الشباب بين النجاح والفشل
شبابنا بخير.. لا أشك في ذلك.. رغم الظواهر المؤسفة، رغم بعض الحوادث الغريبة على مجتمعاتنا وعاداتنا.. إلا أن شبابنا بخير، وسيبقى كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. دليلي ما حدث بعد ثورة يناير 2011..
فكلنا شاهدنا وعايشنا مبادرات الشباب من تلقاء أنفسهم، بحراسة الشوارع والبيوت في كل مكان، وتنظيف الحارات والشوارع، وتجميل وتشجير الميادين، بدون توجيهات ولا أوامر من جهات رسمية ولا حتى نصائح من أحد.. هذا هو معدن شباب مصر الحقيقي.
أثناء وبعد حرب أكتوبر المجيدة لم يدخل أحد قسم شرطة، لا مخالفات ولا خروج عن القوانين، ولا مشاجرات ولا مشاحنات. بل إن كثيرًا من الأزمات والخلافات تم حلها تلقائيا. وعندما ضربت طائرات إسرائيلية سجن أبي زعبل انهدمت الجدران وخرج المسجونون لكنهم عادوا بمحض إرادتهم.
لن أكرر الحديث عن البطولات والإنجازات الإعجازية في كل حروب مصر على مر العصور، لكني سردت بعض الوقائع التي حدثت في ظروف عادية تقريبا لكي يتأكد الجميع أن شبابنا بخير فلا داعي للتعميم والتهويل والانتقاص من القيمة العظيمة لشبابنا.
شباب مصر ليس صناع المحتوى التافه أو الخادش للحياء الذين يتم القبض عليهم يوميا بجهود عظيمة من رجال وزارة الداخلية، ولا القاضي أيمن حجاج، ولا... ولا....، شباب مصر الحقيقي هم محمد صلاح، وبسنت حميدة، وعلي فرج، ونور الشربيني، ونور الطيب، مصطفى عسل، وإبراهيم رفاعي، ومحمد مبروك، وأحمد منسي، وأحمد زويل.. وغيرهم ملايين.
شباب مصر هم من يعملون ليل نهار من أجل الحفاظ على أسرهم، هم من يعملون في صمت من أجل رفعة الوطن، فيعملون ويبتكرون ويخترعون وأسمائهم تزين جامعات العالم كله..
ثقوا في شباب مصر الحقيقي، وادعموه.. والفظوا الشواذ، والفاسدين، وربوا أبناءكم على حب النماذج الصالحة الناجحة لكي يقلدوها، ويصبحوا مثلها.