فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

تصريحات اللواء مجاور!

جَرَى العرف في بلادنا -إلا في استثناءات قليلة جدًا- أن يتولى المحافظات الحدودية محافظون من خلفية عسكرية.. محافظات كبيرة ومساحات شاسعة، ومنها ما يتماسّ مباشرة مع العدو الأول والأبدي للبلاد، فضلًا عن تجاورها مع بلدان أخرى شقيقة، بما يجعلها دائمًا تحتاج إلى القرار الحاسم السليم في الوقت المناسب الصحيح!


وهذه معادلة تحتاج إلى من درسوا الأمن القومي ومحدداته، وأيضًا إدارة الأزمات وغيرها من مهارات تحتاجها هذه المحافظات!


إذًا لم يُختر اللواء خالد مجاور لشمال سيناء مصادفة، ولا لترتيب أو تستيف حركة محافظين والسلام.. إنما على معايير صارمة وفي ظروف شديدة الجدية، بل وشديدة الخطورة والارتباك والتوتر في المحيط الإقليمي كله.. 

 

والرجل ابن تلك المؤسسة الوطنية التي فوّضها المصريون لحماية أمن البلاد والعباد.. وفيها.. في هذه المؤسسة، عمل مجاور -مع حفظ الألقاب- في واحدة من أبرز المؤسسات انضباطًا في مصر.. المخابرات الحربية.. 

التي هي تتابع -من بين مهامها العديدة والمتعددة والمركبة- كل كلمة، وكل جملة، وكل عبارة تخرج من.. أو تُقال عن.. القوات المسلحة، وتتابع، وتتتبع، وتُحاسب، وتَحسب كل حرف يصدر عنها، وتُحلل، وتفكك، وتستوعب كل حرف يصل أو يُرسل إليها!


باختصار: لا حرف، ولا كلمة، ولا جملة، ولا عبارة، ولا فقرة، ولا صفحة، إلا ولها هناك ألف حساب.. طالما الهدف تأمين الوطن.. وفق فهم موضوعي وشكلي.. أي المضمون، ثم التوقيت والسياق!


الرجل -كذلك- تولى قيادة الجيش الثاني.. أي تسلم، ووضع، وتابع، وقاد خطط تأمين هذه المنطقة التي كان يقف فيها، والتي يتحدث عنها ويقصدها! لا محل للصدف إذًا عند أصحاب مهام محددة.. حساسة ومهمة.. ربما كل ما تراه معه ليس هو ما قد تراه مع غيره!

وتصريحات شخصية كهذه.. في توقيت كهذا.. عندما يُحذر فيها من سحق شامل لأي ولكل من سيقترب من حدود مصر.. فصدقوه! ونحن في بلادنا نصدقه.. والسيف أصدق أنباء من الكتب.. لكن التكلفة باهظة جدا.. لمن يحب أن يجرب.. إذا أحب أن يجرب! إذا يعني!