فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

الدور المصري الداعم للقضية الفلسطينية

 في كلمته التاريخية حول موقف مصر والأوضاع في غزة، أكد الرئيس السيسي أن موقف مصر ثابت ولن يتغير، وهو رفض التهجير لأنه سيؤدي إلى عدم إقامة الدولة الفلسطينية، وأنه حان الوقت لإنهاء الحرب؛ ووجه الرئيس نداءً عاجلا إلى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والأشقاء العرب بوقف الحرب وإدخال المساعدات..  

 

وفي كلمته بقمة بغداد مؤخرا قال الرئيس السيسي إنه حتى إذا قامت كل الدول العربية بالتطبيع مع إسرائيل فلن يتحقق السلام إلا بقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وهو ما يؤكد الموقف الثابت للدولة المصرية تجاه القضية الفلسطينية.

 

وبالنسبة لجماعة الإخوان الإرهابية فأقول مشروعكم فاشل بكل مستوياتكم منذ تأسيس جماعتكم عام 1928؛ لأن منهجكم الكذب والإدعاء والتضليل لتحقيق أهدافكم السياسية تحت غطاء الضرورة التنظيمية؛ ولن تنجح قنواتكم الخارجية التي يتحدث من خلالها شخصيات خانت مصر وتهاجم ليل نهار الدولة المصرية، ناهيك عن صفحاتكم الإلكترونية ومنصاتكم الفضائية التي تتهم مصر بإغلاق المعبر على الأشقاء في غزة.

 

التاريخ يشهد على دور مصر تجاه القضية الفلسطينية منذ 1948؛ وموقف مصر مسجل تاريخيا وسياسيا ودبلوماسيا وإنسانيا، وأكثر من 80% من المساعدات مرت عبر الأراضي المصرية.

 

ولإنعاش الذاكرة فمصر هي التي حولت القضية الفلسطينية من لاجئين إلى قضية شعب ودولة، وحدثت حروب متعددة لم يقتل مواطن فلسطيني برصاص مصري، ومصر بريئة من أي دم فلسطيني، ورغم كل محاولاتكم في الهجوم على مصر سوف نستمر في الدعم للأشقاء في فلسطين.

 

وكم كانت فرحة رائعة عندما شاهدت العديد من الأهالي في غزة يستلمون الأغذية والأدوية من الشاحنات المصرية، مهما تظاهرتم أمام السفارة المصرية في تل أبيب تطالبون بفتح المعابر من أجل التهجير وليس المساعدات، وفي هذا السياق شاهدت علم إسرائيل وأنتم ترفعونه، والله عيب وعار عليكم، أتتركون السفارات الإسرائيلية والسفارات الأمريكية التي تمنع عن الأشقاء الغذاء وتتظاهرون ضد جيرانكم، مصر أم الدنيا!

 

مهما نظمتم من وفود، ومهما قمتم بالتهديد والوعيد فإن المصريين سوف يلقنوكم درسا لن تنسوه حال اقتراب أي منكم من الحدود المصرية. ومهما كان دعم رئيس أمريكا لفكرة التهجير ومهما خرج علينا الخونة والهاربين من قنواتهم المعادية فلن يتغير الموقف المصري..

 

وفيما يتعلق بالمساعدات فإنه بشهادة الأشقاء في فلسطين أن المساعدات المصرية تتدفق إلى غزة يوميا من معبري زكيم شمال قطاع غزة وكرم أبو سالم، وذلك غير آلاف الشاحنات التي تنتظر الموافقة على دخولها إلى القطاع..  

 

وفي هذا السياق قالت لي صديقة من فلسطين: “نحن نقول للعالم كله مصر مش قافلة المعبر المصري والمعبر الفلسطيني هو المغلق والسبب الاحتلال”، وطلبت مني أن أكتب وأنشر على لسانها أن مصر الدولة الوحيدة التي تساند شعب غزة.. ناهيك عن سيدات أخريات من غزة طالبن حماس بتسليم الأسرى والأسلحة للسلطة الفلسطينية من أجل الحفاظ على حياة الباقين من أهل غزة. 

 

يا أعداء مصر في الداخل والخارج مشروعكم فاشل منذ عام 2012، عندما كنتم تتاجرون بالدين من أجل الوصول إلى الحكم في مصر، وأعلنتم أنكم ستحكمون مصر 500 سنة، ولكن الشعب كشفكم وعرف مخططاتكم الإجرامية بداية من العمليات الإرهابية الإجرامية يوم 28 يناير 2011 ودخول عناصر من حماس لفتح السجون وتهريب من عليهم أحكام جنائية ونشر الفوضى في مصر، تاريخكم أسود منذ عهود.

  

هدفكم منذ البداية نشر الفوضى في مصر من أجل إتمام عملية التهجير، ولكن مهما حرضتم الشباب على غلق أبواب السفارات في كل من هولندا والنرويج وفنلندا وتركيا، والهجوم على موظفين في سفارتنا كما حدث في مونتريال، فإن الشعب واعي ويعلم مخططاتكم الخبيثة.. تخدعون الناس باسم الدين ولو كنتم جماعة تدعون للعمل الصالح والتقوى ما زرعتم في عقول شبابكم كره الوطن، وأن الانتماء للجماعة لا للوطن.
  

ولقادة حماس نقول أنتم كاذبون تحاربون عن بعد، وتتاجرون بالقضية الفلسطينية، تعيشون في الخارج وأهلكم في غزة يموتون جوعا، ترفضون توقيع إتفاقية الهدنة خوفا على السلاح، وتتركون أهالي غزة يكتوون بنار الاحتلال وجرائمه. 

 

عن أي مقاومة تتحدثون لقد أعجبني تعقيب لشاب فلسطيني يقول أنتم عصابة ضد شعب فلسطين تأخذون المساعدات باسم المقاومة، أنتم صناعة إسرائيلية وأنتم جزء من الإخوان الإرهابيين.

 

وأخيرا لمن لا يقرأ التاريخ، فبعد سقوط بغداد اتجهت جيوش هولاكو الدموية إلى مصر لاحتلالها، إلا أن الجيش المصري بقيادة القائد قطز آنذاك لقن جيش التتار درسا قاسيا في فنون العسكرية في معركة عين جالوت.

وختاما لكل الدول العدائية والإخوان الإرهابية فأقول: لن تسقط مصر مهما عملتم وستبقي مصر منارة العالم، وكما قال الرئيس: كله هايتحاسب.

فنحن نتحرك وفق مسارات ثلاثة بشكل متوازي للوصول لاستقرار المنطقة، المسار الأول هو إدخال المساعدات للقطاع، والمسار الثاني الجهود والمفاوضات مع قطر وأمريكا للتوصل لهدنه بين إسرائيل وحماس والمسار الثالث حشد الدعم الدولي لإعادة إعمار غزة، من خلال خطة زمنية حتى يتم القضاء على مشروعهم الفاشل لتهجير الفلسطينين إلى سيناء.. وستظل مصر آمنة مطمئنة ليوم الدين، كما قال تعالي: "ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ".