كيف نفرح ونحتفل برسول الله؟!
الفرح برسول الله عليه الصلاة والسلام وعلى آله والاحتفال بذكرى مولده الشريف جائز شرعا ومستحب، بل واجب على كل مسلم محب صادق مقر بفضله عليه الصلاة والسلام وشكره، وفي الحديث القدسي يقول سبحانه وتعالى: "لن تشكروني حتى تشكروا من أجريت النعمة على يده"، والله تعالى لم يجري نعمة الإسلام على يد الرسول فقط بل جعله عليه الصلاة والسلام هو نعمته العظمى ورحمته المهداة إلى العالمين..
ولا شك أن أكثر المسلمين حبا للرسول الكريم أهل التصوف الحقيقي السني التابعين لهديه القويم وسنته الرشيدة، التصوف الخالي من الشطط والخزعبلات والمبني على منهج الإسلام وشريعته الغراء، والذي أساسه الحب والصدق والإخلاص..
ولكن هناك للأسف من ينتسبون للصوفية شكلا وهم أبعد ما يكونوا عن التصوف، والذي معناه الزهد فيما سوى الله تعالى والتخلق بأخلاق الهادي البشير السراج المنير صلى الله عليه وعلى آله وسلم، هؤلاء المتسوفة يأتون أثناء الإحتفال بالمولد النبوي الشريف بأفعال ما أنزل الله بها من سلطان، كلها بدع وضلالات تتنافى مع الأدب والأخلاقيات..
هنا سؤال يطرح نفسه وهو كيف نفرح برسول الله ونحتفل بذكرى مولده الشريف؟
الإجابة: أولا، بإحياء سنته الرشيدة والتمسك بهديه القويم.. ثانيا، بعقد مجالس العلم وتذكير المسلمين بهدي وأخلاقه العظيمة عليه الصلاة والسلام..
ثالثا، بعقد مجالس الذكر الشرعي وكثرة الصلاة والسلام على حضرته وعلى آله الأطهار.. رابعا، بإطعام الطعام وجبر خاطر الفقراء والمساكين والأرامل وإدخال السرور على قلوبهم.. خامسا، بتجديد التوبة والرجوع إلى الله تعالى والسعي إلى الصلح معه سبحانه والتقرب منه، وأخذ العهد على النفس بطاعة الله عز وجل ورسوله..
سادسا، أن نلزم باب المجاهدة.. مجاهدة النفس بمخالفة هواها وتهذيب شهواتها وإسقاط الأنا العالقة بها حتى تتزكي ويفرح بنا الله تعالى ورسوله..
يا أحباب إن كنا حقا صادقين في محبة الله تعالى وسيدنا رسول الله عليه وعلى آله الصلاة والسلام علينا أن ندلل على ذلك، باتباع الحبيب المصطفى لقول الله جل جلاله "قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ".. الفرح برسول الله ليس بالرقص والطبل والزمر والتمايل يمينا ويسارا.. الفرحة في القلب والإعلان عنها يكون بالأدب والإلتزام..