل الهجوم بعدة أسابيع في إطار تحضير الأذهان في الغرب لعملية كبيرة ضد الدوحة، حتى أنها بلغت حد اعتبار قطر جزءًا من المحور الإيراني.

 

فيما كشفت مصادر لصحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، عن وثيقة أُعدت في هذا الإطار وجاء بها: “تجد الولايات المتحدة نفسها في خضم حملة عالمية جديدة؛ ليست حربًا بالمعنى التقليدي للدبابات وخطوط الجبهة، بل صراعًا شاملًا على السيطرة والأفكار والنفوذ. تواجهها كتلة منسقة تضم 5 ديكتاتوريات: روسيا، والصين، وكوريا الشمالية، وإيران، وقطر”.

 

وأضافت الوثيقة وفق الصحيفة: “هذه الدول توحد جهودها، سرًا وعلانية، عن وعي أو دون وعي، في محاولة لتقويض وربما إسقاط النظام الليبرالي الديمقراطي الذي بنته الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية”.

نتنياهو، فيتو
نتنياهو، فيتو

وتابعت الوثيقة التحريضية ضد النظام القطري: "إنه صراع يختلف جوهريًا عن نزاعات القرن العشرين. لا يدور حول تحالفات رسمية، بل حول عمل متزامن، معقّد وغير رسمي. أدواته متعددة وتتمثل في الاقتصاد العالمي، ووسائل التواصل الاجتماعي، والتكنولوجيا المتقدمة، وسلاسل التوريد، ووسائل نفسية، ومعرفية، وسياسية ذات قوة هائلة. ومنذ غزو روسيا لأوكرانيا، دخل العالم مرحلة جديدة تشهد تحوّل التنافس الاستراتيجي إلى ساحة عمليات دائمة، تُخاض فيها الحرب عبر الفضاء السيبراني والمعرفي والتجاري».

وثيقة إسرائيلية تضع قطر ضمن محاور الشر العالمية

وجاء في الوثيقة التي أعدها خبراء في اليمين الإسرائيلي المتطرف: "هناك محوران متكاملان يعملان في آنٍ واحد ضد الولايات المتحدة، كل منهما بأسلوبه، لكنهما يسعيان نحو هدف مشترك، ألا وهو تفكيك النظام الأمريكي.. الأول هو المحور العقلاني الاستبدادي، وتقوده الصين وروسيا. إنه صراع على الموارد، والتكنولوجيا، وبنية القوة الدولية. تدفع الصين بنموذج رأسمالية مستبدة خاضعة لرقابة الدولة، وتخترق الأسواق الغربية وتستولي على البنى التحتية الاستراتيجية. أما روسيا، فتمارس حربًا هجينة ونفوذًا سياسيًا بهدف تفكيك حلف الناتو وزعزعة الثقة الأمريكية. وتندمج كوريا الشمالية في هذا المحور عمقًا استراتيجيًا لروسيا ووكيلًا للصين..

 

حملة الاحتلال الإسرائيلي اعتمدت على ادعاءات واهية، وصلت حد القول إن قطر تسعى لزعزعة الثقة بالنفس لدى الإدارة الأمريكية، وظهر ذلك في المحور الثاني الذي قالت إنه "راديكالي إسلامي، تقوده إيران وقطر. وهو محور يشكل تحديًا بارزًا ومعقّدًا، تعمل إيران بشكل علني وقسري، منطلقة من رؤية شيعية راديكالية تسعى لفرض الشريعة بوصفها قيمة إنسانية كونية. أما قطر، فهي دولة سُنّية تدعم وتستضيف جماعة الإخوان المسلمين، وتستخدم أسلوبًا أكثر هدوءًا ودهاءً. إنها تموّل وتروّج لانتفاضة أيديولوجية عالمية ضد القيم الأمريكية، مستغلة بشكل تلاعبي مؤسسات المجتمع المدني، والجامعات، والإعلام في العالم الحر.

 

وزعمت  الوثيقة التحريضية الهادفة لتوجيه ضربة عسكرية ضد قطر وربما إسقاط نظامها، أنه رغم ما وصفته بـ الخلافات العقائدية والعداوة التاريخية بين إيران وقطر، فإن هناك تعاونًا استراتيجيًا واضحًا، وغالبًا خفيًا، بين هذين التيارين ضمن مسيرتهما الأيديولوجية المشتركة ضد القيم الأمريكية والنظام العالمي. هذان المحوران يلتقيان، أيديولوجيا واقتصاديًا وعسكريًا، لهدف واحد هو تقويض ثقة أمريكا بنفسها، وطرح نظام اجتماعي عالمي بديل، سواء تحت حكم استبدادي أو ديني إسلامي متشدد.