فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

يحتوي على "ربعة القرآن"عمرها 500 عام، حكاية مسجد الحلبي بالبحيرة (صور)

المسجد الحلبي في
المسجد الحلبي في البحيرة، فيتو

يعد مسجد الحلبي في قرية إدفينا من أهم المساجد التاريخية التي توجد بمحافظة البحيرة، لما له من تاريخ عظيم، ويعتبر من أبرز المعالم الإسلامية في منطقة الدلتا، وبني المسجد عام 1275 هجريا 1858 ميلاديا على أنقاض مسجد قديم، وسمي نسبة إلى الشيخ عبد الرحمن الحلبي، الذي جاء من مدينة حلب واستقر في مصر، وتحديدا مدينة القاهرة ليكمل دراسته ومن بعدها تولى القضاء في منطقة البحيرة.


 

وقرر الحلبي حينها أن يستقر بقرية ادفينا بمحافظة البحيرة حتى توفى، وأقام أهل القرية ضريحا له داخل المسجد، ونسب إليه إلى يومنا بمسجد عبد الرحمن الحلبي، وذلك بسبب سيرته الطيبة بين الأهالي.

 

ويتميز المسجد بتاريخه الكبير وقيمته العظيمة في مدينة رشيد، وذلك بسبب العثور على صندوق ربعة القرآن الكريم مكتوبة بخط اليد ،ويرجع تاريخه إلى عام 919 هجريا أي إنه يتجاوز خمسة قرون، وربعة القرآن هو صندوق يضم أجزاء من المصحف الشريف، ومقسم كل ربع يضم ربع الحزب من القرآن يقرأ منفصلًا، ثم يعاد إلى الجزء المخصص له في الصندوق.

 

كما يتميز المسجد بطرازه العثماني وزخارفه المعمارية البديعة، فقد كان سقفه الأصلي مكوَّنًا من أنصاف قباب، قبل أن يُستبدل لاحقًا بعقود ذات طابع معماري مميز، والقبة الرئيسية تغطي ضريح الشيخ الحلبي، وتزينها زخارف من الطوب المنحور على الطراز الرشيدي والبلاط القيشاني يغطي جدران حجرات الضريح ببلاطات ملونة مستوردة من كوتاهية التركية.

المسجد الحلبي في البحيرة، فيتو
المسجد الحلبي في البحيرة، فيتو
المسجد الحلبي في البحيرة، فيتو
المسجد الحلبي في البحيرة، فيتو
المسجد الحلبي في البحيرة، فيتو
المسجد الحلبي في البحيرة، فيتو

بالإضافة إلى وجود قبة الأنصاري وهي قبة صغيرة داخلية تغطي ضريحًا آخر ملاصقًا للمسجد وقبة تاج الدين والتي تقع بجواره من الجهة البحرية، ويعتقد أنها تعود إلى القرن الثاني عشر الهجري  كما يضم المسجد مئذنة تقليدية تكتمل بها ملامح البناء الإسلامي.


ويضم المسجد مكتبة كبرى تحتوي على كتب في علوم القرآن والتفسير والحديث والفقه، كما تعرض المسجد لخطر الإزالة في الماضي تحديا في أواخر التسعينات ضمن خطط إعادة البناء  إلا أن أهالي القرية تصدوا للفكرة، وقاموا بترميمه بالكامل مع الحفاظ على أصالته المعمارية، وأعيد افتتاحه مرة أخرى ليعد رمزا للهوية الإسلامية والتراث الثقافي في البحيرة.