فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

أهلًا في مصر برئيس الشعب الذي أذلّ الأمريكان!

رئيس فيتنام في مصر.. أهلًا بالضيف الكبير العزيز.. أصدقاء الأمس يعودون إلي مكانهم الطبيعي.. في الصور القديمة قد تجد ما يجمع فيها بين جمال عبد الناصر وتيتو ونهرو.. زعماء يوغسلافيا والهند.. لكن صورًا أخرى تجمعه بسوكارنو وشوين لاي.. رئيس إندونيسيا ورئيس وزراء الصين.. و صورًا ثالثة سنجد فيها "هوشي منه" وعنده نتوقف.. هو الاسم الذي قاله رئيس فيتنام اليوم في المؤتمر الصحفي مع الرئيس السيسي، حيث قال عن مصر: إنها البلد التي زارها الرئيس هوشي منه ثلاث مرات!


والرجل المذكور هو قائد المقاومة ضد الغزو الأمريكي والحرب على فيتنام، والتي استمرت خمسة عشرة عامًا كاملة.. استخدمت فيها الولايات المتحدة كل أنواع الأسلحة، بما فيها المحرّمة، حتى الأسلحة الكيميائية.. ولولا أن أبطال فيتنام أبدعوا في حرب العصابات واستغلوا البيئة الفيتنامية والغابات، وابتكروا أيضًا الأنفاق للاختباء وكَمنوا فيها لاصطياد جنود أمريكا.. نقول: لولا ذلك، لاستخدمت ضدهم الأسلحة النووية!

 

يقول الرئيس هوشي منه إنه لا يجد شارعًا واحدًا سليمًا في بلاده! دمّرها الغزاة، وقتلوا وشردوا الملايين، لكن فاتورة ذلك كانت كبيرة جدًا.. كثيرون لا يصدقون أن خسائر الغزاة بلغت واحدًا وخمسين ألف قتيل! وأضعافهم بين جرحى ومفقودين إلى اليوم!

 

وفي الأخير، غادروا يجرّون كل أذيال الخيبة.. وتحوّلت إلى عقدة كبيرة، حاولوا علاجها في سلسلة أفلام رامبو أو قطرة الدم الأولى لـ سلفستر ستالون، لكن يسجّل التاريخ هزيمة أقوى جيوش الكوكب على أيدي كتائب غير مسلحة جيدًا، وعناصر من حرب العصابات!

 

ورغم أن الحساب المجرّد يقول بخسارة فيتنام، لكن لن تجد ڤيتناميًّا واحدًا يُعاير بلده بخسائرها، أو أن هناك من ورّطهم في معركة غير مستعدّين لها، بل العكس تمامًا.. يحيون انتصارهم، ويعتبرون أن النصر الحقيقي هو للإرادة، وعدم تحقيق العدو لأهدافه، ويعتبرون هوشي منه بطلًا كبيرًا، يذكره رئيس فيتنامي جديد جاء بعده بعشرات السنين، بل ومن تقاليدهم أن زوّار فيتنام يزورون قبره ونصبه التذكاري!

تحية للأبطال.. ولشعب الأبطال.. ولرئيس الأبطال.. على أرض مصر.. الحليف والصديق الدائم لكل أحرار وشرفاء العالم، والتي ربما اتخذها الرئيس السيسي اليوم مناسبة جيدة ليتحدث عن مأساة شعب شقيق يعاني من ظروف مشابهة جدًا لما تعرّض له شعب ضيف مصر الكبير!