فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

نصائح للأمهات للتغلب على الخوف عند الأطفال

التعامل مع خوف الطفل
التعامل مع خوف الطفل

التعامل مع خوف الطفل، يُعد الخوف من المشاعر الطبيعية التي يمر بها كل طفل في مراحل نموه المختلفة، ولا يُعتبر أمرًا مقلقًا في أغلب الأحيان، بل هو جزء من التطور النفسي والعاطفي السليم للطفل. 
 


تتنوع مخاوف الأطفال بحسب أعمارهم، فقد يخاف الطفل الصغير من الأصوات العالية أو الغرباء، بينما يخاف الطفل الأكبر من الظلام أو المدرسة أو الحيوانات. 


لكن إذا لم يُحسن التعامل مع هذه المشاعر، قد تتطور لتصبح قلقًا مفرطًا أو فوبيا. 


لذلك، تقع على عاتق الأم مسؤولية كبيرة في فهم مخاوف طفلها، واحتوائها بأسلوب تربوي هادئ ومحفّز، يساعده على تجاوزها بثقة وأمان.

أكدت الدكتورة عبلة ابراهيم استاذ التربية ومستشارة العلاقات الأسرية، أن في رحلة تربية الطفل، ستواجه الأم لحظات كثيرة من الخوف والقلق، لكن سيظل احتواء الطفل في وقت ضعفه، أهم من توجيهه وقت قوته. 

أضافت الدكتورة عبلة، أن الأم لابد أن ئ مصدر الأمان الذي يلجأ إليه الطفل، واليد التي تمسكه بلطف ليعبر بها الجسر من الخوف إلى الشجاعة. 
فكل مرة يُجرب فيها الطفل تجاوز مخاوفه بدعم أمه، هو يخطو خطوة نحو إنسان أكثر توازنًا وثقة.
 


أولًا: فهم طبيعة خوف الطفل

خوف الطفل
خوف الطفل

وأوضحت الدكتورة عبلة، أن الخطوة الأولى في التعامل مع خوف الطفل هي فهمه وعدم الاستهانة به.


من الخطأ أن نطلب من الطفل "عدم الخوف" أو نقول له "ما تخافش، ده تافه"، لأن هذا يقلل من مشاعره ويشعره بالخجل أو الضعف. بل يجب على الأم أن تعترف له بمشاعره وتُظهر تعاطفًا حقيقيًا، مثل:
"أنا شايفة إنك خايف وده طبيعي، كلنا بنخاف أحيانًا". هذا الاعتراف البسيط يمنح الطفل الشعور بالأمان، ويعلمه أن الخوف ليس عيبًا بل تجربة إنسانية نمر بها جميعًا.

 

ثانيًا: الاستماع للطفل وتشجيعه على التعبير
 

من المهم أن تمنح الأم طفلها مساحة للتعبير عن خوفه بالكلمات أو بالرسم أو اللعب. بعض الأطفال لا يستطيعون وصف ما يخيفهم بالكلام، لكنهم يظهرونه عبر تصرفاتهم أو أحلامهم أو حتى نوبات الغضب. على الأم أن تسأل بأسلوب غير ضاغط، مثل:
"إيه أكتر حاجة بتزعلك أو بتخوفك في الوقت ده؟"
والأهم من ذلك أن تُصغي له دون مقاطعة، وأن تُظهر الاهتمام بما يقوله مهما بدا بسيطًا.

 

ثالثًا: تجنب السخرية أو العقاب
 

أحيانًا، تعتقد الأمهات أن السخرية من خوف الطفل أو معاقبته على "ضعفه" ستجعله أكثر شجاعة، لكن النتيجة تكون عكسية تمامًا. هذا النوع من التعامل يزيد من خوف الطفل ويزعزع ثقته بنفسه. لذلك، من الضروري أن تتعامل الأم مع الخوف بلطف واحترام، وتبتعد تمامًا عن عبارات مثل:
"أنت خواف!" أو "يعني أخوك الصغير أشجع منك؟"

 

رابعًا: استخدام أسلوب التدرج في المواجهة
 

إذا كان الطفل يخاف من شيء محدد كالحيوانات أو الظلام، يمكن للأم أن تستخدم أسلوب "التعرض التدريجي" الذي يساعد الطفل على مواجهة خوفه خطوة بخطوة. مثلًا:

عرض صور حيوانات لطيفة أولًا.

مشاهدة فيديوهات مسلية عنها.

زيارة حديقة حيوان من بعيد.

ثم الاقتراب تدريجيًا حسب راحة الطفل.

المهم هو عدم إجباره على المواجهة بالقوة، بل دعمه وتشجيعه في كل مرحلة.

الخوف عند الاطفال
الخوف عند الاطفال

خامسًا: غرس مفاهيم الطمأنينة
 

على الأم أن تعلم طفلها كيف يطمئن نفسه وقت الخوف، من خلال تعليمه التنفس العميق، أو تكرار عبارات إيجابية مثل:
"أنا آمن، أنا قوي، ماما معايا".
كما يمكنها قراءة القصص التي تعالج فكرة الشجاعة ومواجهة المخاوف، واختيار شخصيات يُحبها الطفل ويمكنه تقليدها.

 

سادسًا: تحديد مصدر الخوف الحقيقي
 

في بعض الأحيان، يكون الخوف الظاهر للطفل ليس هو السبب الحقيقي، بل هو تغطية لخوف آخر أعمق. مثلًا، الطفل الذي يخاف الذهاب للمدرسة قد لا يخاف المدرسة ذاتها، بل من التنمر أو من المعلمة الصارمة أو من الانفصال عن والدته. لذلك من المهم أن تبحث الأم عن الجذور الخفية للخوف، وأن تحاول معالجة المسبب الحقيقي بدلًا من الاكتفاء بالظاهر.

 

سابعًا: بناء الثقة بالنفس
 

الأطفال الذين يملكون ثقة أكبر بأنفسهم، يكونون أكثر قدرة على مواجهة مخاوفهم. لذلك، ينبغي على الأم أن تمدح شجاعة طفلها عند المحاولة، وليس فقط عند النجاح، مثل:
"أنا فخورة إنك حاولت تنام من غير نور حتى لو فتحتِه بعد شوية".
هذا النوع من التعزيز الإيجابي يُشجع الطفل على المحاولة مرة بعد مرة، دون خوف من الفشل.

 

ثامنًا: الانتباه لتأثير البيئة
 

الأم الذكية تلاحظ البيئة المحيطة بطفلها. هل يشاهد أفلامًا مخيفة؟ هل يستمع لأحاديث الكبار عن الحروب أو الموت أو السرقة؟ هل يعاني من توتر داخل المنزل؟
البيئة المشحونة بالخوف أو القلق تنتقل للطفل دون وعي، لذلك على الأم أن تحرص على بيئة هادئة ومطمئنة، وأن تُحدّ من المحتوى الذي يشاهده أو يسمعه الطفل، خاصة قبل النوم.

 

تاسعًا: تقديم القدوة
 

الطفل يراقب أمه أكثر مما يسمعها. فإذا رأى أمه تتعامل مع مواقفها بخوف مفرط أو قلق دائم، سيتعلم منها هذا النمط. لذلك من المهم أن تكون الأم قدوة في إدارة مشاعرها، وأن تُظهر للطفل كيف يمكنها أن تهدأ، وتطلب المساعدة، وتتجاوز القلق بهدوء.

 

عاشرًا: متى تطلب الأم المساعدة؟
 

رغم أن الخوف طبيعي، لكن هناك مؤشرات تستدعي تدخل مختص، مثل:

استمرار الخوف لفترة طويلة بشكل مفرط.

تأثير الخوف على حياة الطفل اليومية (رفض المدرسة – كوابيس متكررة – عزلة).

ظهور أعراض جسدية مثل التقيؤ أو آلام المعدة دون سبب عضوي.

إذا كان الخوف يتطور إلى نوبات هلع أو تجنب تام.

في هذه الحالات، يُفضل عرض الطفل على اختصاصي نفسي للأطفال لمساعدته بطرق علمية دقيقة.